مسقط- العمانية

حافظ مستشفى جامعة السلطان قابوس على المستوى البلاتيني للفترة الثانية تواليًا ضمن برنامج الاعتماد الكندي الدولي لمؤسسات الرعاية الصحية.

وحافظ المستشفى على هذا المستوى بالرغم من تحديات جائحة مرض كوفيد-19 وما صاحبه من صعوبات لوجستية وتحديات فنية في النظام الصحي التي مرّ بها المستشفى. ويعد هذا الإنجاز مؤشرًا واضحًا على الجهود الدؤوبة والمتفانية التي بذلها جميع موظفيه وتعاونهم لتحقيق كافة شروط ومقاييس معايير الاعتماد الدولي، ومما لا شك فيه أن تحقيق هذه المعايير الدولية من مستوى الجودة له أبعد الأثر في الارتقاء بجودة الخدمات الصحية المقدَّمة، وتماشيًا مع تحقيق معايير سلامة المرضى الدولية وضع مستشفى جامعة السلطان قابوس في مصاف مؤسسات الرعاية الصحية العالمية المعروفة.

ويأتي هذا الإنجاز تحقيقًا لأهداف خطة جامعة السلطان قابوس الاستراتيجية وأهداف رؤية عُمان 2040 وما له من بالغ الأثر في الرقي بجودة الخدمات المقدَّمة وتحقيق التطوير المستمر وتقديم خدمات صحية متميّزة.

وبدأ المستشفى برنامج الاعتماد الكندي الدولي لمؤسسات الرعاية الصحية في عام 2012 بالتنسيق والإشراف من دائرة التطوير والجودة بالمستشفى، ونال من خلالها المستوى الذهبي في عام 2014، ثم ارتقى ليكون أول مستشفى في سلطنة عُمان يحصل على المستوى البلاتيني من الاعتماد الكندي الدولي في عام 2018، والذي تم المحافظة عليه لفترة أخرى في العام الجاري.

ويُعدُّ مستشفى جامعة السلطان قابوس أول مؤسسة صحية تحقق هذا المستوى في سلطنة عُمان، من خلال تطبيق معايير الاعتماد الدولية والاهتمام بمعايير سلامة المرضى وجودة الخدمات الصحية المقدَّمة ورفع كفاءة الموارد البشرية من خلال تطبيق استراتيجيات إدارة الوقت والتدريب المستمر للعاملين في الرعاية الصحية يضمن بيئة داخلية سليمة وآمنة مع الإدارة السليمة للسياسات المُتّبعة والآليات والمعدات المستخدمة.

ويتضمّن برنامج الاعتماد الكندي العديد من المعايير والتدابير الصحية مثل الحوكمة، والقيادة، والتميّز في الخدمة، وإدارة الكوارث، وإدارة الأدوية وكيفية صرفها، ومكافحة العدوى، وطب الطوارئ، وخدمات المختبرات والتشخيص، وخدمات إعادة المعالجة، وأمراض الدم، وصحة الطفل، والطب الباطني، والرعاية الحرجة، خدمات طب الأسنان، وخدمات نقل الدم، والرعاية الإسعافية، والطب السلوكي، وطب الأسرة، والخدمات الجراحية والتخدير، وأمراض النساء.

ويتكوّن الاعتماد الكندي للرعاية الصحية من ثلاثة مستويات هي: الذهبي والبلاتيني والماسي، ويدل المستوى الذهبي على أن المستشفى قد استوفى عناصر معايير الاعتماد الأساسية للجودة والسلامة، مثل متطلبات البنية الأساسية، وتوافر المعدات الأساسية اللازمة لتقديم الخدمات، والموارد البشرية اللازمة لتوفير مستويات الرعاية السريري، أما المستوى البلاتيني فهو المستوى التالي ويتم منحه للمؤسسات التي استوفت جميع متطلبات المستوى الذهبي، بالإضافة إلى الرقي بمعايير جودة الخدمات الصحية المقدَّمة والتي ترتكز على توفير رعاية متكاملة تتمحور حول رضا المرضى وتلقي الخدمات.

ويتم التقييم كل 3 سنوات بزيارة ميدانية للمستشفى من قِبل فريق مختص من مؤسسة الاعتماد الكندي لجميع أنحاء المستشفى من أقسام ووحدات مختلفة تشمل مراجعة الجوانب الإدارية والطبية والتمريضية والفنية والمساندة لتقييم فعالية تطبيق المعايير وكفاءة الأداء من خلال فحص أكثر من 2700 معيار ومؤشر جودة لسلامة المرضى في مختلف التخصصات.

وسيساعد الحصول على الاعتماد الدولي للمؤسسة في جذب الموارد البشرية المؤهّلة والمدرّبة، فضلًا عن توفير نظام محدد للمعايير الدولية المعتمدة التي تقلل من المخاطر التي تؤدي إلى أخطاء طبية في إجراءات صرف الأدوية ونقل الدم والتشخيص والعلاج والعمليات الجراحية، وتحسين إدارة وتنظيم مواعيد العيادات وتقليل وقت الانتظار وتحقيق مستوى أعلى في مجال صحة وسلامة المرضى والعاملين الصحيين من خلال جمع عدد من البيانات والتقارير والإحصاءات والاستبيانات ومؤشرات قياس الأداء للاستفادة في التطوير المستمر لعمليات وآليات العمل في جميع أنحاء المستشفى، وكذلك تحسين بيئة العمل ورفع مستوى الإنتاجية لتحقيق رؤية ورسالة المستشفى المنشودة، كما أنه يسهم في التنظيم الجيد للموارد المالية مع تقليل النفقات.

ومن أهم الفوائد كذلك تطوير النظام التعليمي والبحث العلمي بحكم الارتباط الوثيق بين كلية الطب والعلوم الصحية وكلية التمريض والمستشفى الجامعي كوحدة تعليمية واحدة ورسالة واحدة، وكذلك التعاون المتبادل مع كافة المؤسسات التعليمية والصحية في سلطنة عمان مما سيسهم بشكل كبير في رفع مستوى وجودة الخدمات الصحية المقدَّمة وكذلك تبنّي رؤى وأهداف مشتركة وواضحة من كافة المستويات الوظيفية، بما يتماشى مع الرؤى والاستراتيجيات والسياسات العامة مما يحقق الخطط التنموية في المجال الصحي.

ويسعى مستشفى جامعة السلطان قابوس إلى الحصول على المستوى الماسي وهو أعلى مستوى من الاعتماد خلال الفترة القادمة، ويعمل المستشفى على مراقبة النتائج، واستخدام الأدلة وأفضل الممارسات للدراسات، وإعادة تقييم الآليات والاستراتيجيات، ووضع خطط طويلة الأجل للتطوير المستمر لتقديم خدمات صحية متميزة تتماشى مع تحقيق رؤيته ورسالته.