بناء القرارات الاستراتيجية

 

د. مبارك بن خميس الصلطي

دكتوراه إدارة أعمال

mubarakalsalti84@gmail.com

 

 

يشرح هذا المقال الحاجة إلى تعلم مهارات التخطيط الاستراتيجي لقادة منظمات الأعمال من خلال تبيان الفرق بين القرار الاستراتيجي الذي يجب أن يؤخذ بشكل سريع وعاجل خلال ساعات  من حدوث الأزمة الفجائية، وبين القرار الاستراتيجي الذي يكون جاهزا قبل حدوث الأزمة وعادة ما يتم الأخذ بعدة خطط وسيناريوهات فتنشأ خطة أ وخطة ب وخطة ج ويتم اختيار الأنسب منها حسب الموقف الذي تمليه الأزمة على فريق العمل.

  1. التفكير الاستراتيجي للأزمات الفجائية:

الأحداث التي رأيناها في فيلم (غير قابل للتوقف Unstoppable) للمخرج البريطاني الراحل توني سكوت، يثبت تعرضنا جميعا قادة وموظفين لاختبارات صعبة أحيانا تتطلب منا اتخاذ قرار سريع في خلال ساعة أو أقل ويترتب عليه آثار بعيدة المدى ليس على متخذ القرار فقط وإنما على غيره من الناس.

الفيلم المأخوذ عن قصة حقيقية حول مطاردة قطار خرج عن السيطرة لمسافة 66 ميلا ومحملا بآلاف أسطوانات الغاز السامة نتيجة تعطل أنظمة المكابح فيه. ومحاولة  الكابتن فرانك ( دينزل واشنطن) وزميله المبتدئ ويل( كريس باين) إيقافه.

بلا شك أن هذه المواقف وغيرها  قابلة للتكرار في كل المجتمعات وهي حوادث تنشأ فجأة دون سابق إنذار مثل الزلازل وما تحمله من دمار أو التسرب الإشعاعي للمفاعلات النووية.

ويؤدي حجم الكارثة وحالة انعدام اليقين بكل المعلومات المحيطة بالموقف إلى زيادة مشاعر  الخوف والقلق وبالتالي صعوبة اتخاذ القرار. وعلى القائد الاستراتيجي القيام بضبط نفسه وعواطفه أولا ثم يحاول الحصول على حلول وليست أفكارا من خلال الاستعانة بالفريق من خلال طرح أسئلة مثل:

  • ما هو الشيء الأكثر أهمية الآن؟
  • هل نسينا حلولا أخرى؟
  • ما هي تطورات الموقف إلى الآن؟
  • ما هو المتاح أمامنا كي نفعله الآن؟

وعودة للفيلم مرة أخرى (Unstoppable)، نجد أن قرار القائد استند إلى خبرته الطويلة وإلى الإجابات الدقيقة على أسئلته من غرفة التحكم بالقطارات (الاتصال الفعال) وأخيرا إلى التفاهم الكبير (توحيد الجهود من أجل الهدف) بين فريق العمل مما أثمر عن نجاة مدن شمال بنسلفانيا من الدمار.

  1. التخطيط الاستراتيجي بعيد المدى:

أهم خطواته:

2- أ- التصور: وهو عملية ذهنية إبداعية لتوليد الأفكار وتطويرها.

ولتحسين عملية التصور الذهني، قم بتقييم الفكرة من ثلاثة جوانب تختصر في PIES  حيث تشير (P) إلى القدرات التي تملكها الفكرة ومن شأنها إدخال تحسينات على الأزمة.

بينما (I) ترمز إلى مقدار أهمية الفكرة للأزمة المطروحة.

أما (E) فتبين درجة السهولة في التنفيذ إذا ما تم اعتماد الفكرة كعلاج للأزمة. بقيت (S) وهي مجموع الدرجات التي حصلت عليها في كل مرحلة، حيث تحدد كل مرحلة (التحسين، الأهمية، السهولة في التنفيذ) بعشر درجات في كل مرحلة ثم ونستخرج المتوسط. وكلما زاد مقدار الدرجة زادت أفضلية الحل الذي تم تصوره لمعالجة الأزمة.

ويمكن الاستعانة بخطة سوات أيضاً في هذه المرحلة وهي تنظر لنقاط قوة المنظمة ونقاط ضعفها داخليا، كما تدرس الفرص والتهديدات المؤثرة عليها خارجيا من تشريعات وقرارات سياسية والجوانب الاجتماعية للدولة والوضع البيئي.

2- ب- تكوين الخطة الاستراتيجية:

على فريق العمل المكلف بصياغة القرار الاستراتيجي تقديم معلومات شاملة لقائد الفريق عن الاقتصاد الكلي للدولة  الذي يهتم بدراسة الظواهر غير الاعتيادية المتعلقة بالاقتصاد مثل التضخم وهو الارتفاع المستمر في الأسعار، ومعدل النمو، والبطالة، والدخل القومي، والناتج المحلي الإجمالي للدولة.وتستخدم هنا طريقة PESTEL ANALYSIS وهي آداة تحليل تستخدم لتحديد القوى الخارجية الكلية التي تؤثر على المنظمة، والعوامل الخارجية التي قد تتغير في المستقبل من أجل استغلال هذه التغييرات كفرص، أو إيجاد حلول للتهديدات المحتملة)

2- ج- التخطيط العملياتي: وهو ربط الأهداف الاستراتيجية  العامة بالأهداف التكتيكية لكل قسم على حدة داخل المنظمة. فمثلا يتم وضع ميزانية تطوير وتأهيل الموارد البشرية  بالاستناد إلى الاستراتيجية العامة للمنظمة وبشكل يقود لتحقيق أهدافها.

*********

المراجع:

  1. How to master strategic thinking skills in 5 simple steps. (www.fraserdove.com).
  2. Scot, Tomy.2010.Unstoppable.20th Century Studio.

تعليق عبر الفيس بوك