إبرام مذكرات تفاهم بين البلدين بمختلف المجالات.. وتوقعات بزيادة التبادل التجاري

إنشاء صندوق استثماري بين سلطنة عُمان وجمهورية تنزانيا للاستثمار في مشاريع حيوية

◄ "جهاز الاستثمار": مذكرات التفاهم تسهم في التوسع بالأسواق العالمية

الاتفاق على تعزيز المشروعات التجارية والاستثمارية في مجال البستنة

◄ بحث جدوى الاستثمار في إدارة ميناء مانجابواني في زنجبار مع إنشاء معمل لتصنيع الأسماك

 

الرؤية- مريم البادية

 

أعلن معالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي وزير الخارجية عن إنشاء صندوق استثماري بين سلطنة عُمان وجمهورية تنزانيا المتحدة يُعنى بالاستثمار في المشاريع ذات الجدوى للبلدين في عدة قطاعات منها: الزراعة والصيد البحري والتعدين.

وتوقع معاليه -في تصريحات نشرتها وكالة الأنباء العُمانية- زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين خاصة بعد توقيعهما عددًا من مذكرات التفاهم ووجود اتفاقيات على مستوى جهاز الاستثمار العُماني والجهاز التنزاني المختص، مشيرًا إلى أن البلدين سيوقعان لاحقًا مذكرات تفاهم في عدة مجالات اقتصادية واستثمارية وسياحية إلى جانب مجال الطاقة، ويوجد في المرحلة القادمة برنامج عمل لهذه الاتفاقيات.

ووقّعت سلطنة عُمان وجمهورية تنزانيا المتحدة عدة مذكرات تفاهم بحضور فخامة الرئيسة سامية صولوحو حسن رئيسة جمهورية تنزانيا المتحدة بفندق قصر البستان أمس؛ شملت مجالات الطاقة، والسياحة والموارد الطبيعية، والتعليم العالي والتدريب، والمتاحف الوطنية.

وجرى التوقيع كذلك على مذكرة ثلاثية بين غرفة تجارة وصناعة عُمان وغرفة تجارة وصناعة وزراعة تنزانيا وغرفة تجارة زنجبار الوطنية، إلى جانب مذكرة أخرى بين جهاز الاستثمار العُماني وهيئة ترويج استثمار زنجبار. ووقع البلدان أيضًا على مذكرات تفاهم بين الشركة العُمانية لإدارة المطارات ومطار كيلمنجارو، والجمعية العُمانية للخدمات النفطية وجمعية تنزانيا لمقدمي خدمات النفط والغاز، وشركة البشائر للحوم والشركة الوطنية لحظائر الحيوانات الحية، والشركة العُمانية للاستثمار الغذائي القابضة وجمعية البستنة التنزانية.

حضر توقيع المذكرات عدد من المسؤولين من الجانبين العُماني والتنزاني.

وتعليقا على الاتفاقيات، قال سامي السناني مدير أول الخدمات اللوجستية والبنى الأساسية في جهاز الاستثمار العُماني: "إن مذكرات التفاهم تجسّد جهود الجهاز وسعيه إلى التوسّع في الأسواق العالمية، والتنوّع في القطاعات التي يستهدفها، إضافة إلى إيجاد فرص للدخول إلى أسواق خارجية واستكشاف فرص استثمارية جديدة، ونقل الخبرات المتوفرة لديه والشركات التابعة له إلى إدارة مشاريع دولية، وكذلك الدخول في شراكات مع مستثمرين وشركات عالمية تمتلك خبرات يمكن الاستفادة منها ونقلها مستقبلا إلى مشاريع محلية".

وتهدف مذكرة التفاهم التي وقعها الجهاز مع هيئة ترويج الاستثمار الزنجبارية إلى تقوية الاستثمارات والاستدامة المالية بين الجانبين، وتطوير إستراتيجية تعزيز العلاقات التاريخية والاقتصادية بين البلدين الصديقين؛ حيث وقعها من طرف جهاز الاستثمار العماني ملهم الجرف نائب الرئيس للاستثمار بالوكالة، ومن جانب هيئة ترويج الاستثمار الزنجبارية رئيسها التنفيذي شريف الشريف.

وتنص مذكرة التفاهم على اتفاق الطرفين على توحيد الجهود والحفاظ على علاقة عمل مستمرة لتحقيق أهدافهما فيما يتعلق بتعزيز الصلات الاقتصادية بين سلطنة عمان وزنجبار، وتبادل المعلومات حول الاستثمارات والسياسات، والقواعد، والأحكام والإجراءات، والمحفزات، والفرص التجارية، والتعاون في تبادل المعارف والخبرات الفنية، وفرص التدريب بين أفراد المؤسستين في مجال التجارة والاستثمار، إضافة إلى دعم وتشجيع تبادل الوفود أو المهام الاستثمارية وزيارات الخبراء، والتعاون في تنظيم الفعاليات المشتركة ذات الصلة بالتجارة والاستثمار، وتقديم الدعم عند تنظيم المعارض الاستثمارية والتجارية في أيٍّ من البلدين.

