مراجعة الأداء والسياسات

علي بن بدر البوسعيدي

منذ أن أطلق حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- حزمة الإصلاحات الإدارية عقب توليه مقاليد الحكم في البلاد، ومؤسساتنا تمضي قدمًا نحو تحقيق الرؤية السامية لجلالته، والتي من شأنها أن تساعد على تطوير الأداء المؤسسي، في مختلف قطاعات الدولة، ضمن الجهود الرامية لإعادة الهيكلة وبناء منظومة جديدة تستوعب المتغيرات الجارية وتستشرف التحديات المستقبلية وكيفية التعامل معها.

والحقيقة أن مؤسساتنا وخاصة الخدمية منها، ما زالت تواجه الكثير من التحديات، من حيث الأداء، فما زلنا ندخل مؤسسات حكومية لتخليص معاملات يمكن أن تنتهي في دقائق، لكننا ننتظر لساعات، لتقديم الطلب، بينما البت في الطلب قد يستغرق أيامًا أو أسابيع، وربما شهور! هنا نوضح أن ثمة دور أكبر يقع على عاتق الموظف نفسه، الذي يتعين عليه أن يطوّر من مستويات الأداء. نعم أطلقت وزارة العمل مشكورة مطلع هذا العام، منظومة "إجادة" وحققت نتائج طيبة على المستوى العام، لكن للأسف هذه النتائج لا تظهر بصورة جلية للجميع، ربما في جهة أو 3 جهات تحققت نتائج مغايرة، لكن الأداء العام ما زال كما هو! إننا نعلم أن عملية التغيير تستغرق الكثير من الوقت، ولا يمكن أن تحدث بين ليلة وضحاها، إلا أننا نعوّل على شبابنا وموظفينا في مختلف مؤسسات الدولة لكي يأخذوا زمام المبادرة، ولا ينتظروا تطبيق منظومة بعينها، لا شك أن سريان المنظومة سيكون له الأثر الكبير على تطوير وتجويد العمل، بيْدَ أن المبادرة الذاتية والتطوير الشخصي للموظف مسؤولية يجب على كل موظف أن يقوم بها، من أجل مسيرته المهنية والوظيفية، إلى جانب- بكل تأكيد- إسهام ذلك في تسهيل إجراءات العمل وتخليص معاملات المراجعين في أسرع وقت ممكن.

إن من المواقف التي قد نتعرض لها في أي مؤسسة حكومية، أن تجد موظفًا مُبتسمًا يتعامل بلطف ويُبدي رغبة في المساعدة حتى انتهاء المُعاملة وتخليصها، بينما قد نرى موظفًا آخر عابس الوجه، غير راغب في الحديث، ربما يشير بيديه بدلًا من الحديث وتوجيه المواطن بأسلوب يتسم باللين واللُطف. لا يمكن طبعًا تعميم هذه النماذج، لكننا نراها والمؤسسات تعلم يقينًا بمثل هذا التحدي، ولذلك أطلقت وزارة العمل المنظومة التي نتحدث عنها.

إن الآمال المعقودة على الجهود المتواصلة من أجل تطوير الأداء وسياسات العمل، كبيرة للغاية، فالجميع ينظر إلى المسؤولين الحاليين على أنهم قادة التغيير والتطوير، وأنهم مكلفون من صاحب الجلالة السلطان المفدى بالقيام بمهامهم على أكمل وجه، وأي تقاعس أو تباطؤ في تنفيذ السياسات الجديدة وتحقيق التطوير والتحديث المطلوب، سيمثل نقطة غير إيجابية في مسيرة هؤلاء المسؤولين، ولذلك يحدونا الأمل برؤية نتائج حقيقية على الأرض مع نهاية النصف الأول من العام الجاري، ومن ثم مزيد من النتائج بنهاية العام، حتى تزدهر مؤسساتنا وتنعم بالسهولة واليُسر في الإجراءات.