مفاوضات لإنجاز اتفاقية الإعفاء المتبادل من التأشيرات للمواطنين بين سلطنة عُمان وروسيا

التفاصيل الكاملة للمؤتمر الصحفي لوزيري الخارجية العماني والروسي

سلطنة عُمان وروسيا الاتحادية تؤكدان أهمية تعزيز العلاقات وتوسيع التعاون في مجالات الطاقة والسياحة

◄ بدر بن حمد: عُمان تدعم جهود حل الأزمة الأوكرانية مع تغليب لغة الحوار.. ونشعر بالألم للمتضررين من الحرب

◄ عُمان لا تتبنى سياسة إلقاء اللوم على أي طرف.. وتصعيد الوضع الراهن ينذر بـ"كابوس عالمي"

◄ نقف مع أصدقائنا في اتخاذ القرارات الصعبة والجريئة اللازمة لإعادة إرساء السلام

◄ بدر بن حمد: نستنكر اغتيال الصحفية شيرين أبوعاقلة ونرفض الممارسات الإسرائيلية ضد الأشقاء الفلسطينيين

◄ لا ضغوط على عُمان من أجل زيادة إنتاج الطاقة.. وملتزمون باتفاق "أوبك بلس"

◄ إنجاز اتفاقية الإعفاء المتبادل من التأشيرات لمواطني عمان وروسيا.. ونقترب من تطبيقها

◄ اتفاقية منع الازدواج الضريبي تسهم في زيادة التبادلات التجارية والاستثمارات

**********************

◄ لافروف: تطابق المواقف العمانية والروسية حيال معظم القضايا الدولية

◄ نثمن الموقف العماني المتزن في مختلف القضايا.. وعمان قادرة على دعم عودة سوريا للجامعة العربية

◄ أهداف العملية العسكرية في أوكرانيا واضحة.. وعصر الاستعمار ولّى

◄ الأمم المتحدة مسؤولة عن وصول الأوضاع في أوكرانيا لما هي عليه نتيجة تجاهل تطبيق "اتفاقيات منسك"

◄ العقوبات الغربية على روسيا "تصرف هجومي بحت"

◄ نواصل جهودنا لعدم السماح بوجود نظام عالمي أحادي القطب

◄ لا نريد حربًا واسعة في أوروبا.. والغرب يريد "إلحاق خسارة نهائية لروسيا"

◄ لدينا مشترين لموارد الطاقة الروسية خارج الدول الغربية

 

الرؤية- أحمد عمر

أكدت سلطنة عمان وجمهورية روسيا الاتحادية، أهمية تعزيز العلاقات الثنائية من أجل فتح مجالات أوسع للتعاون في قطاعات الطاقة والسياحة وتقنية المعلومات والاتصالات واللوجستيات وغيرها، والسعي البنّاء لتفعيل أعمال اللجنة العُمانية الروسية المشتركة.

جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده معالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي وزير الخارجية ومعالي سيرجي لافروف وزير الخارجية الروسي بمقر وزارة الخارجية بمسقط. وقال معالي السيد وزير الخارجية- خلال المؤتمر الصحفي- إن سلطنة عمان تدعم كل الجهود الرامية لحلحلة الأزمة الأوكرانية وأهمية تغليب لغة الحوار والتفاوض من أجل التوصل إلى حلول سلمية تضمن إنهاء الأزمة، معبرًا عن شعوره بـ"الألم لهؤلاء المتضررين من الحرب"، وآملًا وضع حل لهذه الأزمة في أقرب وقت ممكن. وشدد البوسعيدي على أن عُمان تؤكد دائمًا التزامها بالقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة في إطار ما يقرره المجتمع الدولي، وكل ما يمكن القيام به من إجراءات ضرورية من أجل استعادة الاستقرار حول العالم. وقال معالي السيد وزير الخارجية إن عُمان لا تتبنى أبدًا سياسة إلقاء اللوم على أي طرف، وأن عمان تؤمن بأهمية التوصل لحلول سلمية لأي صراع، محذرًا من خطر تصعيد الوضع الراهن في أوكرانيا والذي يُنذر بنتائج وتطورات قد تُمثل "كابوسًا كبيرًا للعالم" ما لم يتم تدارك الموقف والسعي نحو السلام وتغليب لغة الحوار.

