رسائل الصيف الأولى!

 

المعتصم البوسعيدي

رسالة: الطوفان

ما زالت رياضتنا المحلية تدور في حلقة الإنجاز الخليجي الفردي، مع وجودنا في أدنى درجات السلم بالعموم، وما زلنا على حالنا وأحوالنا المادية ومبارياتنا الودية وقضايانا الهامشية، وحتى الجنس الناعم؛ إذ ينعم بشتوية أوروبية أصابته عدوى معسكراتنا المُكتظة بالأسئلة والمبعثرة بالإجابات. وصوت أُحادي لا يلتفت لدعوات حتى أقرب الناس إليه، ولسان حاله يقول: "لا حاجة لي بكم؛ فدوني الجبل عاصمٌ من الطوفان".

رسالة: ميزانٌ مُختل

عالمُ الرياضة يتلوثُ بالسياسة؛ مثل: دعم المثلية، والكيل بمكيالين في قضية الحرب الأوكرانية الروسية، والتغاضي عن مُمارسات الكيان الصهيوني الآثم، والتدخل السياسي في تعاقدات الأندية، واستمرارية ناجحة لـ"حدوتة" فاشلة تظهرُ الصورة المُشوهة داخل الرياضة الإفريقية؛ ولا يبدو ثمةَ تغيير يلوحُ في الأفق.

رسالة: العُمرُ مُجرد رقم

عزفَ الماتدور الإسباني "رافاييل نادال" في بطولة "رولان جاروس" الفرنسية للتنس إيقاع معزوفة "العُمر مُجرد رقم"؛ فالعبرةُ بالجد والاجتهاد والعطاء، مواصلاً تحطيم الأرقام القياسية التي ينافس بها نفسه، مع إبقائه على سيطرة "الثالوث: نادال وفيدرر ودجوكوفيتش" على الكرة الصفراء، وكلما شعرنا بأُفول نجم منهم عاود نجمهم للظهور، مما يستدعي- في اعتقادي- الوقوف خلف ظاهرة تألقهم وتنافسهم، وتقديرهم لذواتهم وللرياضة التي يمارسونها بالشغف والتنافُس الشريف.

رسالة: الحريةُ المُطلقة

تفتحُ مواقع التواصل الاجتماعي فضاءً واسعًا للتعاطي والنقاش والحوار على صعيد كل مجالات الحياة، وقد يدخل في ذلك الحوار- وإن كان تخصصيًا- "من ليس له ناقة ولا جمل" في نمطيةٍ سائدةٍ لا تحكمها أُطر ولا قيود؛ لذلك رأينا في هزيمة ليفربول- على سبيل المثال- فائضًا من السلوكيات غير المُبررة البتة في النقد والتراشق والسب حول محمد صلاح النجم العربي الكبير الذي يُمثلنا وإن لمن نشجع ناديه. وكذلك رأينا ذات الأمر في قضية قرار تمثيل نجم الإسكواش المصري محمد الشوربجي لمُنتخب انجلترا، وغيرها من القضايا المحلية والإقليمية والدولية، لذلك أرى ضرورة الهدوء والتعاطي الجيد من قبل المسؤولين لما يُثار في مواقع التواصل الاجتماعي، علمًا أنها تحمل- بالتأكيد- إيجابيات كثيرة تُساعدُ على التطوير والإنجاز.

رسالة: عقلي يريد.. جسدي يقول لي!

الحديثُ عن سطوة ريال مدريد في هذا الموسم لا ينتهي، ولكن مع تألق نجوم الفريق وقيادة المدرب الفذة، ومع إدارة يقودها المُحنك بيريز، كان هناك حديث واسع حول عامل برز كثيرًا على السطح؛ وهو العامل البدني الذي قاده الإيطالي العائد لمعقل الملوك بينتوس، ولعلَّ هذا ما يجب التركيز عليه مع لاعبينا خاصة في ظل كثرة الإصابات لنجوم منتخبنا في الفترة الأخيرة، وهو أمر مهم للغاية ومبني على أُسسٍ وقواعد ومنهجياتٍ علمية وعملية، كيف لا؟ وقد ارتبط- كما ذكرنا- ببطولات ريال مدريد وكذلك بنجوم اللعبة وسر حفاظهم على قدراتهم ومهاراتهم العالية ككريستيان رونالدو، فيما الذاكرة تعيدنا إلى لحظاتٍ أليمةٍ لأحد أساطير الكُرة العالمية؛ إذ نعيد سيرة ظاهرة كرة القدم التأريخية البرازيلي رونالدو دا ليما، ومشاهدَ إصاباته المُتكررة التي لخصها في عبارته الوداعية الشهيرة المُمزوجة بالدموع والحسرة: "عقلي يريد مواصلة اللعب، لكن جسدي يقول لي: (لم يعد بإمكاني فعل ذلك)".