أبو سيف.. والعوض في الجنة

 

سالم بن نجيم البادي

أبوسيف ذلك الشاب الذي يظهر في وسائل التواصل الاجتماعي والذي اشتهر بعبارة "العوض في الجنة"، وقد انتشرت انتشاراً واسعاً، وهي وإن كان ظاهرها طيباً إلا أنها تدل على اليأس وعلى المُعاناة التي يجدها هذا الشاب، وربما الكثيرون غيره من الشباب، وهو أيضا القائل إن "العماني ينبغي أن يدخل الجنة فورًا؛ لأنه نال نصيبه من العذاب في الدنيا".

ولا يفهم أنني أتبنى فلسفة هذا الشاب أو أتفق معه في هذه المبالغة، وهذا الشاب تظهر عليه ملامح الطيبة والبساطة والتلقائية في التصرفات والحديث البعيد عن التصنع، وأحسب أن قلبه أبيض صافٍ، وهو حسن النية ودائم الضحك والتبسم، حتى عندما تم دهس بضاعته المعروضة للبيع من قبل قائد سيارة أرعن ظهر وهو يُقسم بالله أنَّه مسامح، لكنه يتحسر على ما تلف من هذه البضاعة وربما ضاع رأس ماله الذي اشترى به البضاعة.

لعل هذه الصفات جعلت الناس يحبونه ويتداولون مقاطع الفيديو التي تنشر له، وهو وإن كان دائم الشكوى، إلا أنه مجتهد ومُثابر ويحاول أن يعمل وأن يكسب قوت يومه بالبيع في الشارع؛ حيث يبيع كل شيء تقريبًا؛ سطول السح، وعلف الحيوانات، وفي الشتاء المعاطف ضد البرد، وغير ذلك من البضائع.

السؤال هنا: لماذا لا يتم احتواء هذا الشاب من قبل الجهات الحكومية وإيجاد عمل مناسب له؟ ولماذا لا تُقدم له التسهيلات اللازمة لافتتاح محل مرخص وثابت عوضا عن البيع على قارعة الطريق؟ ولماذا لا يتصل به أحد الوزراء أو كبار المسؤولين لاستغلال طاقته وشهرته في ما يفيده هو ويفيد الوطن؟ ومن أجل أن يتوقف عن بث الرسائل التي يعتبرها بعضهم رسائل سلبية أو غير مناسبة عن عمان! خاصة في زمن وسائل التواصل الاجتماعي والسماوات المفتوحة والكلمات ومقاطع الفيديو تجوب العالم كله في طرفة عين.

أين هم أصحاب الأموال والأعمال والشركات والأغنياء والشيوخ والأعيان؟ لماذا لا يتدخلون لحل قضية هذا الشاب الذي يمثل فئة كبيرة من الشباب الذين يبحثون عن عمل وربما أصابهم اليأس الذي أصاب أبا سيف، وصاروا ينتظرون العوض في الجنة؟!