التركيز على الفكرة

 

وليد بن سيف الزيدي

هناك العديد من المقالات التي تُنشر وبشكل يومي في مختلف الصحف والجرائد  والمواقع الإلكترونية. وحيث أن كل مقال يحمل الفكرة التي أراد كاتبها أن تصل إلى القارئ سواء من الأفراد أو المجتمعات في داخل الوطن العزيز أو خارجه. وحيث من الجيد أن يكون القصد من فكرة ما يكتب أصيلا وذا قيمة من حيث تحقيق الفائدة للأفراد والمجتمعات وليس لشيء آخر.

كما من الجيد أن يكون الكاتب سعيدًا عندما يكتب مقالًا ويجد تفاعلًا من بعض القرَّاء أمَّا بالاستيضاح أو التعزيز أو الإثراء لفكرة المقال؛ لأن ذلك سيزيل الغموض حول الفكرة عندما تكون غير واضحة لدى البعض، كما سيزيد من وضوحها وقيمتها، وسيعزز من قدرات الكاتب في المرات القادمة.

 إنَّ الكاتب أو أستاذ الجامعة أو المعلم في المدرسة أو المتحدث عندما يريد إيصال فكرة ما إلى الأفراد، سيقوم بسرد عدد من الأحداث والأدلة والأمثلة والتجارب والخبرات حول تلك الفكرة حتى يتم إيصالها بشكل واضح ومفهوم تجعل من الطرف الآخر قادر على التعبير عنها بأسلوبه الخاص به وبأحداث وأدلة وأمثلة جديدة.

نعم.. ما أريد قوله أنه ليس من الضروري التركيز على أحداث الفكرة وأدلتها وأمثلتها بقدر ما يتم التركيز على الفكرة من المقال أو من النص المكتوب أو المسموع التي يمكن أن تحقق الفائدة لقارئها. وحيث أن هذا الأمر سيوفر على القارئ الوقت والجهد الذهني، وسيعزز لديه الدافعية نحو القراءة بشكل أكبر في المرات القادمة نظرًا لما تحقق لديه من فائدة ما قرأه.

وللتوضيح بشكل أكبر سأطرح بعض الأمثلة على المقالات التي نشرت في جريدة الرؤية في الفترات الماضية، والتي من خلالها سيتم التركيز على الفكرة  دون التركيز على معطياتها من أدلة وأمثلة وتجارب.

فمثلًا حمل مقال خلية النحل، فكرة تفعيل أدوار التعلم النشط في الموقف التعليمي.

وحمل مقال الدافعية في العمل بمنظومة إجادة، فكرة رفع درجة الجدية والواقعية في العمل بها من خلال طرح مجموعة من التساؤلات حول ذلك.

وحمل مقال الدافعية نحو التعليم المدرسي، فكرة أهمية البحث العلمي في دراسة المشكلات البحثية بأسلوب علمي دقيق ورصين.

وحمل مقال لا يجب التفريط به، فكرة إمكانية تناول المقترحات والأفكار التي تطرح حول موضوع ما والعمل على تعديلها وتطويرها والإضافة عليها بما يحقق الفائدة.

وحمل مقال نعمة المسجد، فكرة أهمية المسجد في الجانب التعبدي والجانب النفسي عندما شعرنا بذلك أثناء الجائحة.

وحمل مقال الكرة، فكرة أهمية وضع توقعات حول تغير المواقف في الحياة لحظة بناءها.

وحمل مقال الغزو، فكرة ضرورة تفعيل أدوار الأفراد والمؤسسات المجتمعية في غرس القيم الأصيلة والمتوافقة مع الدين الإسلامي في نفوس الأبناء. 

وحمل مقال الكَذِب، فكرة ضرورة البُعد عن الكذب نتيجة الضرر الذي يقع على النفس والمال والوقت.

وحمل مقال دائرة الفقر، فكرة تعزيز قيمة التكافل الاجتماعي بين الأفراد من خلال تعاونهم مع بعضهم البعض في جوانب الحياة المختلفة، وبما يخدم المواطنة الصالحة.

إنَّ الفكرة العامة من هذا المقال هو أخذ الفكرة التي تنفع قارئها من عناوين هذه المقالات أو غيرها ثم تكون لديه القدرة بالتعبير عنها بأسلوبه الخاص به من أحداث وأمثلة وخبرات وتجارب واطلاع مع مراعاة أن ما يكتبه يفيد الفرد والمجتمع.

والله الموفق.

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة