يوميات زائر لكوريا.. "كامسا هامنيدا" لهذا البلد

حاتم الطائي

يُقال "في السفر سبع فوائد"، لكن في السفر إلى جمهورية كوريا (المعروفة باسم كوريا الجنوبية) العديد من الفوائد، ليس بدءًا بالتعرف على واحدة من أغنى ثقافات الشرق الآسيوي البعيد والغوص في تفاصيلها والاستمتاع بمفرداتها النوعية، ولا انتهاءً بالاطلاع على عبقرية الإنسان الكوري وتفانيه في العمل، وإخلاصه لمبدأ الإنتاجية وما حققه من نجاحات مُذهلة على مضمار الحضارة الحديثة القائمة على المعرفة والتكنولوجيا.

مع عضوة البرلمان الكوري (5).jpeg
 

ولا يمكن لأي زائر إلى هذا البلد المتنوع الثري معرفيًا وعلميًا، إلا أن يُصاب بالدهشة من روعة الأمكنة، فكل جزء من جمهورية كوريا يروي تاريخًا عريقًا ويسرد حاضرًا حافلًا بالعطاء، ويتحدث عن مستقبلٍ سيُبهر العالم، ولعل أول ما قد يُلاحظه الزائر عندما تطأ قدماه أرض كوريا بعد نزوله من الطائرة، عشق الإنسان الكوري للنظام وحبه لتنظيم كل شيء من حوله، فلا مجال للفوضى أو مساحة للعشوائية أو مُتسعًا للهرج!

بلد عظيم

وقد شرُفت قبل أسبوع بزيارة هذا البلد العظيم في حضارته المُعاصرة التي بناها أبناؤه في عقود لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة.. فبعدما وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها وانتصار قوات الحلفاء عام 1945 وإنهاء حكم الإمبراطورية اليابانية في هذه الجزيرة، ثم نشوب حرب أهلية دامية في الخمسينيات من القرن الماضي، جرى تقسيم شبه الجزيرة الكورية، إلى شمالية وجنوبية، ومنذ ذلك الحين، والكوريون يشيدون حضارة مدنية حديثة تأخذ بأسباب التقدم وتصبو نحو العُلا. ولعل من المهم ذكره في هذا الجانب أنَّ جمهورية كوريا كانت حتى فترة الخمسينات تعيش على المساعدات الخارجية والدعم الدولي، لكنها تمكنت بجدارة من التحول إلى دولة متقدمة تمد يد المساعدة والعون لمختلف دول العالم، بميزانية ضخمة تقتطعها الحكومة من ميزانية الدولة لتغطية هذا الجانب.

صور كوريا (20).jpeg
 

وبدعوة من مؤسسة (كوريا فاونديشين Korea Foundation) وضمن برامجها في التعريف ببلادهم وما حققته من نجاحات، انخرطتُ- مع وفدٍ من البرلمانيين من عدد من دول العالم- في برنامج حافل ومُنظم وثري للتعرف على المؤسسات وما أحرزته من منجزات.

البداية كانت من العاصمة الراقية المنظمة سيول، تلك المدينة التي تضم أكثر من 10 ملايين نسمة تقع بين أحضان الجبال الخضراء، وتزخر بنظام مواصلات عامة متميزة من حافلات ومترو أنفاق. وتنقسم العاصمة سيول إلى مجموعة من الأحياء الكبيرة، وتضم ما يزيد عن 25 حيًا.

صور كوريا (3).jpeg
 

كانت إقامتنا في فندق "لوتيLotte " الواقع في وسط المدينة، وتحيط به المحلات الفخمة والراقية، وناطحات السحاب الشاهقة التي تضم أكبر الشركات والمكاتب المتخصصة في مختلف مجالات العمل. سكنتُ في غرفة بالطابق الرابع والثلاثين؛ الأمر الذي سمح لي بالاستمتاع بالمنظر العام للمدينة من أعلى، وفي الخلفية كنتُ أشاهد الجبال، في مشهد أشبه بلوحةٍ رسمتها ريشة فنان تشكيلي مُبدع. وقد شاءت الأقدار أن يتزامن موعد زيارتي مع موسم تفتح "زهور الكرز"، وهو علامة على دخول فصل الربيع ووداع الشتاء البارد.

