تربويون يرون أهمية البناء على مكتسبات "كورونا"

متخصصون: التحول الرقمي في التعليم مطلب ضروري.. والأوضاع المالية أبرز التحديات

◄ البلوشية: التحول الرقمي لا غنى عنه.. وضرورة تطوير البنية الأساسية الإلكترونية

◄ الرواحية: مواكبة العصر الحديث تتطلب التوسع والتعمق في الاستخدامات التقنية

◄ الشماخية: الطلاب تعودوا خلال الفترة الماضية على استخدام التكنولوجيا في التعليم

◄ الخاطرية: تحديات عدة تواجه التحول الرقمي في التعليم

الرؤية- رقية الحاتمية

أكد عدد من المتخصصين في مجال التعليم ضرورة إشراك التكنولوجيا في العملية التعليمية؛ تماشيًا مع مجريات العصر الحالي وتحقيقًا لأهداف رؤية "عمان 2040" التي تسعى إلى تسهيل عملية توصيل المعرفة والمخزون الفكري بأحدث الطرق الممكنة.

وقالوا- في تصريحات خاصة لـ"الرؤية"- إنه من الضروري البناء على ما اكتسبه قطاع التعليم خلال جائحة كرونا من الاعتماد على التكنولوجيا حتى لا يتوقف التعليم بشكل كامل، وتنفيذ التوصيات التي تصدر عن المؤتمرات والندوات ذات الصلة، والتي كان آخرها ندوة "التعليم في سلطنة عُمان" بمشاركة متخصصين في قطاع التعليم وممثلين عن القطاع الخاص والشباب ومؤسسات المجتمع المدني، لمناقشة مستقبل التعليم في عمان والخروج برؤية وطنية مشتركة ومتوافقة لتحول التعليم.

وتؤكد فاطمة البلوشية مديرة مدرسة بمحافظة شمال الباطنة، أن التحول الرقمي أصبح مطلبا ملحا في ظل عصر الثورة الصناعية الرابعة؛ حيث يشهد العالم تطورا علميا وتقنيا في جميع مجالات الحياة ويشهد في الوقت نفسه تطورا في المهارات التقنية لطلبة هذا العصر، مشيرة إلى أن هذا الجيل هو جيل التقانة الأمر الذي يحتم علينا تطبيق التحول الرقمي في التعليم في ظل ما فرضته جائحة كورونا من التسريع في هذه العملية وأظهرت أهمية الرقمنة تحسبا للمستجدات.

وتشير إلى أن التحول الرقمي له فوائد عديدة منها تسريع العمليات كالتسجيل والقبول والنتائج وغيرها، والتدريب الإلكتروني الذي أصبح متاح للعاملين في أي وقت وفي أي مكان وغيرها من الفوائد، مضيفة أن البنية التحتية هي العامل الأكثر أهمية في هذا التحول بالإضافة للموارد المادية التي يحتاجها التحول الرقمي على الرغم مشاركة القطاع الخاص في دعم القطاع التربوي بالأدوات المعينة لهذا التحول من باب المسؤولية المجتمعية.

وتوضح آلاء الرواحية موظفة بجامعة السلطان قابوس، أن مواكبة العصر الحديث يتطلب التوسع والتعمق بالتكنولوجيا بكافة فروعها، إلى جانب إنشاء جيل قادر على التعامل مع كافة الأجهزة وحل المشكلات بسرعة وبطريقة عصرية تختصر الوقت والجهد، مشيرة إلى أن هذا التحول سيساهم في تحسين مخرجات العملية التعليمية إذا استخدم بالطريقة الصحيحة.

وتقول جوخة بنت علي الشماخية مديرة مدرسة نجوم العلم الخاصة في ولاية عبري: "إن تطبيق التعليم الإلكتروني خلال أزمة كورونا كان عبارة عن معاناة يعيشها المعلم والطالب وولي الأمر، لكن بعد انتهاء هذه الأزمة اكتسب الجميع الخبرة التي تحفزه لخوض التحدي سعيا نحو التحول الرقمي".

وتؤكد: "الفترة الماضية شهدت تهيئة الطلاب لمواجهة عالمهم الجديد وهو العالم الافتراضي شأننا شأن دول العالم أجمع".

