وداعًا للكمامة.. هل آن الأوان؟!

 

سالم بن نجيم البادي

 

بعد أن شهد الناس تلك الجموع  الغفيرة من البشر والذين ذهبوا لأداء العمرة في رمضان في مكة المكرمة وكان جُلهم لا يرتدون الكمامة وهم الذين قدموا من دول مختلفة سمعت الناس يشيرون إلى ذلك التجمع البشري وفي مكان واحد وهم لا يرتدون الكمامة، صار ذلك أحد الأسباب للتخلي عن لبس الكمامة لدى غالبية الناس هنا في عمان.

والتفاوت في الالتزام بلبس الكمامة يثير الحيرة والجدل لدى مختلف الجهات، فهذا مدير مؤسسة حكومية يحاول عبثًا جعل الموظفين يلتزمون بلبس الكمامة، وهم يرفضون ذلك، والرد الجاهز لا أحد يلتزم بلبس الكمامة، فلماذا نلتزم نحن؟! ولا أحد يستطيع إجبارنا على لبس الكمامة ما لم يلتزم الجميع، والطلاب في بعض المدارس صاروا لا يرتدون الكمامة إلا قلة قليلة منهم، وإدارات المدارس لا تستطيع إجبارهم على الالتزام بلبس الكمامة، وهم يشاهدون الناس وقد تخلوا عن لبسها.

وأصبح من المألوف أن نشاهد الناس في مراكز التسوق والأسواق المغلقة وهم لا يرتدون الكمامة، وفي عيد الفطر نشر الناس مقاطع فيديو وصور لهم وهم يجتمعون للاحتفال بالعيد وتبادل التهاني وتأدية الأهازيج والفنون الشعبية الجماعية وكذلك في المساجد ومصليات العيد،  وقد غابت الكمامة عن وجوههم، ومن يتجول بين الولايات والمدن يشاهد تراخي الناس عن ارتداء الكمامة.

لا نتحدث هنا عن الأماكن المفتوحة التي سمح فيها بعدم التقيد بلبس الكمامة، لكن الحديث عن الأماكن المغلقة، وقد شاهدت بعض العمال في محلات الخياطة والحلاقة وهم لا يرتدون الكمامة وكذلك في المحال التجارية الأخرى. وحتى عندما دخلت دائرة حكومية لاحظت أن الموظفين فيها لا يرتدون الكمامة، وعندما سألتهم لماذا لا يرتدونها؟ قالوا "تركناها من زمان". وقال أحدهم بحدة وغضب عندما طُلب منه لبس الكمامة "ما عرفنالكم.. صارت فوضى، حد لابس الكمامة وحد ما لابس، والرهوة على المربوطة".

الشاهد في كل ذلك أن الناس قد سئموا من الكمامة ومن قيود كورونا، وحيث إن معظم الناس أخذوا جرعات لقاح كورونا وأوشك الوباء على الانحسار، فلماذا لا يتم الإعلان الرسمي بأن الكمامة صارت غير إلزامية؛ بل يكون لبسها اختياريًا لمن يريد، حتى يتنفس الناس الصعداء أخيرًا، ويتفاءلوا بذهاب جائحة كورونا إلى غير رجعة، وتتم العودة إلى الحياة كما كانت قبل كورونا.

وداعا كورونا.. وداعا أيتها الكمامة!