جمعيات الصداقة العمانية

 

خليل بن عبدالله الخنجي **

تمثل جمعية الصداقة جسرًا يربط بين دولتين، وهي بمثابة موسسة تُنشأ بطلب من قيادات المجتمع المدني بهدف تنمية أواصر التعاون والصداقة بين سلطنة عمان وعدد من الدول في مجالات مختلفة؛ منها المجال الاقتصادي والتجاري والثقافي والعلمي والفني والإعلامي والرياضي والاجتماعي، وغيرها من المجالات، وتعتمد على طبيعة كل بلد صديق أو شقيق وتشرف على إنشاء الجمعيات وتنظيمها وزارة الخارجية، وفقا لقرار وزاري يصدر بذلك بعد موافقة مجلس الوزراء.

وتعد جمعيتا الصداقة العمانية الألمانية والعمانية اليابانية من أوائل الجمعيات التي وجه بها المغفور له بإذن الله تعالى، السلطان قابوس بن سعيد- رحمه الله- في بداية السبعينات من القرن الماضي؛ حيث ترأس صاحب السمو السيد طارق بن تيمور- طيب الله ثراه- الجمعية الألمانية ومعه معالي قيس بن عبدالمنعم الزواوي- رحمه الله- بينما ترأس صاحب السمو السيد ثويني بن شهاب آل سعيد جمعية الصداقة العمانية اليابانية في 1974، ومعه سعادة سعيد بن ناصر الخصيبي كأمين عام للجمعية، وكان من بين الأعضاء في الجمعيتين كبار رجال الأعمال والأكاديميين والوجهاء من الجانبين؛ حيث كرسوا جل اهتمامهم في تعزيز أواصر التعاون الاقتصادي والتجاري والثقافي والعلمي بين عُمان والدولتين الصديقتين؛ مما ساهم في جلب كثير من الشركات والمشروعات المتنوعة من أجل المساهمة في بناء الدولة الحديثة بقيادة السلطان قابوس- طيب الله ثراه.

أما جمعية الصداقة العمانية البريطانية، فقد تم إشهارها في العام 1991 بموجب أمر سامٍ برئاسة فخرية لصاحب السُّمو السيد فهر بن تيمور آل سعيد ومعه رجل الأعمال البارز يحيى بن محمد نصيب الرئيسي كأول رئيس للجمعية، والأستاذ شوقي بن عبدالرضا سلطان كأمين عام للجمعية، مع مجموعة من أصحاب الأعمال من الجانبين ساهموا في تنشيط الجوانب الاقتصادية والثقافية والفنية بين عمان وبريطانيا التي تربطهما علاقات ضاربة في التاريخ راسخة في المفاهيم وكانت ومازالت هذه الجمعية تقوم بأنشطة سنوية في كل من لندن ومسقط يشارك فيها أصحاب وصاحبات الأعمال من الجانبين الصديقين.

وفي عام 2013، أُعيدت هيكلة الجمعيات الثلاثة؛ حيث استمر- آنذاك- جلالة السلطان هيثم بن طارق عندما كان وزيرًا للتراث والثقافة كرئيس فخري لجمعيتي الصداقة العمانية البريطانية والعمانية اليابانية، فيما ترأس الوزير السابق مقبول بن علي سلطان الجمعية العمانية البريطانية والشيخ محمد بن سعود بهوان جمعية الصداقة العمانية اليابانية، أما جمعية الصداقة العمانية الألمانية فتم تعيين صاحب السُّمو السيد طارق بن شبيب آل سعيد كرئيس فخري لها ورجل الأعمال المعروف رشاد بن محمد الزبير رئيسا للجمعية. وفي الآونة الأخيرة تم إعادة هيكلة جمعية الصداقة العمانية البريطانية مرة أخرى، وذلك بتعيين المكرم صالح بن محمد الزكواني ليكون رئيسًا للجمعية، وذلك بموجب الأوامر السامية من لدن صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- بغية التجديد وإعادة هيكلة الجمعية وتطويرها وإعادة تشكيل أعضائها بما يتماشى وتطور المنافع والمصالح المشتركة والبناء على الإنجازات والنجاحات لأواصر الصداقة بين سلطنة عمان وبريطانيا.

وتوالى تأسيس جمعيات الصداقة بين عمُان ودول العالم لتشمل مجموعة واسعة من جمعيات الصداقات الدولية شملت كلا من: فرنسا وسويسرا وإسبانيا وإيطاليًا والصين وكوريا الجنوبية وجنوب أفريقيا وتونس والبحرين والعديد من دول العالم الأخرى، كل ذلك في مجمله من أجل توسيع قاعدة الحوار وتنمية الروابط بين الشعوب وبحث العلاقات الثنائية بعنوان الدبلوماسية العمانية التي تحمل في طياتها روح التقارب والتسامح وتتحلى بصفات التعايش والسلام بين مختلف الثقافات وذلك لتوفير منصات خصبة لممارسة التجارة والصناعة وترويج المصالح بين البلدان.

قنوات التواصل بين الشعوب والبلدان متعددة منها غرف التجارة وجمعيات أصحاب الأعمال ومجالس الأعمال المشتركة والمؤسسات المدنية والجمعيات المشتركة بين الدول العربية والأوروبية والأمريكتين والشرق والغرب وتعيين قناصل فخريين في الدول التي ليس بها سفارات، كل هذه القنوات ضرورية لإيصال رسائل سلطنة عمان إلى شعوب العالم من أجل مزيد من التفاعل في شتى المجالات وجب التوسع فيها شرط أن يتم تقييم هذه الجمعيات دوريًا وذلك من أجل النهوض بها الى مستوى التوجه الحكومي الرسمي الساعي الى التعاون المشترك مع بلدان العالم المتحضرة.

** الرئيس الأسبق لغرفة تجارة وصناعة عُمان