وقت الحصاد

 

سارة البريكية

sara_albreiki@hotmail.com

 

 

يخيل إليَّ أنني لازلت طالبة وعلى مقاعد الدراسة وأنه لم يمضِ أي وقت على ذلك وتناسيت تلك السنين الطويلة التي مرَّت، عشت فيها كثيرا من وقتي لا أعرف ما القادم وكان يخيل لي أنني سأنجح في كل المشاوير وأنه لن يُعيقني أي شيء ولكنني مع مرور الوقت تأكدت أنه لكل زرع حصاد ولكل نجاح قصة ولكل فوز شغف وحب وتعب وصبر ونصر ورجاء وترقب وانتظار وأمل وشروق وانطفاء ووعد.

يمرُ المرء في حياته كلها بمحطات تاريخية تبقى مسجلة في ذهنه وأحيانا محطات لم تحدث بعد لكنها عافلة في ذهنه ويتوقع حدوثها لا بل يتخيل ذلك جيدا كأن يرى نفسه بزي التخرج أو بزي العمل الذي يحب أو لحظة انتظار وانتصار تحققت له بعد تعب وكل ذلك يحدث بعد إيمان الواحد منَّا بالله وبأن كل شيءٍ ممكن تحقيقه وأن الشمس التي تغرب تسطع بعدها شمس جديدة لا تشبهها ولكن قد تفوقها في التوهج فلحظات الحزن التي مرَّت في حياتنا كفيلة بأن تجعلنا أقوى لكي نعيش لحظات السعادة والضعف في لحظات ما كفيل على خلق تلك القوة العجيبة التي تعترينا لمجابهة الأيام الصعبة ولتحقيق التحدي والطموح والوصول بعين الله ورعايته لمشارف انتصار الذات وتحقيق أسمى درجات النجاح المستحق فكلنا نستحق أن ننجح وأن ننتصر وأن نحتفل بعد ذلك.

عمان بلدي الغالي والحبيب على قلبي يعيش أيامًا مختلفة وفجرًا مشرقًا وعصرًا زاهرًا، وأفخر أنني أنتمي إليه وأعيش فيه بلدي الذي أحب هو الذي احتواني وحقق لي انتصاراتي وعشت تحت سمائه وأكلت من حصاده وشربت من مياهه العذبة، بلدي الذي أسعد كثيرا بزيارة الناس له وأفرح كثيرا كلما حقق المزيد من الإنجازات وأفخر أكثر عندما يهتم بالمواطنين والمقيمين في ربوعه وأسعد وأتباهى عند زيارة الآخرين من الدول المجاورة لبلدي الغالي، لكنني أحزن عندما لا يجد الضيف ضالته وأن مقومات السياحة في بلدي ينقصها الكثير وأننا بحاجة لوقفة جادة مع ذلك وأن نطور من خبرات الشباب وصقل مواهبهم ليؤثروا بالطريقة الصحيحة لخدمة المجتمع وخدمة البلد وخدمة المقومات السياحية من خلال إثراء المعرفة والثقافة وتنشيط الحركة الاقتصادية لجذب المستثمرين الأجانب والمستثمرين المواطنين وانشاء حركة اقتصادية ضخمة جدًا ومنظومة عمل قوية والتركيز على ما تمتلكه البلد من مقومات جذب سياحي وتطوير البنية الأساسية لنفخر ونفاخر ونقول: هذه عمان أرض المفاخر والأمان.

لقد مرَّ عيد الفطر السعيد والعديد من المواطنين كانوا في دول مجاوره، ماذا لو كانت البلد لا ينقصها الفنادق والمنتجعات والحدائق والملاهي الضخمة؛ حيث إنَّ كل ما نملكه عدة حدائق بنيت منذ سنين طويلة دون تحديث، ولا تتماشى مع الجيل الجديد وما يحب، فما في حديقة القرم مثلا يختلف عن القرية العالمية في دبي كأقل تشبيه، وقس على ذلك الدول الأخرى، بينما نحن نزخر بمقومات كبرى لكن لا أعرف أين يكمن الخلل؟ هل منِّا لأننا لا نسمح بالاستثمار أو من عقولنا القديمة التي ما زالت عالقة في زمن مُعين، لا أنكر أننا في وقت ما عشنا بعضًا من الاحتفالات الجميلة أيام مهرجانات صلالة ومسقط لفترة وجيزة، ثم عاود ذلك الوهج بالانطفاء.

كل أمنياتي أن تصل الصورة والرسالة لكل مسؤول عن ما يحدث فمحافظة مسقط أصبحت خالية في موسم الأعياد من الاحتفالات والمهرجانات ومن أي مقومات لجذب السائح الداخلي قبل الخارجي فماذا لو كانت هناك عدة مناشط وفعاليات تتبناها الحكومة لرسم البهجة والسرور على الجميع لتعددت الخيارات ولم يقف المواطن ساعات وساعات في طابور الزحمة لدخول دول أخرى من أجل الترفيه والبحث عن الأجواء السعيدة.

ختامًا.. لا يسعني أن أقول إلا لكل زرع حصاد وإننا يحب أن لا نتغافل عن سقي مزروعاتنا الجميلة.