وترى الدكتورة خلود الخاطرية أخصائية تقويم بوزارة التربية والتعليم أن التحول الرقمي يشكل علامة فارقة في تطوير النظام التعليمي وفي تخريج جيل قادر على التفاعل مع متطلبات الحياة مستقبلًا. 

وتشير خميسة النعيمي إلى دور التحول الرقمي في مسيرة التعليم من خلال التحولات الإيجابية التي شهدتها منظومة التعليم في سلطنة عمان، ووجود محطات إيجابية في المنجز التعليمي، إلى جانب الانعكاسات الإيجابية في الأداء التعليمي بالسلطنة خاصة في ظل تفوق طلبة السلطنة في المشاركات الخارجية في العديد من المناشط والمسابقات الدولية، ودخول عناصر مهمة في المحتوى التعليمي كالابتكار والإبداع العلمي مع الشركات الطلابية التي تعزز كفاءة التعليم، وأيضا المبادرات الوطنية التعليمية والثقافية التي لها دور في رسم ملامح التحولات القادمة في مسيرة التعليم.

وترى الدكتورة خلود الخاطرية أن الإشكالات التي تواجه التحول الرقمي كثيرة وتتفاوت من أسرة لأخرى، وأن أول هذه الإشكالات تتمثل في ضعف بيئات التعلم الإلكترونية التي أصبحت تحرم الكثير من الطلبة من استعمال التقنيات، بالإضافة إلى مقاومة التغيير لدى فئة كبيرة منهم، ودرجة الوعي المعلوماتي لأولياء الأمور والطلبة والأوضاع المادية للأسر.

وتعتبر جوخة الشماخية أن سلطنة عمان كانت من أسبق دول العالم تحولا إلى التعليم الإلكتروني أو التعليم عن بُعد، وذلك حين ابتلى العالم بفيروس كورونا كان التعليم الإلكتروني خيارًا لا بد منه لمواجهة الأزمة وإداراتها بصورة صحيحة، حيث كان من الصعب إيقاف التعليم بشكل كامل.

وتوضح أن هناك بعض الصعوبات والتحديات التي واجهت منظومة التعليم بشكلٍ عام وعناصر العملية التعليمية المتمثلة في المعلم والطالب وولي الأمر، مضيفة: "أتوقع أن المعلمين قد اكتسبوا خبرة كبيرة من تجربة التعليم عن بعد، وفي حال قررت السلطنة أو غيرها من الدول تعميم التجربة والاستمرار فيها فمن الأفضل أن يتم دراسة التحديات والعقبات ووضع الحلول الناجحة لها، وأن يكون التطبيق جزئيا مع تقييمه بصورة مستمرة".

وعلى الرغم من ضعف الإمكانيات المادية، إلا أن فاطمة البلوشية تؤكد وجود إقبال من قبل المعلمين والمعلمات نحو هذا التحول الرقمي للتعليم وأن انخراطهم في برامج التقنية يدل على اهتمامهم بهذه العملية، مشيرة إلى أن العديد من المعلمين والمعلمات أصبح لدية شهادة المعلم الخبير في الميكروسوفت على سبيل المثال لا الحصر.

يشار إلى أن ندوة التعليم أكدت على أهمية البناء على ما حققته سلطنة عُمان من نتائج متقدمة في المؤشرات الدولية المرتبطة بقطاع التعليم؛ داعين القائمين على هذا القطاع إلى الاستمرار في الجهود والخطط التي تعزز من الارتقاء بهذه المؤشرات إلى مستويات أعلى. كما أوصوا بطرح الآراء والأفكار التي تخدم العملية التعليمية سعيًا لتغيير مسار التعليم في عمان نحو التعليم المعتمد على المعرفة والابتكار؛ من خلال التركيز على جهود جميع الأطراف المعنية بمستقبل التعليم، بالإضافة إلى ضرورة الاستفادة من الدروس المكتسبة أثناء الجائحة في مجال الاستجابة التعليمية؛ المتمثلة في تغيير أساليب التدريس إلى التعليم الإلكتروني.

تعليق عبر الفيس بوك