وحول العلاقات الثنائية، قال البوسعيدي إن المباحثات العمانية الروسية تناولت مختلف القضايا والعلاقات الثنائية، مشيرا إلى الدور البناء لروسيا في محادثات القوى العالمية بشأن الاتفاق النووي الإيراني، وأنه على الرغم من تراجع الزخم نوعًا ما تجاه هذه المحادثات إلا أن سلطنة عمان ما زالت تؤكد أن تحكيم المنطق سيؤكد نفسه في النهاية من أجل التوصل لاتفاق.

وأكد البوسعيدي أن سلطنة عمان ستظل ملتزمة بمنظومة الأمم المتحدة وقواعد القانون الدولي الذي نحترمه، وعلى هذا الأساس سنقف دائمًا مع جميع أصدقائنا وهم يتخذون القرارات الصعبة والجريئة اللازمة لإعادة إرساء السلام.

وعبر معالي السيد الوزير عن استنكاره حادثة اغتيال الصحفية شيرين أبوعاقلة مراسلة قناة الجزيرة في فلسطين برصاص الاحتلال الإسرائيلي، معبرًا عن مواساته وتعازيه لأسرة الضحية وللصحفيين حول العالم، وقال إنه عمل مستنكر، وكذلك الممارسات التي تقوم بها إسرائيل ضد الأشقاء في فلسطين.

وردًا على سؤال حول موقف سلطنة عُمان من الضغوط الأمريكية والأوروبية لزيادة إنتاج الطاقة، قال البوسعيدي لا توجد ضغوط بمعناها الواسع، لكن هناك مطالبات، مشيرا إلى أن سلطنة عمان "ستظل مستمرة في الالتزام باتفاق مجموعة "أوبك بلس" والتي تضم روسيا أيضًا، وسنستمر في التزاماتنا الدولية.. أما موقفنا من العقوبات على روسيا، فهذا شأن الدول التي اتخذت هذه القرارات لكن نظل نؤكد على أهمية تحكيم الحوار والتفاوض حول هذه الأزمة بكل مصادرها ومسبباتها والتوصل الى الحلول التي تحفظ لكل دولة مصالحها، وتضمن عودة التعايش السلمي بين الدول".

وردًا على سؤال لجريدة الرؤية حول آفاق العلاقات الثنائية، قال البوسعيدي: "هناك اتفاقيتان بين عمان وروسيا، نأمل إنجازهما قريبًا، الأولى تتعلق بتجنب الازدواج الضريبي وهذه ستدعم جهود جذب الاستثمارات المتبادلة، أما الاتفاقية الثانية فتتعلق بنظام الإعفاء من التأشيرات لمواطني البلدين، ونعمل على استكمال بنودها، وقد أُنجزت بالفعل.. ونحن على وشك تطبيقها، وهو ما سيشجع على نمو القطاع السياحي".

آفاق العلاقات الثنائية

من جهته، عبر معالي سيرجي لافروف وزير الخارجية الروسي، عن سعادته بحسن الضيافة التي حظي بها، وقال إن لقاءه مع حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- وصاحب السمو السيد فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء وكذلك مع معالي السيد وزير الخارجية، شهد مناقشة مجمل العلاقات الثنائية والحوار السياسي الجاري بين البلدين، فضلًا عن بحث آفاق التعاون الاقتصادي والثقافي. وأضاف لافروف أن الجانبين العماني والروسي يتفقان على أن الأرقام الحالية للتبادل التجاري محدودة ولا تتماشى مع مستوى العلاقات. وذكر الوزير الروسي أن المباحثات مع الجانب العماني شهدت الاتفاق على توسيع نطاق الاتفاقيات الثنائية وتنشيط المباحثات ذات الصلة بالاتفاقية الخاصة بالإعفاء المتبادل من التأشيرات لمواطني البلدين حاملي جوازات السفر العادية. وشدد لافروف على أهمية تفعيل المزيد من المشاريع المشتركة في المجال الثقافي والإنساني، لافتًا في هذا السياق إلى التعاون العماني الروسي في المجالات المتحفية خاصة بين متحف الأرميتاج الروسي والمتحف الوطني العماني.

