إلا رسول الله

 

طالب المقبالي

muqbali@gmail.com

 

هدوء وسكون يصل إلى درجة النسيان بعد غضب عارم، وهجمة قوية ضد الانتهاكات على حرمات الإسلام، وتعدٍّ على الرسول ع-ليه أفضل الصلاة والسلام- هكذا نحن العرب نغضب سريعًا وننسى الإساءة في أقصر وقت، وإن كان غضبنا له تأثير كبير ومردود ليس بالهين.

وقد تواصلت ردود الأفعال الغاضبة في العالم الإسلامي إزاء التصريحات المسيئة للرسول الكريم محمد -صلى الله عليه وسلم- من قبل المتحدثين باسم الحزب الحاكم في الهند، ولولا هذه الردود الغاضبة، وهذه الحملة الكبيرة التي شنها أبناء الإسلام والتي آتت أكلها، خاصة في وسائل التواصل الاجتماعي والذي تصدر من خلالها هاشتاج (#مقاطعة_المنتجات_الهندية)، وتصدره الترند على موقع تويتر، لما قررته السلطات في نيودلهي تقييد التجمعات بدعوى الخشية من تهديدات مزعومة بشن هجمات انتقامية ردًا على تلك التصريحات.

كما تصدر وسم "غضبة المليار لرسول الله" الوسوم الصاعدة على منصات التواصل الاجتماعي في العالمين العربي والإسلامي، وسط مطالبات بالمزيد من المواقف تجاه جمهورية الهند.

وفي سلطنة عمان كانت هناك ردود غاضبة واستهجان كبير للإساءة للرسول عليه الصلاة والسلام، والهبة الكبرى والأولى كانت من سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام للسلطنة حيث قال: "إن الاجتراء الوقح البذيء من الناطق الرسمي باسم الحزب المتطرف الحاكم في الهند على رسول الإسلام -صلى الله عليه وسلم- وعلى زوجه الطاهرة أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- هو حرب على كل مسلم في مشارق الأرض ومغاربها، وهو أمر يستدعي أن يقوم المسلمون كلهم قياما واحدا ليوقفوا هذا العدوان السافر على أمة الإسلام وعلى نبيها، وباجتماع هذه الأمة في صعيد واحد للدفاع عن نبيها وعن حرمات دينها يكتب الله لها النصر، ويفتح لها من أبواب الخير ما لا تحتسب؛ فلا يلبث أن يكون هذا الأمر خيرا لها، وشرا على عدوها، كما قال الله تعالى في قصة الإفك: (إِنَّ ٱلَّذِینَ جَاۤءُو بِٱلۡإِفۡكِ عُصۡبَةࣱ مِّنكُمۡۚ لَا تَحۡسَبُوهُ شَرࣰّا لَّكُمۖ بَلۡ هُوَ خَیۡرࣱ لَّكُمۡۚ لِكُلِّ ٱمۡرِئࣲ مِّنۡهُم مَّا ٱكۡتَسَبَ مِنَ ٱلۡإِثۡمِۚ وَٱلَّذِی تَوَلَّىٰ كِبۡرَهُۥ مِنۡهُمۡ لَهُۥ عَذَابٌ عَظِیمࣱ)".

ثم يأتي رد حكومة سلطنة عمان من خلال اللقاء الذي أجراه سعادة الشيخ خليفة بن علي بن عيسى الحارثي وكيل وزارة الخارجية للشؤون الدبلوماسية مع سعادة أميت نارنغ سفير جمهورية الهند المعتمد لدى سلطنة عمان؛ حيث أعرب سعادة الشيخ الوكيل- أثناء اللقاء- عن استنكار سلطنة عمان للتصريحات المسيئة للرسول -صلى الله عليه وسلم- وللإسلام والمسلمين التي صدرت عن أحد المسؤولين في حزب بهاراتيا جاناتا. وأكد سعادته رفض سلطنة عمان المساس بالرموز الدينية كافة، مشيرًا إلى أن مثل هذه التصريحات والحوادث لا تخدم علاقات التعايش السلمي بين المكونات الدينية، وتؤجج الرأي العام، معربًا سعادته في الوقت ذاته عن ترحيب سلطنة عمان بالبيان الذي أصدره الحزب الحاكم في الهند الذي أعلن من خلاله إيقاف المسؤول عن هذه التصريحات المسيئة. كما جدد سعادته التأكيد على تمسك سلطنة عمان بثقافة التسامح والتعايش ومجابهة الكراهية واحترام المعتقدات والأديان.

وهناك ردود أفعال كبيرة في تويتر من قبل عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، على اللقاء الذي أجرته وزارة الخارجية مع السفير الهندي المعتمد لدى السلطنة؛ حيث قال سالم بن حميد الرواحي عبر تويتر: "‏‎‎‎الاستدعاء بروتوكوليًا أقوى من بيانات الشجب والاستنكار، ويؤخذ في الحسبان أكثر؛ إذ يعطي مؤشرًا على أنه ما لم يصلح الضرر والخلل ستكون هناك تداعيات أكبر ليست في مصلحة أي طرف وأعتقد أن الجانب الهندي سيبادر بشيء للتهدئة في المستقبل المنظور على الصعيد السياسي".

وحول بيان سماحة المفتي يقول ناصر بن سعيد الرحبي في تغريدة له عبر تويتر: "‏لقد شرّفك الله تعالى أن تكون الاسم الأول في الدفاع عن نبيّه -صلى الله عليه وسلم- وهو توفيق لا يناله إلا من تعرض له، وقد شهد لك القاصي والداني والعدو والصديق بصدق محبتك إياه وإخلاص إتباعك له، وأنت أحق من يُلفّ عليه بردته -صلى الله عليه وسلم- ويتوشح بها في هذا الزمان".

وفي تغريدة أخرى يقول أحمد جداد الكثيري: "سماحة الشيخ أحمد الخليلي الصوت الإسلامي البارز الذي لايزال يصدح بالحق، فلا سلطان على صوته ولا طائفية في رأيه ولا انحياز في فكره، صافي السرير، إسلامي المذهب، المنطق عروبي، يحق لنا بأن نسميه أسد الإسلام حفظه الله ورعاه".