شيرين أبوعاقلة.. معركة الرصاص والقلم

 

مسعود الحمداني

samawat2004@live.com

 

(1)

لم أعرف أنَّ للصحفي قيمة في العالم العربي، إلا حين اغتيلت شيرين أبو عاقلة، حينها أصبح الساسة فجأة- وبدون مُقدمات- مُدافعين عن "حرية الصحافة"، مع أنهم في الواقع يحاولون اغتيال "الحقيقة"، ولكنهم ينتظرون الفرصة المناسبة لإطلاق الرصاص!

(2)

تتحول القضايا الإنسانية أحيانًا إلى مادة للمتاجرة، وهنا يظهر التاجر الشاطر الذي يروّج لبضاعته أفضل من الآخر، وليس هناك من هم أشطر من اليهود في التجارة، ولا أخيَب من العرب في الترويج لقضيتهم.. واسألوا "فلسطين".

(3)

بينما دفعت شيرين أبو عاقلة حياتها ثمنًا لقضية وطنها، خرجت بعض الأصوات النشاز تستنجد برجال الدين لتسألها "السؤال الوجودي" العظيم: هل هي شهيدة يجوز الترحم عليها، أم أنَّها مجرد "نصرانية" ماتت، وانتهى الأمر؟!

نسي هؤلاء أنَّ لكل دين شهداؤه، وأن الله يختار الشهداء بعلمه، ولا يحتاج لشهادات من أحد تزكي الناس، وتقسم بينهم أرزاقهم.

(4)

قد يغتال الرصاص "جسدًا"، ولكنه لا يغتال "روح" الحقيقة.

(5)

وللحريةِ الحمراءِ بابٌ

بكل يدٍ مضرّجة يُدقُ

وهذا ما تفعله دماء الفلسطينيين التي تنير طريق الحرية حتى رمقها الأخير، رغم أنف المتخاذلين.

(6)

في جنازة شيرين أبو عاقلة جن جنون الإسرائيليين، وانهالوا بالضرب على المُشيعين.

إنهم يتخيلون أنفسهم داخل "النعش" وليسوا خارجه.

(7)

"منتصبَ القامةِ أمشي،

مرفوعَ الهامةِ أمشي،

في كفي قصفة زيتونٍ،

وعلى كتفي نعشي".

قالها محمود درويش، وما زالت مواكب النعوش تسير.

(8)

معركة الرصاص والقلم مستمرة دون هوادة، هناك من يصوّب البندقية ليقتل عصفورًا، وهناك من يقاتل بالكلمة لتحيا شجرة الحقيقة للأبد.