الضريبة وغلاء الأسعار

 

سالم بن نجيم البادي

 

فُرضت الضريبة وقضي الأمر.. لكن السؤال: هل هناك عدم وضوح واجتهادات شخصية في فهم تطبيق هذه الضريبة؟ وهل صارت الضربية حجة جاهزة لرفع الأسعار وحتى البضائع المعفاة من الضريبة؟ هل هناك تحايل وطرق ملتوية لرفع الأسعار والحُجة دومًا الضريبة؟

لقد مررتُ بتجربة شخصية، فبعد أن اشتريت إطارًا لسيارتي وكنت قد دفعت سعر الإطار المتفق عليه، لكن حين طلبت من البائع الفاتورة وبها الضمان لمدة سنة، طلب مني مبلغًا إضافيًا، وسألته مستغربًا لماذا يطالبني بهذا المبلغ، فرد علي قائلًا: "مال زريبة" ويقصد الضريبة، ولا أعلم إن كان ذلك من حقه؟! ولا أعلم أيضًا هل يطلب من كل الزبائن ذلك الطلب؟! وهل دفعوا له؟! وما دخل فاتورة الشراء بالضريبة؟! وهل تمت إضافة قيمة الضريبة على المبلغ الذي دفعته ثمنًا للإطار؟

ما أثار دهشتي أنه عندما رفضت الدفع وهددته بالاتصال بحماية المستهلك والبلدية توسل إليَّ أن لا اتصل، والواقع أنني لا أعرف بمن اتصل؛ فقد كان ذلك مجرد تهديد أجوف، فأنا لا أطيق الروتين والاجراءات الطويلة؛ فاتصال هاتفي وتقديم بلاغ إلكتروني، ثم انتظار الرد، وقد يتطلب الأمر الحضور إلى مقر الهيئة مع من يمثل المحل الذي تقدمت ببلاغ ضده، ثم سماع أقوال الطرفين، وتقديم فاتورة الشراء وتقسيم البلاغات إلى شخصية وعامة، وكل نوع له الاجراءات الخاصة به.

والخط الساخن التابع لهيئة حماية المستهلك قد يتحول أحيانًا إلى خط بارد وبليد، ولا أعلم إن كان هذا الخط الهاتفي الساخن موجود في كل فروع الهيئة في المحافظات إن لم نقل في كل ولاية، بحيث أنه يمكن لموظف الهيئة التحرك فورًا عند تلقي الاتصال مباشرة؛ للنظر في شكاوى المواطنين، خاصة في الأسواق والمدن الكبرى؛ لأن الاجراءات الطويلة قد تجعل المواطن يُحجم عن تقديم الشكوى. والحديث هنا عن دور هيئة حماية المستهلك في مراقبة الأسعار فقط.

فالناس يتحدثون عن انحسار دور هيئة حماية المستهلك وأنها لم تعد كما كانت سابقًا، ويذهب بعضهم للقول إنه تم تقليص دورها!

وبالعودة الى الحديث عن ضريبة القيمة المضافة فإنني أخشى أن يتم التلاعب بالأسعار وركوب مطية الضريبة، خاصة مع وجود فئة من الناس لا يعرفون حقوقهم، أو لا يُبالون بهذه الحقوق، وقد يساومون قليلًا لكنهم يستسلمون سريعًا، خاصة مع تبريرات البائع، وأولها الضريبة والغلاء الذي يسود العالم حاليًا؛ نتيجة جائحة كورونا ، ثم نشوب الحرب بين روسيا وأوكرانيا.

إن الضبابية التي تسود عند عامة الناس حول الضربية تجعل من السهولة التلاعب بالأسعار، والحل في توعية الناس بحقوقهم ومراقبة الأسواق والأسعار، وتطبيق تدابير صارمة ضد كل من تسوّل له نفسه خداع المواطن البسيط ونشر الجمعيات التعاونية الاستهلاكية في كل الولايات، وتكثيف التوعية بحقوق المستهلك.

لقد أصبح الغلاء متغولًا في المجتمع، وهو حديث الناس في مجالسهم الخاصة، وقد تترتب عليه بعض الآثار الاجتماعية السلبية، من زيادة عدد الأسر المعسرة، وعجز فئات من المجتمع عن شراء ما يحتاجون إليه، وغير ذلك من السلوكيات والتصرفات التي لم يعتد عليها المجتمع.

فلا تجعلوا من الضريبة شماعةً لزيادة الأسعار!