رمضانيات رياضية

 

 

المعتصم البوسعيدي

 

(1)

لا للسياسة في الرياضة، ويُعاقب من يُمارس ويستغل الرياضة ليوصل رسائل سياسية أو يمارسها بشكل مباشر أو غير مباشر، هكذا تعلق الفضائل على أبواب المؤسسات الرياضية الشهيرة، لكنها سرعان ما تسقط في فخ قانون الغاب الذي يحكم العالم؛ فيصبح الغزال مهما تعاظم حسنه فريسة في عرين الأسد، وكذلك تذوب علاقتك بأقطاب العالم الرياضية حتى تغدو لا قيمة لها؛ فأنت مصنف رعية لا راعيا، وملزم بالسمع والطاعة.

(2)

في الدقيقة السابعة من مباراة ليفربول ومانشستر يونايتد وقفت الجماهير الإنجليزية تصفق تعاطفًا ودعمًا لكريستيانو رونالدو الذي فقد وليده للتو في مشهدٍ جميل ورائع من جماهير مُثقفة ليست مثل جماهيرنا.. لحظة لحظة.. الذاكرة تحيلنا إلى الجماهير المصرية التي تصفق في الدقيقة ٢٢ تعاطفًا ودعمًا لأبي تريكة، وتنقل لنا مشهد جماهير الرجاء البيضاوي وهي تُردد أهزوجة دفاعها ورسالتها للمجتمع. فماذا يعني ذلك؟ نحن لسنا أقل رقياً منهم؛ بل نحن من نُقدم الدروس للغرب في أحيان كثيرة، "ولكن عين السخط تبدي المساويا".

(3)

تصدرت صورة العُماني نشرات الأخبار الرياضية المسموعة والمقروءة في كل مكان؛ فهناك عرض لشراء النادي الإيطالي الكبير إسي ميلان يقوده صاحب المصر والدشداشة العُمانية المُتفردة، فيما هنا - دائمًا - من يرى النقطة السوداء أكثر من بياض الصفحة، فمنهم من لا يصدق الإنجاز بدون تعمد؛ لأنه لم يعتد التفوق أو جُبل على الشك، وتلك مصيبة، ومنهم من يتعمد عدم التصديق؛ لغاية في نفسه، وتلك مصيبة أكبرُ.

(4)

يتجهُ عالم الرياضة إلى أفولِ نجومٍ لطالما كانوا متصدرين مشهد بطولات رياضاتهم؛ ففي التنس لم يعد المايسترو روجر فيدرير حديث العالم رغم أنَّ الإصابة لها دور كبير في غيابه منذ فترة طويلة، إلا أنه- وحتى قبل الإصابة- ترك السويسري الأنيق رأية الصولات والجولات الكبيرة. وفي كرة القدم تخلى رونالدو وميسي عن عرش الأضواء والريادة، وبذلك ستطوى صفحة حقبة مُتألقة لهؤلاء النجوم وغيرهم، وتلك سنة الحياة، والرياضة حياة.

(5)

عود على بدء؛ فمع تناقض القيم والمبادئ الرياضية، والكيل بمكيالين، ومع نشاط العديد من الرياضيين المسلمين في أنحاء العالم وخاصة في كرة القدم ودورياتها الأوروبية، ومع استضافة قطر لمونديال العالم، والعلاقات الرياضية الرفيعة التي تجمع العرب مع قادة الرياضة العالمية، حان وقت التعبير- بصراحة- عن قضايانا العادلة ترويجًا ودفاعًا ولعبًا بورقةِ الضغط متى ما سنحت الفرصة، خاصة وأننا نعيش أكبر القضايا عدالة؛ حيث القضية الفلسطينية والممارسات "الهمجية" للكيان الصهيوني الغاشم، علاوة على ما يُعانيه المسلمون في شتى بقاع العالم، والله العلي القدير نسأله أن يحفظهم ويقوي إيمانهم، ويثبت رباطهم، ويرد كيد أعدائهم، أعداء الفطرة الإنسانية السليمة.