السفير الإيراني لـ"الرؤية": زيارة رئيس الجمهورية إلى سلطنة عُمان تسهم في تعزيز العلاقات الثنائية وتطوير التعاون

 

◄ إيران تُشيد بالسياسة الخارجية المتزنة لسلطنة عُمان.. وتُثمن الحرص على تعزيز الاستقرار

◄ 1.350 مليار دولار حجم التبادل التجاري بين عُمان وإيران بنهاية مارس 2022

◄ طهران تعتمد "استراتيجية دقيقة" لتوطيد العلاقات مع جيرانها

◄ آفاق رحبة للتعاون بين عمان وإيران في النقل البحري وتجارة الترانزيت

◄ مناقشة آليات تفعيل "اتفاقية عشق أباد" لزيادة التبادلات التجارية وتعزيز التعاون الاقتصادي

◄ قطاع الموانئ يمثل فرصة واعدة للاستثمارات المشتركة

◄ إيران تؤكد أهمية معالجة القضايا الإقليمية عبر دول المنطقة مع رفض "التدخلات الخارجية"

 

 

الرؤية- مدرين المكتومية

 

كشف سعادة علي نجفي سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية المعتمد لدى سلطنة عمان تفاصيل الزيارة المرتقبة لفخامة الدكتور إبراهيم رئيسي رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى سلطنة عمان، والمقررة بعد غدٍ الإثنين؛ تلبية لدعوة من حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه.

وأكد نجفي- في تصريحات خاصة لـ"الرؤية"- أن الزيارة ستسهم في تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بین البلدین الصديقين. وقال نجفي إن العلاقات بين سلطنة عمان والجمهورية الإسلامية الإيرانية في مختلف المجالات ومنها السیاسیة "ممتازة" وتقوم العلاقات على مبادئ حسن الجوار والقواسم المشتركة التاريخية والثقافية، نافيًا وجود "مشاكل أو عوائق في العلاقات بين البلدين".

 

تطوير العلاقات

وأضاف سعادة السفير الإيراني لدى سلطنة عُمان- في التصريحات التي خصَّ بها جريدة الرؤية- أنَّ هناك آفاق رحبة لتطوير العلاقات بين البلدين في المجال الاقتصادي، وأن العلاقات بين البلدين في هذا المضمار ماضیة فی مسار النمو، مشيرًا إلى أنه من هذا المنطلق فإن تعزيز العلاقات الاقتصادية بین البلدین يمثل إحدى الأولويات.

وأوضح رئيسي أن الحكومة الإیرانیة تعتمد "استراتيجية دقيقة" في توطید العلاقات مع جيرانها، من خلال "النهج الذي تتبعه الحكومة الإیرانیة لتعزیز التعاون مع دول الجوار وفق استراتيجية صحيحة ودقيقة"، كما إن إيران تتمتع بموقع جغرافي مهم للغاية ولديها العديد من الجيران وأن إعطاء الأولوية لتمتين العلاقات مع دول الجوار من شأنه أن يوفر أرضیة مناسبة لتعزيز العلاقات في مختلف المجالات الاقتصادیة والتجاریة والثقافیة والسياحیة والنقل وتجارة الترانزیت (التجارة العابرة).

وشدد السفير على أن زيارة رئيسي لسلطنة عمان ستسهم في تعزيز التبادل التجاري والاقتصادي المشترك، معربًا عن أمله في أن يشهد التبادل التجاري بين البلدين مزيدًا من التطور. وأكد سعادته أنَّ ثمة فرصة جديدة باتت مهيأة أمام البلدين لتحقيق هذا الهدف، لافتًا إلى أن زيارة رئيس الجمهورية الإيرانية إلى سلطنة عمان والمباحثات التي سيُجريها مع القيادة العمانية، ستساعد على توطيد التعاون المشترك.

وثمن سعادة السفير الإيراني دور سلطنة عمان الإيجابي والمهم على الدوام، لافتًا إلى الدور العماني في متابعة المحادثات بين إيران والسعودية التي تُجرى عبر الحكومة العراقية في بغداد، في إطار من التعاون الإقليمي المشترك.

التعاون الثنائي

وتحدث سعادة السفير حول التعاون الثنائي بين عمان وإيران في مجال السياحة، خاصة السياحة العلاجية، وقال إنَّ هذا القطاع يندرج ضمن أبرز مجالات التعاون بين البلدين؛ بفضل ما يملكان من إمكانيات كبيرة في هذا المجال، وأن الكثير من المواطنين العمانيين يزورون مختلف المدن الإيرانية خاصة شيراز- الواقعة جنوب إيران- خلال السنوات الأخيرة من أجل العلاج. وأضاف أن عددًا من المواطنين الإيرانيين يزورون عُمان بهدف السياحة، والبحث عن فرص للتعاون الاقتصادي والتجاري.

