مرحى مرحى أهل الإمارات

 

سالم بن نجيم البادي

الإمارات العزيزة الغالية على قلوبنا القريبة من حيث المكان والجغرافيا والتاريخ المشترك والوجدان الجمعي الواحد، أقارب وجيران وأنساب وأبناء عمومة وقبائل واحدة تسكن في عمان والإمارات لكن الدم واحد والقلوب تخفق بالحب الكبير والمشاعر متحدة.

الإمارات وعمان كالجسد الواحد، إذا اشتكى عضو تداعت له سائر الأعضاء بالسهر والحمى، وهذه الأخوة بين الشعبين قائمة منذ الأزل وقبل قيام الدول والحكومات وهي قديمة قدم وجود الإنسان على هذه الأرض المتداخلة أرض عمان والإمارات. ثم توطدت وزادت رسوخا وثباتا مع تولي المغفور لهما ب-اذن لله تعالى- السلطان قابوس بن سعيد والشيخ زايد بن سلطان مقاليد الحكم، فلا يوجد بيت في عمان كلها إلا وقد عمل أحد أفراده في دولة الإمارات في بداية نهضة عمان وحتى الآن؛ وإن كان عددهم في الوقت الراهن أقل. أما عدد الطلاب من عمان والذين درسوا في الإمارات منذ قيامها وحتى اليوم فهم كثر في المدارس والجامعات، والآن عدد كبير من الطلاب من أهل البريمي خاصة وغيرها من مناطق عمان يدرسون في الإمارات، ويوجد عدد كبير من العمانيين متزوج من مواطنات من الإمارات، وكذلك عمانيات متزوجات من مواطنين من الإمارات، وتوجد أسر شطرها في عمان والشطر الآخر في الإمارات.

ولقد كان الشيخ زايد وثيق الصلة بعمان وشعبها ويعرف القبائل والشيوخ والأماكن في عمان، وكانت القبائل تبادله حبا بحب.

أذكر ذات سنة وعندما كان عائدا -رحمه الله- من رحلة علاج قام أفراد قبيلة البادي في عمان بمسيرة على ظهور الجمال للسلام عليه، وبرغم مرضه ونصائح الأطباء له بعدم الخروج لاستقبالهم، الا أنه أصر على الخروج لكي يسلموا عليه، وكان -رحمه الله- يتبرع بمبلغ مالي في كل عام لسباقات الهجن في كل الولايات.

كما إن بعض شيوخ الإمارات يمتلكون مزارع في صحار في سلطنة عمان حتى الآن، وردا على ما يتداول هذه الأيام حول موضوع الوقود، نقول للأهل في الإمارات بترولنا بترولكم، نحن أهل وأحباب ولا ينسَ أهل عمان ذلك الزمان الذي كانوا يذهبون فيه إلى الإمارات للتزود بالوقود ليس لتعبئة خزانات سياراتهم وحسب؛ بل كانوا يملأون براميل الديزل والبترول؛ لبيعها في عمان بسعر أغلى أو للاستخدام الشخصي.

نحبكم يا أهلنا في الإمارات ولن يستطيع الحساد من المغردين أو ما يسمى بـ"الذباب الإلكتروني" والمغرضين وأصحاب النوايا الخبيثة أن يفرِّقوا بين الإخوة الأشقاء في الإمارات وعمان مهما فعلوا وقد فشلوا في الماضي وسوف يفشلون دائمًا، ونسأل الله أن يديم هذه المحبة بين الشعبين تحت القيادة الراشدة لجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة -حفظه الله ورعاه- وإخوانه حكام الإمارات، ورحم الله السلطان قابوس والشيخ زايد، وقد أرسى قواعد متينة لعلاقات لاتنفصم عراها لمرور الزمن.