وأوضح لافروف أن سلطنة عمان وجمهورية روسيا الاتحادية تجمعهما مواقف متطابقة حيال الجزء الأكبر من القضايا والمشاكل الدولية، معربًا عن تقديره للدور العماني في دعم الاستقرار في منطقة الخليج، وكذلك الموقف المتزن لمسقط واستعدادها لاستضافة مختلف الفعاليات الدبلوماسية لمناقشة شتى القضايا الدولية والإقليمية. واكد حرص روسيا على أمن واستقرار منطقة الخليج.

وثمن معالي وزير الخارجية الروسي الموقف العماني المتزن والموضوعي تجاه مختلف الأزمات، خاصة الوضع في سوريا، معربًا عن أمله في عودة سوريا إلى الجامعة العربية، وقال: "أنا متأكد من أن عُمان قادرة على القيام بدور مهم في ذلك الشأن".

وحول القضية الفلسطينية، شدد الوزير الروسي على أهمية التوصل إلى حل نهائي للوضع في الأراضي المحتلة، والتوصل إلى السلام هناك، وحل هذه القضية التاريخية.

وفيما يتعلق بالأزمة الأوكرانية، أكد لافروف أن روسيا أطلعت المسؤولين في سلطنة عمان على مختلف التطورات بشان الوضع في أوكرانيا، مع تسليط الضوء على الأبعاد الجيوسياسية، لافتا إلى أن أغراض العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا معروفة وقد أعلنها الرئيس فلاديمير بوتين. وأوضح لافروف أن روسيا تضع حماية المدنيين في جمهوريتي لوغانسك ودونيتسك ضمن أولوياتها مع العمل على تقديم ضمانات لتفادي أي تهديد لهم.

وقال لافروف: "جددنا التوضيح لأصداقئنا على الأكاذيب التي يرددها النظام في كييف، وإننا عازمون على تحقيق أهداف هذه العملية العسكرية، وعلينا أن نحترم التنوع الثقافي والحضاري، وأن عصر الاستعمار قد ولّى وبات جزءًا من الماضي". وأوضح الوزير الروسي أنه أكد للجانب العماني تمسك روسيا الثابت بالمبادئ الأممية في هذه الأزمة.

استفزازات أوكرانية

وأشار لافروف إلى أن روسيا عرضت بعض الحقائق حول فتح الممرات الإنسانية الآمنة لإخراج المدنيين الأوكرانيين، لكن "الراديكاليون الأوركرانيون وكتائب القوميين يعرقلون هذه الجهود، ويستخدمون المدنيين كدروع بشرية لمنعهم من الخروج الآمن، كما إن الطرف الأوكراني يعمل على نشر المعدات الثقيلة في الأحياء السكنية من أجل استفزاز الطرف الروسي لإطلاق النار على الأحياء السكنية".

وذكر وزير الخارجية الروسي أن موسكو ما زالت تعمل على فتح الممرات الإنسانية للمدنيين وتؤكد أهمية الانسحاب التام للمدنيين من مناطق المواجهات، مشيرا إلى أنه طلب من الأمين العام للأمم المتحدة تقديم طلب للحكومة الأوكرانية لكي لا يقوم أنصارها بمنع خروج المدنيين من المناطق التي تشن فيها روسيا عمليتها العسكرية.

وقال لافروف: "بصورة أوسع من ذلك.. إذا ناقشنا الدور الأممي، فإننا نشهد تجاهلًا شديدًا من هذه المنظمة وأمينها العام، الذي فقد الفرصة للإسهام في هذه القضية التي بدأت قبل 7 سنوات؛ حيث أبدى تجاهلًا تامًا للمحاولات التي تقوم بها السلطات الأوكرانية لإفشال قرار مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة رقم 2202 الخاص باتفاقيات مينسك". وأضاف: "لو أن الأمم المتحدة بذلت آنذاك في عام 2015 جهودًا أكبر لإلزام كييف بالوفاء بتعهداتها، لما كنا شهدنا مثل هذه المشاكل التي نشهدها الآن".