مؤسسة كوريا

بدأنا مهام العمل سريعًا، فالكوريون لا يُهدرون أي وقت، لكنهم أيضًا يستمتعون بالحياة.. كانت البداية بلقاء تعريفي مع رئيس "مؤسسة كوريا" واسمه الدكتور جوان لي، وعمل في سابقًا أستاذًا جامعيًا في جامعة سيول الوطنية، قبل أن يتم اختياره لمنصب رئيس الهيئة التي تأسست في عام 1991؛ لتقدم أنشطة دبلوماسية تعمل على تحقيق التقارب بين الشعوب، وهي مسؤولة عن تنظيم برامج زيارات الوفود الأجنبية، ودعم ونشر الفنون والثقافة الكورية، في توظيف رائع لما يُعرف بـ"القوى الناعمة" بهدف تسجيل حضور إيجابي على المشهد العالمي.

صور كوريا (28).jpeg
 

أسهب جوان لي في حديثه عن أهمية مد جسور التعاون والشراكة بين جمهورية كوريا والدول العربية، وأشار إلى المقومات المختلفة التي تتمتع بها كوريا والدول العربية، بما يساعد على تعزيز التعاون المشترك والمضي به قدمًا نحو آفاق أرحب.

جدول أعمال اليوم التالي كان مليئًا بالمُقابلات والنقاشات؛ حيث زُرنا البرلمان الكوري ويضم نحو 300 عضو، يمثلون مختلف المناطق والمقاطعات في كوريا، ويتولون مسؤولية التشريع والرقابة على الحكومة ومختلف مؤسسات الدولة. ومما لاحظته أن الكوريين يعتزون كثيرًا بلغتهم، فالمتحدثون بالإنجليزية هناك لا يمثلون عددًا كبيرًا، وهذا ربما يكون أحد أسرار تميزهم، فالتمسك بالهوية الأصيلة أسرع طريق نحو التفرد.

صور كوريا (26).jpeg
 

خصصت مؤسسة كوريا مترجمة (أسميتها هيام) لنا ساعدتنا كثيرًا في إجراء نقاشات مستفيضة ومثرية مع الجانب الكوري، وقد التقيت بعضوة الجمعية الوطنية السيدة جونج شون- سوك (Jung Choun-Sook)، وهي مسؤولة عن عدد من الملفات المهمة؛ منها ملف المساواة بين الرجل والمرأة، والأهم من ذلك أنها رئيسة لجنة تطوير العلاقات العُمانية الكورية، وقد لفت انتباهي هذا الحرص الكبير على تعزيز الدبلوماسية البرلمانية، وإنشاء لجنة متخصصة لتقوية جسور التعاون مع الدول الأخرى.

تحدثت جونج باستفاضة عن النظام البرلماني الكوري والانتخابات، كما سلطت الضوء على عدد من التحديات التي تواجه المجتمع الكوري وأهمية إيجاد حلول تشريعية لها. ولم تغفل النائبة البرلمانية الحديث عن أهمية تطوير العلاقات العمانية الكورية، معربةً عن رغبتها في زيارة سلطنة عُمان في أقرب فرصة، وامتدحت كثيرًا ما علمت به عن عمان وتمتعها بسمعة طيبة كدولة صديقة ومحبة للسلام.

البعثات الطلابية

طرحت على السيدة جونج أهمية زيادة البعثات للطلبة العمانيين للدراسة في الجامعات الكورية المتقدمة في مجالات التكنولوجيا وغيرها من العلوم والمعارف، واقترحتُ تأسيس برامج تدريب للطلبة من الجامعات العمانية لتدريبهم وتأهيلهم وصقل مهاراتهم في الشركات الكورية الكبرى مثل: سامسونج وهيونداي، خلال الفترة الصيفية؛ لاكتساب الخبرات والتحلي بثقافة العمل، وغيرها من مهارات في التواصل وأداء المهام والالتزام الوظيفي.

وفي اليوم الثالث، جرى ترتيب لقاء مع رئيس الجمعية الوطنية السيد جانج سيونج، وقد أذهلتني روعة التصميم المعماري الخارجي والداخلي لمبنى الجمعية الوطنية، وما تضمه من أقسام متعددة وقاعة كبرى تحتضن الجلسات البرلمانية.

