أزمة الأعلاف في ظفار تلوح في الأفق!

سعيد غفرم

said.gafaram@gmail.com

تشكل الثروة الحيوانية ركيزة مهمة للأمن الغذائي بسلطنة عمان من منتجات اللحوم ومشتقات الألبان وما زالت مشاهد مشكلة شح الأعلاف وارتفاع أسعارها تتكرر سنويًا.

ويعاني ملاك المواشي من شح الأعلاف والحشائش بشكل غير مسبوق وارتفاع أسعارها بشكل متسارع، فضلا عن عدم وجود دعم حكومي مباشر للأعلاف، مما اضطر العديد من مربي المواشي  إلى الوقوف ساعات طويلة أمام محلات بيع الأعلاف للحصول على احتياجات مواشيهم من الأعلاف ومشتقاتها، الأمر الذي يهدد مهنة تربية الثروة الحيوانية، ويؤثر سلباً في تحقيق الاكتفاء الذاتي من المنتجات المحلية.

وما يثير الاستغراب في الموضوع أن الشركات العاملة في صناعة الأعلاف الحيوانية لم تصدر أي بيان توضيحي لعملائها بشأن أسباب شح الأعلاف في السوق المحلي مما أثار لدينا تساؤلات كثيرة، هل شح الأعلاف عملية مقصودة من أجل رفع الأسعار لاحقاً؟ أم أن قطاع الأعلاف تأثر كغيره من القطاعات بالأزمة العالمية الراهنة ونقص إمدادات المواد الخام؟ ولماذا لا يتم الاستيراد من الخارج لتلبية احتياجات السوق المحلي من الأعلاف وتخفيف حدة الأزمة الحالية؟

إن تربية الماشية تعد مصدر دخل أساسيًا لكثير من المواطنين الذين توارثوا هذه المهنة عبر الأجيال وكانت فيما مضى أحد صمامات الأمن الغذائي قبل ظهور النفط.

فأين دور الجهات المعنية من ذلك كله؟

إن معاناة مربي الثروة الحيوانية المتكررة من شح الأعلاف تارة وارتفاع أسعارها تارة أخرى يستوجب من الجهات المعنية القيام بدورها ومسؤولياتها لاستقرار سوق الأعلاف ودراسة المسببات لهذه المشكلة وإيجاد الحلول الناجحة لها بما يلبي مصالح جميع الأطراف ويحقق الاستدامة للثروة الحيوانية، ومن أهم المقترحات في هذا الشأن فتح المجال للاستثمار في قطاع الأعلاف الحيوانية المصنعة لتحقيق أكبر قدر ممكن من الاكتفاء الذاتي مع المتابعة الدورية للشركات المنتجة ووضع سقف محدد لأسعار الأعلاف ومشتقاتها أسوة بقطاع الحشائش ومنع الاحتكار وكل ما من شأنه أن يُهدد الأمن الغذائي في السوق المحلي مع التحقق من استيفاء منتجاتها للاشتراطات الصحية الضرورية لضمان الجودة وسلامة الأغذية.

تعليق عبر الفيس بوك