الرؤية- رقية الحاتمية
لم يكن طريق مصعب بن محمود الهادي رئيس مجلس إدارة شركة "ديونز للحلويات" مفروشًا بالورود؛ بل كافح حتى امتلك واحدة من أشهر العلامات التجارية في مجال بيع التمور بالشوكولاته.
سطّر مصعب الهادي قصة نجاح "ديونز" بإرادته التي لم تلين يومًا، وحقق حُلمه الذي حمله هو وأربعة شباب على أكتافهم، تعلموا فيه الكثير ليتحولَ بعد التعبِ والجهد إلى مصنعٍ للضيافة العمانية الأصيلة، بصورةٍ جديدةٍ تناغمت فيها نكهة الحداثة مع عبق التراث؛ لتنتج التمور بالشوكولاتة بعدة نكهات، مستخدمًا في ذلك تمر الفرض العُماني المعروف بقلةِ محتواه من السكريات.
بداية المشروع
وتحدث مصعب الهادي إلى "الرؤية"، وقال إن فكرة المشروع بدأت مع شركائي وهم: شاذان بن خلف الوردي، ومحمد بن نبيل الوهيبي، وإسماعيل بن حبيب الهادي؛ حيث عكفوا على دراسة المشاريع التي تعمل في ذات المجال بالسوق المحلية، تجنبًا لتكرار المشاريع التي يقوم بها الآخرون. وقرر الشركاء الأربعة دخول عالم التصنيع الخفيف، ونظرًا لارتباط التمر مع المائدة العُمانية اتجه المؤسسون إلى خيار دمج الحداثة مع الأصالة؛ للخروج بهذا المنتج الذي يتكون من التمر العماني الشهي مغطسا بالشوكولاتة اللذيذة.
وأشار الهادي إلى أن التحديات التي واجهته في طريقه لتحقيق حلمه كانت كبيرة، وقال: "أول التحديات تمثلت في الوقت، الذي هو أثمن عُملة يحتاجها صاحب مشروع متعلق بالصناعة، ثم وصول المعدات، وإدارة المنشأة، وتوزيع العمل تحديات أولى، ولكن- بحمد الله- وبهمة الشباب تجاوزناها ونجحنا في تصنيع الدفعات الأولى". وأكد الهادي جاهزية التعامل مع كل التحديات الفنية والإدارية التي تواجهنا بافضل طريقة ممكنة.
وعلى صعيد آخر، أشار مصعب الهادي إلى أن تلك المرحلة التي مر بها المشروع مهمة للغاية؛ مُعلِّلًا ذلك بالتخطيط لتصنيع 3 آلاف صندوق في الدفعات الاولى، موضحًا أنه رغم صعوبة التحديات التي واجهوها، إلا أنهم نجحوا في بيع ما يزيد عن 60% من الدفعة الأولى، وخلال الأسابيع التي تلتها حققوا مبيعات تجاوزت نسبة 85%.
وأضاف: "ولأننا جزء لا يتجزأ من هذا المجتمع، استمعنا بكل ود وسعة صدر إلى آراء جميع المستهلكين؛ مما دعانا الى التوقف قليلاً لإستيعاب كافة الملاحظات التي وردتنا وقمنا بتكثيف الجهود للاستفادة من كل تلك الملاحظات و نحن الآن في صدد تصنيع عدة دفعات، ومنها سوف ننطلق إلى عقود لتوفير منتجنا، ومع الوقت نأمل أن هذه العقود ستساعد المصنع على إنتاج الكميات التي تردُّ علينا بالفائدة، وتسمح لنا بتطوير عملنا، ومعداتنا".
وفيما يتعلق بالتعاون مع القطاعات الأخرى، أوضح الهادي أن هناك شراكة مع بعض المؤسسات في مجال التوزيع، وبيع المواد الغذائية، والمقاهي، وقال: "نتواصل يوميًا مع المشاريع التي نجد فيها شراكةً فاعلةً معها، ولقد خاطبنا عدة جهات وعرضنا عليهم منتجاتنا ولكننا لم نتلق أي رد حتى الآن، آملين أن نتلقى استجابة لمخاطباتنا". وأكد الهادي أن الشركة تسعى لتوطيد العلاقة مع شركة تنمية نخيل عمان، والتخطيط للتعاون مع البرنامج الوطني للاستثمار وتنمية الصادرات "نزدهر"، إلى جانب التعاون مع بنك التنمية العماني من أجل الحصول على تمويل لرأس مال المشروع.
وأشار رئيس مجلس إدارة "ديونز للحلويات" إلى رؤية المشروع المتمثلة في الحضور والمشاركة في كل المناسبات الحكومية و الخاصة ويقدم هذا المنتج لكل ضيوف عمان. وأكد خلال حديثه لـ"الرؤية" امتداد سلسلة الموروث العماني والحضارة العمانية في هذا المنتج من خلال إعادة تصنيع التمورالعمانية والتي كانت ولا زالت رمزًا للضيافة العمانية في كل مكان بصورة حديثة و عصرية .
وكشف الهادي عن الخطط المستقبلية للمشروع، وقال: "نسعى جاهدين لنجاح هذا المشروع ومواجهة كل التحديات التي تواجهنا؛ سواءً كانت خارجية أو داخلية ونسعى بأن يكون هذا المنتج حاضرًا في كل البيوت العمانية والمؤسسات الحكومية والخاصة".