الأمن الغذائي

وحول القضايا المرتبطة بمشاكل الغذاء والمخاوف من نقص السلع الغذائية والحبوب، أوضح لافروف أن المسؤول عن ذلك الطرف الآخر الذي يفرض العقوبات على روسيا، قائًلا: "هذه القيود قوضت في يوم واحد السلاسل اللوجستية وخطوط النقل، وأغلقت الأبواب أمام روسيا لتزويد العالم باحتياجاته من الغذاء، ونحن نعتبر مثل هذه العقوبات والقيود على التصدير ’تصرفًا هجوميًا بحتًا‘". ومضى لافروف قائلًا: "مؤخرًا قرأنا تقارير أممية حول أزمة الغذاء في العالم، ولم نجد أي كلمة تشير إلى دور العقوبات الغربية في التسبب في هذه الأزمة وتأثيراتها على الأمن الغذائي في العالم.. وهذا شيء مؤسف". وأوضح أن النظام في كييف لا يسمح بخروج عشرات السفن المحملة بالقمح والمقرر أن تتوجه لمختلف دول المنطقة، كما يعمد "نظام كييف" على نشر الألغام البحرية ما يجعل سير هذه السفن محفوفًا بالمخاطر، و"اقترحنا مرارا تنظيم ممرات إنسانية لخروج هذه السفن، لكن الطرف الأوكراني لا يُبدي أي نية للتعاون".

وأكد لافروف أن روسيا تبذل قصارى جهدها لعدم السماح بوجود نظام عالمي أحادي القطب، وقال إن استراتيجية موسكو في هذا الصدد بسيطة للغاية، من خلال الوفاء بتعهداتها الدولية واحترام ميثاق الأمم المتحدة واحترام سيادة كافة الدول، وأن تتوقف بعض الدول عن طموحاتها الاستعمارية الجديدة.

وشدد على أن أهداف العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا واضحة وتتمثل في عدم السماح لإلغاء الوجود الروسي واللغة الروسية والسكان الروس في المناطق الشرقية لأوكرانيا، وعدم السماح بدول الغرب لتشكيل قاعدة لتوسيع التهديد ضد روسيا.

وردًا على المخاوف من نشوب حرب واسعة في أوروبا، قال لافروف إن موسكو تعارض ذلك، لكن "الغرب يريد إلحاق خسارة نهائية لروسيا، ومن ثم عليكم باستنتاج العواقب".

وأشاد معاليه بجهود السلطنة في إنهاء الأزمة اليمينية ودعمها للمباحثات الرامية لإحلال السلام هناك، وأضاف أن الموقف العماني حيال القضية الأوكرانية "نعتبره موقفًا بناءً يعتمد على تحقيق المصالح الوطنية العمانية.. وهو موقف متزن".

العقوبات الغربية

وردًا على سؤال لجريدة الرؤية حول إجراءات موسكو لمواجهة العقوبات الغربية وإلى أي مدى يمكن أن تتحمل روسيا هذه العقوبات، خاصة في ظل السعي الأوروبي والأمريكي لفرض حظر عالمي على قطاع الطاقة الروسي، قال معاليه إن "رؤية روسيا واضحة في طريقة بناء مستقبلها، ولا نعتمد على دول الغرب في تقرير مصيرنا المستقبلي، وموقفنا واضح وهو أن الدول الغربية من أجل تحقيق هيمنتها مستعدة للقيام بمختلف الإجراءات وحتى التراجع عن المبادئ التي كانت تدافع عنها سابقًا". وأضاف: "تأكدنا أنه علينا الاعتماد على أنفسنا وليس على الدول الغربية، خاصة وأن لدينا عدد كبير من الشركاء حول العالم، وهناك عدد كبير من المستهلكين للطاقة الروسية في مختلف أنحاء العالم، ولدينا ما يكفي من المشترين لموارد روسيا من الطاقة خارج نطاق الدول الغربية، وعلى الغرب أن يوضح لمواطنيه سبب ارتفاع أسعار الطاقة".

وتعليقًا على سؤال حول الإعفاء المتبادل من التأشيرات لمواطني البلدين من حاملي جوازات السفر العادية، قال لافروف: "اتفقنا على المجالات التي يجب أن نركز عليها مع سلطنة عمان مستقبلا، وعلينا أن نُنشِّط مجلس الأعمال المشترك".

تعليق عبر الفيس بوك