وأشاد نجفي بقرار إلغاء تأشيرة دخول الإيرانيين إلى عمان، للراغبين في القيام بزيارة لمدة أسبوعين، فضلاً عن إلغاء تأشيرة الدخول أمام المواطنين العمانيين عند زيارة إيران.

وكشف سعادة السفير الإيراني في مسقط، أن فخامة الرئيس إبراهيم رئيسي سيجتمع مع جلالة السلطان المعظم- أيده الله- ومع عدد من المسؤولين العمانيين خلال الزيارة المقررة؛ حيث سيناقش الجانبان سُبل توطيد العلاقات بين البلدين، لافتًا إلى أن هذه هي الزيارة الأولى لرئيسي إلى سلطنة عُمان منذ توليه منصبه.

وأكد نجفي أن المشاورات والزیارات رفيعة المستوى بين البلدين، يُمكن أن تسهم في رسم مسارات جديدة لتعزیز التعاون الثنائي، وتوفير أرضیة فعالة لتوسيع العلاقات الودية بين سلطنة عمان وإيران.

وأوضح سعادة السفير أن من المرتقب أن تشهد الزيارة التوقيع على اتفاقيات ومذكرات تفاهم، منها مناقشة تفعيل "اتفاقية عشق أباد" والموقعة بين كل من عمان وإيران وتركمانستان وأوزبكستان. وأشار إلى أن هذه الاتفاقية تمثل في الوقت الراهن أهمية لهذه الدول، خاصة في ظل الأوضاع التي تشهدها أوكرانيا وروسيا. وأضاف نجفي أن أحد محاور هذه الاتفاقية مناقشة تفعيل "تجارة الترانزيت" من خلال خدمات إعادة التصدير تتضمن الاستفادة من الموقع الجغرافي الاستراتيجي لإيران، فضلًا عن الموقع المميز لسلطنة عمان باعتبارها بوابة للتجارة نحو قارة إفريقيا وباقي مناطق العالم.

التعاون اللوجستي

وشدد السفير الإيراني في مسقط على أهمية التعاون بين سلطنة عمان وإيران في مجال الموانئ، الأمر الذي يسهم في تعزيز العلاقات الثنائية، من خلال الاستفادة من المقومات اللوجستية التي تتمتع بها الموانئ الإیرانیة الجنوبیة مثل: بندر عباس وتشابهار، إلى جانب الاستفادة من الفرص الموجودة في عُمان عبر موانئها المتميزة.

وأوضح نجفي أن حجم التجارة بين سلطنة عمان وإيران وصل إلى أكثر من مليار دولار خلال العام الماضي، بينما تشهد العلاقات الاقتصادیة بين البلدين نموًا ملحوظًا في حجم التجارة خلال العام الجاري، حيث وصل حجم التبادل التجاري بین البلدین نحو 1.350 مليار دولار بنهاية مارس المنصرم.

وأشاد سعادة السفير الإيراني المعتمد لدى السلطنة، بالسياسة الخارجية المتوازنة لسلطنة عُمان، قائلًا إن القيادة العمانية بذلت جهودًا في فترات مختلفة لحل مختلف القضايا والمشاكل الإقليمية، معرباً عن ترحيب الجمهورية الإسلامية الإيرانية بهذا الدور البنّاء؛ انطلاقًا من سياستها القائمة على إرساء الأمن والسلام في المنطقة. وأكد نجفي أنه يأمل في أن يسهم تبادل وجهات النظر بين البلدين والتعاون الودي بينهما في خفض المشاكل التي تعاني منها المنطقة، وأن تساعد هذه المشاورات على إرساء الأمن والسلام والازدهار الاقتصادي على الصعيد الإقليمي.

وتحدث سعادة السفير الإيراني في مسقط، عن أهمية معالجة القضايا الإقليمية من خلال دول المنطقة نفسها مع رفض "النهج القائم علی تدخلات دول خارج المنطقة في الشؤون الإقلیمیة"، على حد تعبيره. وأكد سعادته حرص إيران على التعاون مع دول المنطقة لحل المشاكل الإقليمية في إطار نهجها المبدئي القائم علی الحوار والتعاون، قائلًا: "نعتقد أن هذه العلاقات يمكن أن تسهم في القضاء على سوء التفاهم، وتحديد مجالات التعاون الودي بين إيران والبلدان المختلفة".

تعليق عبر الفيس بوك