وقد شرح رئيس الجمعية الوطنية أهمية عمل البرلمان فيما يُقدمه من خدمات جليلة في مجال البحوث والدراسات واستطلاعات الرأي العام، ودعم أعضاء البرلمان بكل ما يحتاجونه من دراسات مُعمّقة، تساعدهم على اتخاذ القرارات اللازمة، وقد ذكر لي أن نحو 15 باحثًا من حملة الدكتواره يعملون في الجمعية الوطنية، إلى جانب عدد غير قليل من المساعدين الأكفاء.

تلى ذلك لقاء مع سعادة شونج جونج-كون وكيل وزارة الخارجية الكورية، الذي تحدث عن مختلف التحديات السياسية التي تواجه العالم من حروب وتوترات ونزاعات تمثل تهديدًا للأمن والسلم الدوليين. وقد أشار بوضوح وصراحة إلى حكمة السياسية العمانية ونهجها الواضح في إرساء السلام حول العالم. كما تحدث عن التطور المشهود في العلاقات العمانية الكورية، خاصة وأنها تقترب من إكمال 50 عامًا؛ حيث تأسست العلاقات الثنائية بين سلطنة عمان وجمهورية كوريا في عام 1974.

الحديث في السياسة والدبلوماسية، لم يحول دون الإشارة بجلاء إلى ما تزخر به عمان وكوريا من فرص استثمارية واقتصادية وثقافية واعدة، من شأنها أن ترتقي بالعلاقات لمستويات أعلى في مختلف الصُعُد.

جمهورية كوريا بارعة في توظيف قوتها الناعمة، مستغلة في ذلك إمكانياتها المادية والتكنولوجية، وقد تعرفتُ على هيئة التعاون الدولي "Koika" وهي جزء من وزارة الخارجية الكورية، وتمثل الذراع التنموي الذي يعمل على إرساء مشاريع في العديد من دول العالم من أجل محاربة الفقر والمرض والجهل، وبناء شراكات استراتيجية مع العديد من الدول في مختلف مجالات التنمية، وتنظيم المساعدات الإنسانية في شتى مجالات التنمية.

وهنا يستوقفني دائمًا حرص دول شرق آسيا على تعزيز روابط التعاون مع دول العالم، على أسسٍ إنسانية بحتة، فرغم أنهم يدركون مدى قوتهم الناعمة وتأثيرها، إلا أنهم يحرصون كل الحرص على ترسيخ هذه القوى الناعمة، لتحقيق أهداف تنموية ترتقي بالإنسان، دون التدخل في الشؤون الداخلية للدول، أو الحديث عن جوانب سياسية تخص الأوضاع المحلية للدول، وهذا مما يجب الانتباه له جيدًا والتأسيس عليه من أجل تحقيق مستقبل قائم على التعاون الراسخ مع مختلف الدول.

زيارات متعددة

جدول الرحلة- وكما ذكرتُ سابقًا- كان حافلًا باللقاءات وأيضًا الزيارات لعدد من المواقع والمؤسسات، وقد تضمنت رحلتنا زيارة المدينة الذكية "إنبانج"، والتي تقع خارج العاصمة سيول، وقد سُمّيت بالمدينة الذكية لأنها استطاعت خلال الخمس عشرة سنة الماضية أن تحقق حلم المدينة الذكية وأن تكون مركزًا لبلدية المدينة تعمل بالتنسيق مع جهات أخرى مثل الشرطة.

وعرفنا خلال زيارة هذه المدينة الذكية، أن العاصمة سيول مزودة بنحو 6500 كاميرا مراقبة في شتى أنحاء المدينة، بهدف مراقبة حركة السير والمرور وضبط المخالفين أو رصد التحركات المشبوهة والحد منها، وكل ذلك حتى تظل تنعم هذه المدينة بالأمن والأمان والاستقرار. وقد ساعد هذا النظام على الحد من الجريمة والتقليل من حوادث السير عبر نظام مراقبة عالي الدقة.

مصنع هيونداي

لا شك أنَّ زيارة كوريا لا تكتمل دون زيارة قلاعها الصناعية، وعلى رأس هذه القلاع يأتي مصنع شركة هيونداي العملاقة، والتي رغم المنافسة الشديدة مع التكنولوجيا الأوروبية والأمريكية، إلا أنها استطاعت أن تتفوّق عالميًا في مجال صناعة السيارات، ولم تستغرق الشركة أكثر من 10 سنوات من تاريخ تأسيسها، حتى تحولت إلى عملاق صناعة السيارات المتقدمة، ووضعت قدمًا راسخة في سوق السيارات العالمي، حتى إن سيارات هيونداي تسير تقريبًا في كل شوارع العالم.

