خطوط الطريق

 

أحمد بن خلفان الزعابي

zaabi2006@hotmail.com

 

سافر العُمانيون بسفنهم فاتحين وتجارًا ومخروا عباب البحار والمحيطات وقطعوا العالم شرقًا وغربًا، مُهتدين بالنجوم والعلامات، وعبرت قوافلهم الصحاري والوديان في وقتٍ لكم يكن لتكنلوجيا العصر فيه وجود ويقول الله تعالى "وَعَلامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ" (النحل: 16).

إذن فالعلامات هي معالم الطريق التي يستدل بها المسافر خلال النهار، أما النجوم فهي كذلك علامات يهتدي بواسطتها المسافر خلال الليل، كذلك الحال بالنسبة للخطوط الأرضية على الطرقات؛ حيث تُساهم الخطوط الأرضية للطرق في إرشاد السائقين وتنظيم حركة سير المركبات، وهي المساهم والمعزز لوسائل توجيه حركة المرور الأخرى مثل الإرشادات واللوائح، وتعتبر أيضًا هي المحددة لمسارات الطرق ومداخلها ومخارجها وأماكن المنعطفات والتقاطعات وعبور المشاة ومتى بالإمكان التجاوز ومتى يمنع ذلك ومتى بإمكان السائق الانعطاف والانتقال بين حارات الطريق وغيرها التي تشير إلى إلزامية السير ولكل نوع من هذه الخطوط والعلامات الأرضية دلالاتها الخاصة والتي يتوجب على كافة السائقين معرفتها والالتزام والتقيد بها لضمان سياقة آمنة خالية من المخاطر، كما يتم طلاء هذه الخطوط باللونين الأبيض أو الأصفر العاكس حتى تكون واضحة ليلًا ونهارًا.

لدينا الخطوط الطولية المتصلة على أطراف الطريق والتي تفصل حارات الطريق عن المنطقة المسماة بأكتاف الطريق وهي منطقة غير مسموح للمركبات العامة السير عليها إنما هي مخصصة لاستخدام مركبات الطوارئ فقط، ونجد أيضًا الخطوط التي تفصل حارات الطريق سواء المتصلة أو المتقطعة سواء على الطرق المزدوجة أو ذات الاتجاهين والمرسومة بخطٍ واحد فقط فهي تفصل بين مسارات الطريق وعندما يكون الخط متصلًا فهذا يعني أن التجاوز ممنوع، والوقوف على جانبي الطريق يعتبر خطرًا؛ لأنه في الغالب تكون الخطوط المتصلة الفاصلة بين حارات الطريق في الأماكن التي تكون فيها الرؤية ليست واضحة أو عند المنعطفات أو المنحدرات، أما إذا كان الخط الفاصل بين حارات الطريق متقطعًا، فهذا يشير إلى إمكانية التجاوز مع ضرورة التحقق من خلو الطريق من أية مركبات قادمة من الاتجاه المعاكس حتى يكون التجاوز آمنًا. أما في حالة وجود خطين فاصلين لحارات الطريق فهذا يُشير إلى عدم إمكانية التجاوز أو الاستدارة باستخدام الطريق الذي يفصله الخطان الطوليان المستقيمان، وهناك أيضًا توجد خطوط الانتباه، وهي ذاتها الخطوط الفاصلة لحارات الطريق، ولكننا نجدها متقطعة وقصيرة ومتقاربة من بعضها البعض وهي إعلان بقرب انتهاء الخط المتقطع والذي يتيح عنده التجاوز ويشير إلى الاقتراب من الخط المتصل الذي يمنع عنده التجاوز.

وهناك أيضًا خطوط تسمى بخطوط التباطؤ، وهي على شكل أسهم توجد داخل مثلث كبير تتيح للسائقين الانتقال من طريق رئيسي إلى طريق فرعي. وعلى العكس توجد خطوط التسارع التي تتيح للسائقين الانتقال من طريق فرعي إلى طريق رئيسي وهذه الخطوط نجدها في الغالب عند مداخل ومخارج الطرق الرئيسية. وهناك أيضًا المناطق المضللة (جزيرة الطريق) التي يحظر على المركبات التوقف أو السير فوقها، وكما نشاهد أيضًا خطوط التحذير والتي نجدها مرسومة على الطريق بشكل خطوط عرضية متتالية ومهمتها تنبيه السائقين بضرورة تخفيض السرعة لاقترابهم من إشارات المرور الضوئية أو الدوارات أو التقاطعات أو حتى كاسرات السرعة التي هي ذاتها مطلية بخطوط صفراء عاكسة لتنبيه السائقين بمواقع وجودها على الطرق الداخلية.

في أغلب الطرق الداخلية أو طرق الخدمة لدينا نشاهد خط الوقوف وهو خط متصل يقع بجانب لوحة "قف"، وهنا يعتبر التوقف ملزمًا للسائق قبل إعادة الانطلاق مجددًا، ويوجد خط التوقف عند إشارات المرور أو مناطق عبور المشاة أو عند نهاية الطريق الذي يتيح للسائق الانتقال لطريق آخر، وهناك أيضًا المثلث المعكوس والذي ينبّه السائق إلى ضرورة إفساح المجال وإعطاء حق أولوية عبور المركبات الأخرى. وإضافة إلى ما سبق نجد هناك العديد من الأسهم المرسومة على أرضيات الطرق، وهي ترشد السائقين إلى الاتجاهات وإمكانية الاستدارة والعودة، وهناك أيضًا إشارة للمواقف المخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة وعلامات تشير إلى مواقف سيارات الأجرة وحافلات النقل العام، كما نجد المسامير العاكسة أو ما يطلق عليه عيون القطط مثبتة بين الخطوط الفاصلة لحارات الطريق أو لتحذير السائقين بوجود التقاطعات أو المنعطفات أو الدوارات.

ولأن الخطوط والعلامات الأرضية للطرق غاية في الأهمية ولها دور كبير في تنظيم حركة سير المركبات، فلا بُد لجهات الاختصاص المسؤولة عن الطرق وصيانتها سواء الداخلية أو الرئيسية ضرورة القيام بالتحقق من سلامة هذه الخطوط وإعادة طلاء التالف منها وإزالة الخطوط التي تشير إلى أية إشغالات منتهية كالتحويلات المؤقتة التي تستحدث عند إصلاح جزءٍ من الطريق حيث إن مثل هذه الخطوط تضلل السائقين وبالتالي من الضروري جدًا التحقق من صلاحية وسلامة الخطوط والعلامات الأرضية على الطرق.

ولأن ثقافة السلامة المرورية لا تقتصر على التعريف بجوانب معينة دون غيرها كان لابد من التطرق لمختلف الجوانب الأخرى التي تهم السائقين ولعلكم أدركتم أعزائي القراء الكرام أهمية الخطوط والعلامات الأرضية على الطرقات لأنها تعتبر كمفتاح الخارطة وهي مرشد السائقين على الطرقات ولا تقل أهمية عن بقية اللوحات الإرشادية التي تستخدم على طرقاتنا، ودمتم سالمين.