د. خالد بن عبد الوهاب البلوشي
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم "لو أن أهل عُمان أتيت ما سبوك ولا ضربوك"، صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ما أعظمه من تكريم ووصف من سيد الخلق أجمعين في وصف أهل عمان الحبيبة؛ فعُمان أرض التفاهم والتسامح والتعايش؛ لذلك يتوجب علينا أن نحرص وفي ظل ما يحدث في العالم من متغيرات، على توظيف تلك المميزات للترويج لعُماننا الحبيبة في شتى المحافل خاصة في ظل ما يتم ترويجه من سلبيات حول قطاعي السياحة والطيران بعُمان.
فقد لاحظنا جمعيًا مؤخرًا دعوات تعمل لتنفير السياح وحتى الزوار من القدوم إلى عمان من خلال ما يتم نشره على منصات التواصل الاجتماعي المتنوعة عن بعض الحالات الفردية والتي لا يقاس عليها أبدًا تلك الأحداث ويروج لها على أنها ثوابت.
وللأسف، هناك بعض الفئات التي تقوم بنشر مقاطع ومشاهد لبعض السياح دون الأخذ في الاعتبار خصوصية الضيف القادم إلى سلطنة عمان، مُسلطين الضوء على مواقف غير مقصودة وتعظيمها للرأي العام. فهل يعلم من يقوم بهذا التشهير السلبي أنه يؤثر سلبًا على العديد من القطاعات والمؤسسات والأفراد الذين يقوم دخلهم على الأفواج والمجموعات السياحية، وكذلك الأفراد الذين أتوا إلى عماننا ولديهم انطباع إيجابي عن طيبة ودماثة أخلاق أهل عُمان ونقاء سريرتهم؟!
ألا يعلم هؤلاء المروّجين أن قطاعيْ السياحة والطيران يعدان من أهم مصادر التنويع الاقتصادي والتي يُعوِّل عليها آلاف المواطنين وعائلاتهم؟ ألا يعلمون أن هناك استراتيجية وطنية للسياحة وعشرات المشاريع- خاصة الفندقية- التي تؤسس آلاف الغرف لاستقبال السياح الذين تعتمد عليهم آلاف الأسر المنتجة والتي تعمل ليلَ نهارٍ لضمان دخل يؤمن لهم معيشتهم؟!
إن المنافسة في قطاعي السياحة والطيران خلال الأشهر المقبلة بين الدول، ستكون في أوجها؛ حيث ستستضيف عُمان آلاف الزوار والسياح، خاصة مشجعي مباريات كأس العالم التي من المُقرر إقامتها في العاصمة القطرية الدوحة خلال الفترة من 21 نوفمبر حتى 18 ديسمبر، وسيكون لنا شرف استقبالهم.
لقد تأثر؛ بل وتضرر قطاعا السياحة والطيران على مدى السنوات الثلاث الماضية، نتاج جائحة كورونا التي عصفت بالعديد من الأنشطة، وتأثرت الكثير من شركات السياحة واضطر البعض منها للإغلاق وتسريح عشرات العاملين، وتكبدوا خسائر مادية لا تعد ولا تحصى.
أيها النَّاس.. رأفة بالقطاع الذي يئِن، ودّعُوا السلبية والتنفير، ولندعو السياح للعودة إلى عماننا الحبيبة أرض المحبة والإخاء والأمان. ولنرسل جميعًا رسالة دعوة ملؤها الاطمئنان إلى العالم ولنكن مبشرين غير منفرين.
فحكومتنا الرشيدة، ممثلة في وزارة التراث والسياحة، ومعها كل شركاء القطاع، من شرطة عُمان السلطانية ومطارات عُمان وشركات الطيران وشركات إدارة المقاصد السياحية والتنمية السياحية، تعمل بلا كلل أو ملل، وعلى مدار الساعة من أجل استثمار المميزات التي تزخر بها عُماننا في كل أنحاء العالم، من أجل جذب آلاف السياح المحبين لعمان.
هكذا ينبغي أن نكون مبشرين لا منفرين، إننا الآن وفي ظل قيادتنا الحكيمة التي تتسم بالواقعية والعقلانية والحكمة، استطاعت ومن خلال رؤية "عمان 2040" أن تضع نصب أعينها تحقيق أهدافها للأجيال المقبلة، ومستقبل هذا الوطن، وهي رؤية تتوافق مع حلم قيادتنا، والتي تسعى لراحة شعبنا المضياف.
لنكن إيجابيين ونرحب بضيوف عمان، ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم قدوة، حين قال "بشروا ولا تنفروا ويسروا ولا تعسروا" صدق الرسول الكريم.