صور كوريا (32).jpeg
 

وما أثار دهشتي، أن هذه الشركة الكبيرة قد طوّرت من أنظمة التصنيع لديها، فلم تعد تعتمد على العمالة اليدوية؛ بل ترتكز هذه الصناعة المهمة على "الروبوتات"، فكل قطعة في السيارة يجري تركيبها عبر الآلة "الروبوت"، ولا يعمل في المصنع سوى عدد قليل من العمال، يُشرف عليهم نخبة من المهندسين، والذين أيضًا يتولون مهمة إدارة وتشغيل وصيانة الروبوتات.

تطوّرت شركة هيونداي الكورية لمستوى لم يسبق له مثيل، فقد شاهدنا الجهود المبذولة من أجل تصنيع أول سيارة تعمل بطاقة الهيدروجين الأخضر الصديق للبيئة، والتي من المقرر إزاحة الستار عنها خلال العام الجاري، ومن المتوقع أن تغزو العالم خلال السنوات القليلة المقبلة.

الدراما والموسيقى الكورية

ومما يؤكد قوة الثقافة الكورية وقدرتها على الانتشار، أن المسلسلات التلفزيونية الكورية ذاع صيتها وباتت خلال السنوات الأخيرة تُعرض في العديد من التلفزيونات وشبكات البث المرئي حول العالم بترجمات إلى مختلف اللغات، ومنها العربية؛ حيث نجد بكل سهولة مسلسلات كورية تُعرض على قنوات فضائية خليجية وعربية شهيرة، ومن المفارقات أن المسلسلات التركية مقتبسة من العديد من الأعمال الدرامية الكورية، ولذلك نجد توجهًا كبيرًا لدى عُشاق الدراما التلفزيونية نحو الأعمال الكورية.

ولعل أشهر مثال على تميز "القوى الناعمة" لكوريا، ما حصدته أغنية " غانغنام ستايل" من شهرة عالمية، وعدد مشاهدات فاق 4 مليارات مشاهدة على موقع يوتيوب حتى الآن، وغانغنام أحد الأحياء الحديثة في سيول، والتي تتميز بمطاعمها ومقاهيها. ويتميز المطبخ الكوري بالأطعمة الصحية واعتماده بصورة كبيرة على الخضراوات، ويعد "الكيمشي" أو المخلل الكوري طبقا أساسيا على كل طاولة في البيوت الكورية.

ومن أجمل ما لاحظته في الشعب الكوري، أنه يقدس العمل؛ بل إن أحد أهم أسباب تقدمهم التزامهم التام بالعمل؛ حيث يحتل العمل أهم الأولويات في حياة الإنسان الكوري. لقد طبقوا قاعدة "العمل عبادة "؛ حيث يعمل الكوريون لساعات طويلة دون كلل أو تعب؛ لأنهم حولوا العمل إلى وسيلة لتحقيق الذات وتحقيق حلم الحياة. ويعشق الكوريون الانضباط والاحترام والتقدير، فتجدهم ينحنون عندما يلتقون لتحية شخص أو شكره، مرددين "كامسا هامنيدا" والتي تعني "شكرًا".

وتمثل كوريا نموذجًا متقدمًا للحضارة الحديثة، والتي تقوم على الابتكار التقني وتوفير أسلوب راقٍ للحياة.

الدبلوماسية العمانية في كوريا

وعندما أتحدث عن الحضور الدبلوماسي العماني في كوريا، فإنني أرى سفارتنا في سيول عبارة عن شعلة من النشاط والعمل المتواصل؛ حيث تقع سفارتنا في أحد أرقى الأحياء الكورية، في مبنى شاهق يتميز بعمارته العمانية الأصيلة والفريدة، ويمكن لأي زائر أن يلحظ بكل وضوح عبقرية البناء القائم على مفردات التراث العماني التليد، الذي استمد جوهره من المعمار الإسلامي مع مزيج من مختلف الثقافات، حتى تبلور في بوتقة عمانية تزخر بالأصالة والتفرد.

