مناقشات حول المنافسة في الأسواق الإلكترونية والتطورات التشريعية والرقابية

"منتدى المنافسة العربي" يسعى لوضع خارطة طريق إقليمية للارتقاء بجهود تعزيز المنافسة ومنع الاحتكار

◄ اليوسف: عُمان تولي قضايا المنافسة ومنع الاحتكار أهمية كبيرة ترجمة لـ"عمان 2040"

◄ أبوالغيط: الجامعة العربية تواصل الجهود للتعاون الفني بين الدول في مجال المنافسة

◄ رولا دشتي: ضرورة تطبيق سياسات وتشريعات المنافسة ووقف احتكار الاستيراد

◄ مسابقة لإجراء دراسة حالة حول السلوكيات المناهضة للمنافسة رقميًا

 

الرؤية- سارة العبرية

تصوير/ راشد الكندي

 

رعى معالي الدكتور علي بن مسعود السنيدي رئيس الهيئة العامة للمناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحرة، أمس، افتتاح أعمال المنتدى الإقليمي العربي الثالث للمنافسة، بمشاركة عدد من الخبراء والمختصين من منظمة مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية "الأونكتاد"، ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، وجامعة الدول العربية، ومركز التجارة الدولية وممثلي أجهزة المنافسة من مختلف الدول العربية.

ويهدف المنتدى إلى تحسين النمو الاقتصادي والحوكمة في المنطقة العربية بما يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة وتعزيز التعاون والتنسيق بين هيئات المنافسة في الدول الأعضاء في لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا "الإسكوا".

وأكد معالي قيس بن محمد اليوسف وزير التجارة والصناعة وترويج الاستثمار أن المنتدى يسعى للخروج بمستخلصات فاعلة في شأن الأنشطة المستقبلية من أجل تعزيز صناعة المنافسة وتطبيقاتها بناءً على دراسة الحالة الدولية، معربًا عن أمله في أن يسهم المنتدى في تحسين أداء الدول العربية في مجالات المنافسة ومنع الاحتكار ووضع الحوافز المناسبة واستكمال البنيةِ التشريعية والقانونية والحوكمية. وأشار معاليه إلى أن سلطنة عُمان تولي المنافسة ومنع الاحتكار أهمية كبيرة في عملها الاقتصاديِ والتجاريِ تجسيدًا لرؤية "عُمان 2040"؛ حيث أصدرت في عام 2014 قانون حماية المنافسة ومنع الاحتكار بهدف تنظيم حرية ممارسة النشاط الاقتصادي وترسيخ مبدأ قواعد السوق وحرية الأسعار ومنعِ الاحتكار وإنشاء مركز حماية المنافسة ومنعِ الاحتكار تحتَ مظلة الوزارة.

من جانبه، قال معالي أحمد أبو الغيظ الأمين العام لجامعة الدول العربية إن الجامعة بذلت جهودًا حثيثة لوضع برنامج للتعاون الفني بين الدول العربية في مجال المنافسة ومراقبة الاحتكارات بهدف تعزيز القدرات وتطوير الكفاءات في هذا المجال، مشيرًا إلى أن فريق الخبراء العرب استحدث في مجال المنافسة ومراقبة الاحتكارات تنفيذًا لقرار "قمة الرياض التنموية 2013"، الذي دعا إلى توحيد النظم والتشريعات التجارية المتعلقة بالمنافسة، وقد عقد هذا الفريق نحو 16 اجتماعًا بهدف تنسيق ودعم الجهود العربية في هذا المجال وتكللت جهوده بإعداد بروتوكول التعاون العربي في مجال حماية المنافسة الذي أقره المجلس الاقتصادي والاجتماعي للجامعة في عام 2021. وأعرب معالي الأمين العام لجامعة الدول العربية- في كلمة له- عن أمله في أن تعود مخرجات هذا المنتدى بالنفع على اقتصادات الدول العربية وإثراء النقاش حول أفضل الممارسات والاستراتيجيات لحماية المنافسة، مؤكدًا استعداد جامعة الدول العربية لوضع ما يتوصل إليه المنتدى من توصيات موضع التنفيذ بما يُسهم في الارتقاء بمنظومة العمل الاقتصادي العربي المشترك.

من جهتها، أكدت الدكتورة رولا دشتي وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة والأمينة التنفيذية للجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا "الإسكوا" أهمية النهوض بسياسات وتشريعات المنافسة في المنطقة العربية التي من شأنها زيادة نمو الناتج المحلي الإجمالي بمعدل يتراوح بين 2 و3 بالمائة سنويًّا وتوفير عشرات الآلاف من فرص العمل وتهيئة الأسواق لجذب الاستثمار المحلي والأجنبي وتعزيز الابتكار. وقالت دشتي إن المنتدى يشكل فرصة مهمة للاستفادة من التجارب التي تقدمها سلطات المنافسة المشاركة من مختلف الدول وتوطيد التعاون مع الشركاء الإقليميين والدوليين والهيئات المتعلقة بالمنافسة، مؤكدة ضرورة تطبيق سياسات وتشريعات المنافسة التي تشمل مراقبة القطاعات والعمليات التجارية في الأسواق لاسيما التي تكثر فيها الممارسات المانعة للمنافسة والعمل على إزالة القيود المفروضة على أسواق العمل ووقف احتكار الاستيراد وتهريب البضائع.

ويشارك في المنتدى- الذي تنظمه وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار بالتعاون مع "الإسكوا"- عدد من صانعي السياسات والخبراء الاقتصاديين والقانونيين يناقشون سياسة المنافسة وأهميتها في تحقيق النمو والتنمية المستدامَين وتقديم أفضل الممارسات في مجال المشتريات العامة لدعم دول الأعضاء في بناء عمليات مشتريات عامة فاعلة.

واشتمل المنتدى على سلسلة من الجلسات النقاشية حول المنافسة في الأسواق الإلكترونية وسياسة المنافسة وترابطها مع السياسات الاقتصادية ودور قانون وسياسة المنافسة في دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وأحكام المنافسة في الاتفاقيات التجارية وتطوُّراتها في المنطقة العربية.

وتضمنت الجلسات محورًا حول الشباب العربي والمنافسة، واحتوى على مسابقة لإجراء دراسة حالة حول السلوكيات المناهضة للمنافسة من المنصات أو المؤسسات الرقمية والذي يُنفّذ لأول مرة في المنتدى الثالث بسلطنة عُمان وتشارك فيه الجامعات والكليات.

تعليق عبر الفيس بوك