بين أروقة الحكومة "الجديدة"

 

مسعود الحمداني

Samawat2004@live.com

 

لا يهم المواطن اسم الوزير، ولا صورته، ولا شكله، ولا تهمه سيرته الشخصية، ولا إنجازاته في شركته الخاصة، ولا يُلقي بالًا لعباراته وشعاراته وخطبه الرنانة، ولكنه يهتم- كمواطن- بما يُنجزه هذا الوزير أو ذاك لصالحه، ويرتقب ما يقدمه له، وينتظر قراراته التي تخصه كإنسان، وتسهّل عيشه وأمور حياته، ويقارن بين قول المسؤول وفعله من جهة، وبين تصريحاته وقراراته من جهة ثانية، وينتظر منه المزيد والمزيد لتطوير الوطن، وتحفيز العيش الكريم للمواطن.

لا يهتم هذا المواطن كثيرًا بالتفاصيل، ولا تعنيه الخطط الكثيرة، وتعقيداتها، وتشعباتها، ولا يسأل عن الوسائل التي ينتهجها، ولا الطرق التي يسلكها، ولكنه ينظر إلى النتائج التي من خلالها يرى حاضره، ويضمن مستقبل عياله.

لا يهم المواطن هندام الوزير، ولا خنجره، ولا بشتّه، ولا "برستيج" مكتبه، ومنسقيه؛ فالمرحلة تتطلب من كل وزير الخروج للضوء، والعمل في الميدان، وممارسة الأداء أمام الموظفين، والحضور في مكان المشاريع مع المهندسين، والمشرفين، والعمال؛ فالوزارة ليست إلا وظيفة حكومية، ومسؤولية وطنية، لا يجب التفريط فيها، أو التهاون في أدائها، والوقت ليس وقت التراخي، ولا زمن التكاسل، بل هو وقت الإنجازات، وزمن النشاط بأقصى طاقاته، وعصر العمل على تحديث الدولة العصرية، وتأسيس أرضية صلبة للعمل الوطني، يشارك فيه الجميع، دون إقصاء أو تهميش، ويعمل فيه كل فرد، كلٌ في موقعه، للوصول إلى الغاية التي خطتها الحكومة، رغم كل الصعوبات، والتحديات، والتضحيات.

لا شك أن لكل وزير خطته، واستراتيجيته، ونظرته الخاصة التي تصب في النهاية في بؤرةٍ حكومية موحدة، تلتقي جميعها في الرؤية الكبرى "عُمان 2040"، وهي الرؤية التي تراهن عليها الحكومة، ويعقد عليها المواطن آماله العريضة، ويتطلع إليها لتحقيق غاياته، وأحلامه التي ضحّى لأجلها بالغالي والنفيس، وأراق في سبيلها أمواله، وجهده، وصحته، وحاضره، ولكنه يرى في الحكومة وأعضائها البُعد الاستراتيجي الذي سيعوّضه ذات يوم عمّا ضاع منه، ويخفف عنه ما غاب، ويعيد إليه بارقة الأمل الذي افتقده في لحظات كثيرة. لذا يضع المواطن كل آماله في الحكومة التي وضع حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- ثقته فيها، وأعطاها مداها الزمني، ومكنّها من وضع الرؤية موضع التنفيذ، رغم أن الطريق طويل، والعمل شاق، وغير يسير، ولكن لا بُد من مواصلة المسير بكل منعطفاته، وتعرجاته.

ومن هنا، يقع على التشكيل الوزاري الجديد الذي أُعلن عنه قبل أيام الكثير من الأعباء، وتنتظره الكثير من التحديات، وتقف في طريقه الكثير من العقبات، ولكنه -لا شك- فريق متكامل اختير بعناية، ولديه خبرته العلمية والعملية التي سيستثمرها على أرض الواقع، ويطبقها للوصول إلى الغاية الكبرى، وهي: ازدهار وتنمية الوطن، وسعادة ورفاهية وكرامة المواطن، وتحديث الدولة العصرية، وتحريك أوصالها، وتحفيز دورة العمل والأداء والإنجاز الذي هو ثمرة كل تغيير، وهدف كل حكومة، ولا ريب أن الرقابة والمحاسبة هما اللبنتان الأساسيتان للسير بشكل واضح في طريق الألف ميل، وهما حجرا الزاوية؛  للوصول بأمان إلى محطة رؤية "عمان 2040" بكفاءة عالية، وبأقل الخسائر، وأحسن الأداء، وأفضل النتائج.