التقيتُ هناك بسعادة السفير زكريا بن حمد السعدي سفير سلطنة عُمان لدى جمهورية كوريا، وجدتُ فيه نموذجًا رائعًا للسفير العماني في الخارج؛ إذ يمثل روح الشباب المليئة بالحماس نحو العمل، بكل حيوية ونشاط. ومنذ اللحظة الأولى من اللقاء وحتى انتهائه لم تغادره الابتسامة، كما إنه يحافظ على السمت العماني الرائع، بهدوئه وكاريزمته القوية، المليئة بالتواضع في الوقت نفسه. ويتحلى سعادة السفير بمعارف واسعة تُبهر متحدثيه دائمًا، علاوة على متابعته الحثيثة للأحداث ومجريات الأمور في مختلف المجالات، ويعمل على توظيف كل ذلك في تطوير العلاقات العمانية الكورية، وهنا أشير إلى أنَّ محادثات جادة تمضي بين جمهورية كوريا ودول مجلس التعاون الخليجي لإبرام اتفاقية تجارة حرة، وهي خطوة من شأنها أن تدعم تقدم العلاقات الخليجية الكورية.

ولقد كان لي مع سعادته جولة على الأقدام، استمتعنا فيها سويًا بالمشي ليلًا في شوراع سيول الآمنة؛ حيث قطعنا المدينة مشيًا في أجواء الربيع الخلابة.

ومن أجمل ما تعرفت عليه خلال زيارتي إلى كوريا، أنَّ أشهر أنواع العنب وأجودها وأشهاها مذاقًا يُسمى "عنب مسقط المُشرقة"، وهي فاكهة تمثل بالنسبة للكوريين محصولًا استراتيجيًا؛ حيث يُستخدم في العديد من الجوانب، ويُباع بثمن باهظ، قد يصل سعر الكيلوجرام منه إلى ما يعادل 10 ريالات عمانية، ويتميز هذا النوع من العنب بمذاقه السكري الرائع القليل الحموضة، وشكله الدائري الكبير بدون بذور. وتاريخ "عنب مسقط" يعود إلى فترة الوجود البرتغالي؛ حيث أخذ البرتغاليون بذور العنب العُماني من الجبل الأخضر من أجل زراعته في أوروبا، وقد حقق نجاحًا كبيرًا نظرًا لطبيعة الطقس هناك. وقبل 30 عامًا أجرى اليابانيون تجارب ناجحة لتطوير هذا العنب عبر الهندسة الوراثية، ومن ثمَّ وصل إلى كوريا ليُحقق نجاحات كبيرة. والحق أنني عندما شاهدتُ هذا العنب العماني مزدهرًا في أقصى الشرق من العالم، تمنيتُ لو يعود مرة أخرى إلى وطننا الحبيب، ونقوم بزراعته على مساحات واسعة.

وختامًا.. لا أتذكر أنني كنتُ أكثر سعادة عند زيارة بلد آخر، كما هو الحال عند زيارتي لجمهورية كوريا، فهي بلد يأسرك من أول وهلة، ويخطف أنظارك، ويسرق عقلك، ويشعل قلبك بهجة وفرحة وحماسًا، لقد أبهرني الكوريون بثقافتهم المُحبة للعمل، والمولعة بالتفوق والتَّميز، وفي الوقت نفسه لا يغفلون عن الاستمتاع بمباهج الحياة.. ولذلك أقول "كامسا هامنيدا"!

سيؤول، أبريل 2022

مع عضوة البرلمان الكوري (5).jpeg
صور كوريا (36).jpeg
صور كوريا (34).jpeg
صور كوريا (33).jpeg
صور كوريا (32).jpeg
صور كوريا (31).jpeg
صور كوريا (30).jpeg
صور كوريا (28).jpeg
صور كوريا (26).jpeg
صور كوريا (25).jpeg
صور كوريا (23).jpeg
صور كوريا (22).jpeg
صور كوريا (20).jpeg
صور كوريا (17).jpeg
صور كوريا (18).jpeg
صور كوريا (15).jpeg
صور كوريا (13).jpeg
صور كوريا (14).jpeg
صور كوريا (12).jpeg
صور كوريا (11).jpeg
صور كوريا (9).jpeg
صور كوريا (10).jpeg
صور كوريا (8).jpeg
صور كوريا (6).jpeg
صور كوريا (3).jpeg
1 الرئيسية.jpeg
صور كوريا (1).jpeg
بب.jpeg
 

تعليق عبر الفيس بوك