الهنائي لـ"الرؤية": تفشي سلالة "BA.2" وراء ارتفاع إصابات "كورونا" ببعض الدول.. والجرعة الرابعة مفيدة لفئات معينة

الرؤية- مدرين المكتومية

أكد الدكتور زيد بن الخطاب الهنائي الأستاذ المساعد واستشاري الأمراض المعدية لدى الأطفال في كلية الطب والعلوم الصحية بجامعة السلطان قابوس إن التغيُّر الذي طرأ على المنحنى الوبائي لمرض "كوفيد-19" أثبت صدق توقعات انخفاض المنحنى بفضل نجاح حملة التحصين، وتلقي الغالبية العظمى من السكان للقاح المضاد للوباء.

وقال الهنائي- في تصريحات خاصة لـ"الرؤية"- إن الانخفاض الكبير في أعداد المصابين والوفيات بالمرض يؤكد أن عُمان أمام مرحلة جديدة من التعامل مع كوفيد-19.

وأضاف الهنائي أن المتحور "أوميكرون" تسبب في ارتفاع كبير في عدد الإصابات؛ إذ سجلت السلطنة أعلى موجة إصابات منذ تفشي الجائحة في 2020، لكن في الوقت نفسه كانت أدنى موجة من حيث عدد الوفيات. وذكر الهنائي أن البلدان التي لم تحقق نسب مرتفعة من التحصين باللقاح عانت كثيرًا من زيادة الوفيات بالمتحور أوميكرون، علاوة على أن بعض البلدان اعتمدت على لقاحات أقل فعالية من لقاحات أخرى. وأشار الهنائي إلى الوضع في هونج كونج؛ حيث وصلت الوفيات إلى أعلى نسبة شهدتها أي منطقة في أي وقت على مستوى الجائحة في العالم.

وردًا على سؤال حول كيفية التعامل مع الوضع الجديد، قال الهنائي إن الجواب يكمن في معرفة أن الخطورة انخفضت بشكل كبير، لكنها لم تختفِ تمامًا، وبالتالي التعامل مع الجائحة لا يستدعي في الوقت الحالي تشديد الإجراءات الاحترازية كما كانت في السابق أو في حالات الإغلاقات، وفي الوقت ذاته، لا يمكن تجاهل الفيروس؛ إذ ما زالت بعض الدول تسجل إصابات شديدة.

وأوضح الهنائي أن ارتفاع الإصابات في أوروبا حاليًا يعود إلى تفشي سلالة "BA.2" من المتحور أوميكرون، ورغم أن هذا المتحور لا يشكل خطرًا جديدًا، لكن يؤكد أن الفيروس يعود في موجات، وسيظل كذلك، وهو ما يفرض على جميع الدول أن تظل على استعداد لأية متغيرات قد تطرأ.

وحث الهنائي على تعزيز المناعة المجتمعية ضد الفيروس خلال الفترة المقبلة، مع أهمية تطعيم جميع الفئات المستحقة للقاح، حيث إن النسبة القليلة المتبقية التي لم تحصل على التطعيم معرضة للإصابة الشديدة بالفيروس حتى ولو كان المتحور أوميكرون.

ودعا الهنائي الحاصلين على جرعتي لقاح الإسراع في تلقي الجرعة الثالثة، مشيرًا إلى أن الذي تعافى من الإصابة وكان قد تلقى جرعتي لقاح، فهو يُعادل الذي تلقى 3 جرعات من اللقاح (أي لا يوجد سبب قوي لأخذ الجرعة الثالثة في هذه الحالة).

وبالحديث عن الجرعة الرابعة، ذكر الهنائي أن بعض الدول بدأت في تطبيقها لتعزيز الحماية لدى الأشخاص الأكثر عرضة للخطورة، مثل المصابين بنقص في المناعة، أو كبار السن، لافتًا إلى أن بعض الدراسات العلمية تدعم أهمية تلقي الجرعة الرابعة لهذه الفئات.

وتعليقًا على الأنباء الخاصة بتطوير لقاح عن طريق الأنف، أكد الهنائي أن هذا النوع من اللقاحات يسهم في زيادة الأجسام المضادة التي تحف الجهاز التنفسي، ومن ثم توفر الحماية للجسم عند "الخطوط الأمامية"، علاوة على سهولة استخدام هذا اللقاح، مشيرًا إلى أن معظم هذه اللقاحات ما زالت قيد التطوير ولم يصدر منتج مرخص لها حتى الآن في أي دولة.

تعليق عبر الفيس بوك