جعلان بني بوعلي- الرؤية

تصوير/ سعيد الراشدي

نظَّم نادي الأصايل للفروسية فعالية عرضة الخيل في قرية السويح بولاية جعلان بني بوعلي، وذلك ضمن احتفالات عيد الفطر المبارك، إحياءً للموروث العماني العريق، بمشاركة كبيرة لملاك الخيل من مختلف ولايات محافظة جنوب الشرقية وأكثر من 80 خيلاً، وسط حضور جماهيري كبير ملأ ساحة المضمار.

وتضمن برنامج عرضة الخيل فقرات مختلفة لفنون الفروسية التراثية فبدأ دخول الخيل متوشحةً زينتها العمانية المصنوعة من الفضة كالصريمة والصدار والقلادة والخلخال وسرج الخيل العُماني المطرز المصنوع من الصوف  حيث اصطفت الخيل في صفوف متساوية وعلى صهواتها فرسان توشحوا أيضًا ملابسهم العمانية التراثية الأصيلة كالدشداشة والمصر والإزار والخنجر العمانية وهم  يرددون أبياتا شعرية ترحيبية لفن همبل الخيل تناغمت أصواتهم مع صهيل الخيل وأمواج البحر، ثم استعرض الفرسان فن التحوريب أو كما يسمى في اللهجة المحلية فن الترويس حيث يقوم أحد الفرسان بإلقاء أبيات شعرية وفي نهاية كل بيت شعري يرد عليه مجموعة الفرسان الآخرين بالتكبير وتكون سرعة الخيل أثناء استعراض التحوريب بين المشي والجري؛ حيث يشكل الفرسان سلسلة يقومون بالطواف على جنبات المضمار الفارس بعد الآخر. بعدها قدم الفرسان استعراضات شيقة لفن ركض العرضة أظهروا من خلاله براعتهم ومهاراتهم وتمكنهم من تأدية بعض الاستعراضات على ظهر الخيل وهي تعدوا بأقصى سرعتها، مما يُبين قدرة الفارس العماني على إتزانه وسيطرته على ظهر فرسه، كما قدم الفرسان فن تنويم الخيل على الرمال الشاطئية الجميلة ووسط ضجيج وتشجيع الجمهور حيث يبرهن الفارس العماني مدى علاقته بفرسه وقدرته على تطويعها وانصياعها لأوامره.

ورسم الفرسان المشاركين بسمة الفرح على وجوه الأطفال من خلال إتاحة الفرصة لركوب الخيل حيث التقط الأهالي بهواتفهم النقالة صور تذكارية لأبنائهم وهم على ظهور الخيل يحتفلون ببهجة عيد الفطر المبارك بملابسهم العمانية الجميلة.

وساهمت الفعالية في جذب عدد كبير من السياح؛ حيث حضر المضمار زوار من دولة الإمارات العربية المتحدة ودولة الكويت الشقيقة، إضافة إلى العديد من الجاليات الأوروبية والآسيوية؛ حيث استمتع الحضور بفقرات المهرجان والتقطوا العديد من الصور وخرجوا بانطباع رائع عن ما شاهدوه من فقرات تراثية عمانية متنوعة.

وقال عبدالله بن سيف السنيدي رئيس نادي الأصايل للفروسية: "نحمد الله أن هذا الموروث العماني الأصيل لم يندثر؛ بل العكس من ذلك تواصل ويتواصل بفضل دعم وتوجيهات مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم- حفظه الله ورعاه- وكم نحن سعداء بمشاهدة هذه الجموع الكبيرة التي أتت لمشاهدة هذه الفعالية التراثية الأصيلة".