أصبحنا نفتقد الإيجابية

 

الشيماء بنت سلطان الرجيبية

الأمر أشبه بأن تقطع جذع شجرة، تزيل فروعها وتمنع من نمو ثمارها، تحولها إلى أعمدة، بالكاد كانت أن توفر معيشة وتنقذ عائلة وتنفع وتُصلح الكثير! هكذا عندما تبقى في بيئةٍ لا تناسبك، تقطع آمالك وطموحاتك لأجل ألا تحصد الكثير وتنمو لتكون الأفضل.

ذات يومٍ ليس بقريب، جلستُ في منتصف الطريق، أتطلّع إلى البعيد، وأحدّق للحياةِ بأعينٍ جميلة ونفسٍ مُرهقة، يؤسفني أنني بتُّ أحيانًا أفتقد قدرتي على المضي، ليس لأنني تنازلت، أنا لا أستسلم ولا أكفُّ عن الركض لاتجاهات الحياة وما أرغب، وإنما أشعر بالثقل، هذا الثقل الذي يأتي بعد جهدٍ كبير، وأدرك أن كلّ الناس تشعر بذلك، يواجهون ظروفا صعبة، طرقا شاقة، نحتاج في أوقاتٍ قليلةٍ من يدفعنا، من يدعمنا، من يشرع في ترميم كسرنا، من يَدّلنا لطريقنا بشغفٍ أكثر ويذكّرنا من نحن!

أصبحت أفتقد للإيجابية بشدة، وأعي تمامًا ما أقول، أفتقد الأشخاص الطموحين، نريد أن نسمع المفيد أو لا نسمع، أو لنصمِ آذاننا قليلًا؛ لأن كل من حولنا أصبحوا بارعين في التذمر وفي كرهنا للحياةِ، وهي جميلة مهما كانت، بالرغم أن لا مخرج ولا مفرَّ من هؤلاء المتمردين المحبطين، وكم بدت الحياة صعبة بوجود هؤلاء وهذه الحقيقة التي توصلت إليها مؤخرًا.

ليفكِّر أحدكم، نحن لا نكبر، لا ننمو، لا نتعلم، بدون الصعاب ، وبدون المعاناة والجهد نحن لا نصل، لا نحقق الأحلام بسهولة، وهذا الشيء وارد وطبيعي، لماذا لا نُغير كلماتنا ونستقبل ابتلاءات الله برضا وصبر؟ نتقبل أن هذه الأزمات تحدث. وبالصبر والتحمل نستطيع تجاوزها والتغلب عليها، لا أقصد أن نتجاهل مواقف الحياة المؤلمة، إنما بالإيجابية نستطيع التعامل مع حياتنا، نستطيع أن ننمو ونؤدي الكثير والأفضل. بالإيجابية نجعل الحياة أجمل وأكثر سلاسة في تجاوز منعطفاتنا، فلماذا لا نتحلى بها ونكون كذلك؟!

تعليق عبر الفيس بوك