في ختام ندوة الإلحاد وحقيقة التوحيد

لدحض شبهات الإلحاد.. توصيات بإنشاء مركز متخصص في معالجة القضايا الفكرية

مسقط- الرؤية

اختتمت جلسات ندوة "الإلحاد وحقيقة التوحيد.. المنهج والرؤية والتفسير العملي"، في المركز الثقافي بجامعة السلطان قابوس، والتي نظمتها مؤسسة الإمام جابر بن زيد الوقفية ودار الكلمة الطيبة، بحضور عدد من العلماء والفقهاء والأعلام والمفكرين من داخل السلطنة وخارجها، برعاية فضيلة الشيخ الدكتور كهلان بن نبهان الخروصي مساعد المفتي العام لسلطنة عمان.

وخرجت الندوة بتوصيات تضمنت اتخاذ مخرجات الندوة منطلقًا لوضع اللبنة الأولى لنموذج فكري عملي يمكن من الحوار ويدحض شبه الإلحاد، بحيث يتناول هذا النموذج المحطات الفكرية والفلسفية والإيمانية بطريقة تجمع بين تدبر النص الشرعي وفحص الواقع العلمي المعاصر وتفتح أنظارها في آفاق الوسائل الحديثة لتخاطب العالم بلسان العصر.

وأوصت الندوة بالعمل على تأسيس مركز متخصص يعني بالقضايا الفكرية وكيفيات معالجتها بنظرة شمولية مستدامة وعمل مؤسسي منضبط، ويمكن أن تأخذ في استراتيجيتها اتجاهات مختلفة، منها: مساعدة الراغبين في تجاوز الإشكالات المعرفية حول الإيمان والإلحاد والوقوف على أسباب الإلحاد والخروج بوسائل للعلاج تتناسب والواقع التي نبتت فيه الشبه والإشكالات، وتبني البرامج الإعلامية النوعية على الصعيد الإعلامي والتربوي وفق استراتيجية مستدامة لتأكيد المعاني الإيمانية، والنظر الشامل الواسع لمفهوم الإلحاد بتعقيداته الحاضرة في عالم اليوم معرفيا ونفسيا. وحث المشاركون في الندوة على أن يعمل المركز على الاهتمام بالإلحاد الناعم وتقصي تأثيراته البعيدة والقريبة والعمل على كشف عروضه الخادعة وتوسلاته المعرفية، وذلك: كحركات النسوية والشذوذ وصياغة استراتيجية علمية وتربوية لتفكيك هذا النوع من الإلحاد وقطع الطريق على امتداداته الفكرية والعملية، وتزويد المسلم بالدفاعات الفكرية الكافية، والاستمرار في عقد الندوات الجماهيرية والتواصل مع الأعلام والمفكرين لتقديم خلاصة تعاطيهم مع ملف الإلحاد وأفكارهم في احتوائه وتضييق دوائره، ويمكن أن توضع هذه الخلاصة في مجلات محكمة تستكتب المختصين والباحثين.

وتضمنت التوصيات إنشاء وقف تثميري يدعم الجهود الرامية لمعالجة الإشكالات الفكرية، على أن يكون ريع هذا الوقف لدعم المراكز المتخصصة في ترسيخ اليقين والندوات والدوريات العلمية التي تفكك شبهات الإلحاد.

وفي جلسات اليوم الثاني، أشار الدكتور أبو زيد الإدريسي الداعية والمفكر المغربي إلى أن بعض المفكرين العرب ربطوا نزعة الإلحاد عند الشباب بموجة "الربيع العربي" وإحباطاته ومآلاته المؤسفة منذ عام 2010، موضحًا: "يعتقد هؤلاء أن الثورة تُولِّد الإلحاد في مرحلتين: في مرحلة الانتصار؛ فإنها تعطي شعور التمرد على كافة السلطات منها السلطة الدينية، وتحدث حالة سيكولوجيا جماعية ضد ما هو مقدس، أما مرحلة بعد الهزيمة فهي تخلق الإحباط الذي سمي لاحقًا ’اكتئاب ما بعد الثورة‘".

ويرى الدكتور عبدالله بن سعيد المعمري عضو الهيئة التدريسية بكلية العلوم الشرعية، أن علاج الإلحاد لا يكون مُجزّءًا، وإنما هو علاج شامل يقوم به جميع أفراد المجتمع وأساسه الإصلاح في الميادين كافةً.

وناقش عدد من المتحدثين الأسباب النفسية التي تقود إلى الإلحاد، ومنها اضطهاد الطفولة، والصدمات النفسية، والأساليب السلبية أو الخاطئة في التربية والتنشئة، والخلل الأسري، ورفاق السوء، وغياب دور المدرسة، ووسائل التواصل الاجتماعي.

تعليق عبر الفيس بوك