وتسعى مذكرة التفاهم الموقعة بين الشركة العمانية للاستثمار الغذائي القابضة "أوفيك" المملوكة للجهاز، ورابطة تنزانيا للبستنة، إلى تعزيز المشروعات التجارية والاستثمارية في مجال البستنة، ومشاركة البيانات والمعلومات ذات العلاقة، وتحديد الخبراء المسؤولين عن تنسيق وتطبيق الأنشطة المتعلقة بمذكرة التفاهم، ومناقشة الأطر الفنية والاقتصادية والمالية والبيئية للمشروعات، وكذلك التنسيق مع الجهات الحكومية ذات العلاقة للحصول على الموافقات والتصاريح اللازمة لتنفيذ المشروعات وتطويرها.

يشار إلى أن جهاز الاستثمار العماني يسعى إلى تعزيز استثماراته في شرق أفريقيا بشكل عام وجمهورية تنزانيا المتحدة بشكل خاص؛ حيث تتنوع لتشمل مجموعة من القطاعات أبرزها: اللوجستي والأمن الغذائي والسياحي. ومن ذلك مشروع الاستزراع السمكي الذي يقع في الجزء الشمالي الشرقي من جزيرة زنجبار (أونغوجا)، على مساحة 5 هكتارات بجوار الشاطئ، إضافة إلى موقع بحري بمساحة 15 هكتارا بجوار جزيرة صغيرة وبيئة مناسبة للزراعة في الأقفاص بطاقة إنتاجية تبلغ 10,000 طن متري سنويا.

وبهدف تكوين مخزون سمكي غني بالإضافة إلى القيام بعمليات الصيد التجريبية في منطقة الإقليم البحري التنزاني. وقّع الجهاز في مايو الماضي مذكرة تفاهم تقوم بموجبها شركة الوسطى للصناعات السمكية التابعة لشركة تنمية أسماك عمان المملوكة للجهاز بمسح يشمل جميع المناطق الساحلية، من الجرف القارّي وحتى حدود المنطقة الاقتصادية التنزانية التي تبلغ مساحتها 200 ميل، وتشمل مضيق بمبا وعدة مناطق شرق جزيرة زنجبار.

ويدرس الجهاز حاليًا جدوى الاستثمار في إدارة ميناء مانجابواني، وهو ميناء جديد تم استحداثه لاستقبال الحركة التجارية والاقتصادية لزنجبار، ويقع على مساحة 3 ملايين متر مربع للمرحلة الأولى، و1.5 مليون متر مربع للمرحلة الثانية، ويشتمل مخططه على مرسى شحن واستلام البضائع وتخزينها وكذلك معامل لتصنيع الأسماك وتخزينها وحفظها للتصدير.

ويقوم الجهاز بإعداد دراسة جدوى لتحويل ميناء ماليندي الحالي إلى ميناء سياحي ونقل الركاب، وتطوير واجهته البحرية؛ ليلعب دورا حيويا في تنمية الحركة السياحية للجزيرة، وكذلك تنظيم عملية نقل الركاب ليتماشى مع أنظمة السلامة البحرية.

وفي سياق متصل، قال الدكتور غالب بن سعيد السعيدي الرئيس التنفيذي لشركة البشائر للحوم: "إن الشركة وقعت مذكرة تفاهم مع الشركة الوطنية لتربية المواشي في تنزانيا "ناركو"، مضيفًا: "أن هذه الاتفاقية تُعنى بالثروة الحيوانية؛ حيث سيتم من خلال هذه الاتفاقية بحث سبل التعاون بين الطرفين، وسوف يضاف مصدر جديد للمواشي الحية من تنزانيا إلى سلطنة عمان". وذكر أن جمهورية تنزانيا تزخر بثروة حيوانية كبيرة، وتملك 16 مزرعة لتجميع الحيوانات الحية للاستفادة منها.

ومن جانبه، قال المهندس عبدالرحمن بن حميد اليحيائي الرئيس التنفيذي للجمعية العمانية للخدمات النفطية -في حديث مع تلفزيون سلطنة عُمان- "إن الجميعة وقعت اتفاقية مع الجمعية التنزانية لشركات النفط والغاز بهدف التعاون وتبادل الخبرات بين الجمعيتين، وتحقيق مصلحة أعضاء الجمعيتين في مجالات الصحة والسلامة المهنية، وتطوير الكادر البشري، وفي القيمة المحلية المضافة.

كما وقعت شركة "مطارات عمان" مذكرة تفاهم مع شركة تطوير مطارات كليمنجارو التنزانية لتطوير الصالة العامة لكبار الشخصيات، ومرافق أخرى في مطار كليمانجارو الدولي بمنطقة كليمانجارو المملوكة لحكومة جمهورية تنزانيا، وذلك للاستفادة من تجربة شركة مطارات عمان الناجحة في إدارة المطارات وخدمات كبار الشخصيات.

وقع مذكرة التفاهم عبدالناصر بن عبدالله اليماني نائب الرئيس لتطوير الأعمال من جانب مطارات عمان، فيما وقعتها كريستين مواكاتوبي من جانب شركة تطوير مطارات كليمنجارو (كادكو). وتنصّ المذكرة على تولي "مطارات عُمان" عملية تطوير مبنى الركاب العام لكبار الشخصيات ومرفق الحظائر في مطار كليمنجارو الدولي، وتطوير فندق خمس نجوم في مطار كليمنجارو الدولي للمسافرين، وأطقم الطائرات وغيرهم، وتطوير مجمّع أعمال ومركز تسوق في مطار كليمنجارو الدولي. وأي فرص عمل أخرى قد يتم الاتفاق عليها بشكل متبادل بين الطرفين.

تعليق عبر الفيس بوك