"Tik Tok".. مصدر دخل للأجيال الشابة الباحثة عن العمل الحر رغم الانتقادات الاجتماعية

مسقط- مشعل الصبحي

"تيك توك ليس فقط أحد تطبيقات التواصل الاجتماعي؛ وإنما أصبح مصدر دخلي الأول بعد الاعتماد على والدي، مثل مختلف باقي رواد هذا الموقع ممن ضاق بهم الحال، حيث يعد هذا التطبيق ضمن أكثر المواقع شهرة بين مختلف مواقع التواصل الاجتماعي حول العالم".. بهذه الكلمات عبر محمد (الذي فضل عدم ذكر اسمه كاملا) عن رؤيته لتطبيق التواصل الاجتماعي الشهير "تيك توك"، والذي على الرغم مما يثار حوله من جدل إلا أنه فتح باب أمل للكثير من الشباب الباحثين عن فرصة لتحقيق مردود مادي.

ويقضي محمد مُعظم أوقاته منذ ما يقارب سنتين ونصف السنة في تصوير مقاطع مختلفة المجالات من روتينه اليومي ليحملها عبر حسابه في تطبيق Tik Tok، ويشاركها مع مختلف المتابعين حتى كسب شهرة ساعدته في تلبية احتياجاته المادية، كما يعمل على فتح بث مباشر ليتفاعل معه المتابعون ويحصل على الإعجابات وأرقام عالية من المشاهدات والتي تعود عليه في صورة إعلانات لاحقًا.

وفي بداية مشواره عبر التطبيق يقول محمد إنه واجه الكثير من الانتقادات من قبل المجتمع الذي يسكن فيه، لكنه تصدى لتلك الانتقادات مع مرور الوقت وأصبح لا يهتم لأمرهم، قائلا "واجهت صعوبة بالغة في بدايتي، حيث تعرضت للكثير من الضغوط من قبل عائلتي، حتى وصلت لمرحلة من الضغط النفسي كانت من الممكن أن تدفعني إلى حذف حسابي، ولكن لوهلة قاومت هذه الانتقادات وواصلت المشوار".

ويعتبر محمد "Tik Tok" مصدرًا لرزقه ودخله وشعبيته بين متابعيه؛ حيث يقول بكل ثقة: "اليوم كثير من الشباب يفضلون التطبيق كونه بابًا سهل الوصول إليه ليوصلك إلى الشهرة خلال وقت كثير، لأنه من أكبر المنافسين في نشر الفيديوهات القصيرة الهادفة والتي تصل إلى أكبر شريحة من المجتمع والأمر المميز في التطبيق أن المنشورات تظهر لكل رواد التطبيق دون الحاجة لعمل اشتراك بحسابي الخاص أو عمل حساب في التطبيق".

ويمضي قائلًا: "منذ دخولي هذا التطبيق توسعت دائرة صداقاتي من مختلف دول العالم، وعندما أنشر مقاطعي اليومية أواجه الكثير ممن يختفون خلف الشاشة بمختلف النوايا والذين يخلقون لي التحديات ولكن في المقابل أحصل على دعم كبير من قبل المتابعين مثل الهدايا التي بشكل مباشر أقوم بتحويلها إلى حسابي البنكي، وأنصح أصدقائي ومتابعيَّ ممن يملكون موهبة أو لديهم محتوى من الممكن أن يوصلهم للشهرة أن يستغلوا هذا التطبيق كونه يملك شعبية كبيرة من مختلف دول العالم".

لكن في المقابل، يرى البعض أن هذا التطبيق لا يصلح أبدًا أن يكون مصدر دخل مستدام، علاوة على الانتقادات الكبيرة الموجهة للموقع بسبب دوره في تهميش القيم الأخلاقية وجر الشباب إلى التقليد الأعمى. ويقول سعود الصبحي معلم بإحدى مدارس ولاية بركاء، إن "Tik Tok" تطبيق فاشل وتكمن خطورته على المراهقين ممن سيطر عليهم الفراغ، وخاصة طلاب المدارس في فترة الاجازة الصيفية.

وأكد على ذلك الأخصائي الاجتماعي محمود الصبحي؛ حيث يقول: "بعد تجربة لعدة أيام في تطبيق تيك توك وجدتُ أنه ليس سوى نافذة لنشر مقاطع قصيرة تحويها الكثير من التفاهات والمحتوى غير الأخلاقي وأغلب المقاطع كلها رقص وغناء، إلا قلة من الحسابات التي تحاول إبراز مواهبها المفيدة".

ورغم تأكيدات الخبراء على عدم جدوى هذا التطبيق أن سلبياته تتجاوز إيجابياته، إلا أن عددًا من الشباب اعتبروا التطبيق "وسيلة مناسبة لتحقيق النجاحات وإيصال المحتوى المفيد لأكبر شريحة من المستخدمين"، معللين ذلك بشعبية التطبيق حول العالم، حيث يضم 1.2 مليار مستخدم نشط على الأقل، فضلا عن أنه يشتمل على الكثير من المحتوى المفيد، وأن المستخدم يملك حق اختيار المحتوى المفيد الذي يرغب في متابعته، ورفض المحتوى غير النافع.

تعليق عبر الفيس بوك