برامج وطنية طموحة.. ولكن

 

خلفان الطوقي

برامج وطنية عديدة ظهرت منذ عام 2020، وبعضها في عام 2021 مثل: البرنامج الوطني للاستثمارات، وتنمية الصادرات "نزدهر"، والبرنامج الوطني للتشغيل "تشغيل"، والبرنامج الوطني للاقتصاد الرقمي، والبرنامج الوطني للتحول الرقمي، والبرنامج الوطني للذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة، والبرنامج الوطني للشركات الناشئة، والبرنامج الوطني للتوازن المالي، والبرنامج الوطني للتطوير القيادي وتمكين الإدارات العمانية"اعتماد"، والبرنامج الوطني لتعزيز التنويع الاقتصادي، وغيرها من البرامج الوطنية الطموحة التي لم أتمكن من ذكرها.

برامج وطنية طموحة، ويشكر القائمون عليها، ولأنها برامج وطنية؛ فهي تخص الجميع، ويسعى معظمنا إلى معرفتها عن قرب، وكيف له أن يستفيد منها، أو أن يساهم فيها بالفكرة أو المقترح لتطويرها واستدامتها، ومن هذا المنطلق تأتي فكرة هذه المقالة التي تهدف إلى توصيل أفكار هادفة يراد لها أن تصب في مصلحة هذه البرامج الوطنية الطموحة، وأبرز هذه الأفكار ما يلي:

الترويج الداخلي: بالرغم من أهمية هذه البرامج، لكن أعداد من يعلمون عنها قلة؛ فهي بكل تأكيد تحتاج إلى ترويج مستمر لا يتوقف، وتكون هنا حملة ترويجية كجزء من الخطة التنفيذية. جزء من هذه الحملة تكون بين جميع موظفي الدولة المعنين "أطراف العلاقة" في كافة الجهات الحكومية وغير الحكومية، وتفادي نشرها لكبار الموظفين فقط، وكأنها محصورة للبعض، وهذا خطأ تاريخي حاصل يتكرر في كثير من برامجنا السابقة، لذلك تكرر معاناة إدماج باقي الموظفين لهذه البرامج، والسبب أنهم لم يكونوا جزءًا منها منذ البداية.                  التسويق المجتمعي: ولأن هذه البرامج وطنية، عليه فلابد أن يتم تسويقها بشكل منهجي للمجتمع، لكي تتمكن هذه البرامج من استقطاب الإعلام التقليدي والحديث لصالحها، وجذب القطاع الخاص والجمعيات المدنية والأفراد للوقوف معهم. وقد أثبت التاريخ في مناسبات مكررة، بأن الترويج نصف المهمة، فإن نجح أي برنامج في تسويق مكوناته للمجتمع، كتب له النجح، وتمكن من تحقيق أهدافه المنشودة.

الدمج: تتشابه بعض البرامج في مسمياتها ومهامها، لذلك من المجدي على القائمين بها إيجاد نقاط الشبه ومزجها فيما بينهم، لعل المكاسب تكون أكثر مما هو مخطط له، وإضافة تكامل وانصهار في بعض المهام والمسؤوليات لأجل الصالح العام، مع المحافظة على الإمكانيات، والتقليل من المصاريف والجهد المكرر والوقت المهدر.

الحوكمة: بحيث تكون متبعة لمعايير الشفافية والمحاسبة، محددة بالوقت والإطار الزمني منذ البداية، والميزانية المالية، والممكنات البشرية، والخبرات الفنية، واللوجستيات، وغيرها، والخطة التنفيذية الملزمة للجميع، والتقييم الدوري المبني على مؤشرات الأداء، والأهداف المراد تحقيقها بالحقائق والأرقام، والمكافاة بعد الإنجاز، والمحاسبة عند الإخفاق.

التوثيق: إمكانيات مميزة بشرية وفنية ولوجستية ومالية وفكرية سخرت لهذه البرامج، ولكي نستفيد منها في برامج أخرى مستقبلا، فمن المجدي توثيقها في بنوك معلوماتية مختصة، يمكن الرجوع إليها بسهولة ويسر.

إن بعض البرامج الوطنية وجدت واختفت، لم يعلم عنها إلا القلة القليلة، ربما نجحت في جوانب، وأخفقت في جوانب أخرى، لكن الواقع الحالي يتطلب من الجميع التكاتف والتكامل والانصهار مع جميع العناصر والمكونات، ولا مجال لأي فشل حاضر أو قادم؛ بل يراد لهذه البرامج الوطنية أن تحقق أهدافا مستدامة اجتماعية واقتصادية وسياسية وأمنية؛ بل وتتعاظم هذه الإنجارات مع الأيام لأجل الوطن وما يتوافق مع تطلعات المجتمع.