مسقط- الرؤية
كشفت دراسة بحثية عن "تصورات المستهلكين الشباب تجاه التسوق عبر الإنترنت في سلطنة عمان"، وهي دراسة قام بها فريق بحثي بقيادة الباحثة الدكتورة حبيبة بنت محمد بن سعيد المغيرية أكاديمية وباحثة في مجال الاقتصاد وريادة الأعمال بجامعة التقنية والعلوم التطبيقية، وممولة ضمن برنامج التمويل المؤسسي المبني على الكفاءة بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار.
وقالت المغيرية إن هذه الدراسة استهدفت مستهلكي التسوق الإلكتروني من فئة الشباب في مختلف مناطق السلطنة، وتناولت توجهاتهم نحو التجارة الإلكترونية من جوانب مختلفة، مضيفة أنه في الوقت الحالي تسهم التجارة الإلكترونية بدور رئيس ومهم في النمو الاقتصادي للأفراد والمؤسسات؛ وذلك لما لها من عوامل تساعد على نجاح الشركات الصغيرة والمتوسطة والكبيرة أيضا، كما يؤدي جيل الشباب دورا رئيسا في التسوق عبر الإنترنت؛ لذلك تم التركيز عليه في هذه الدراسة. وأوضحت أن التوجه إلى هذه التجارة وأخذ المغامرة فيها من خلال التسوق الإلكتروني سيساهم في انتشارها وتوسعها.
وعن أهداف الدراسة، قالت الباحثة: "هدفت هذه الدراسة إلى تقديم المزيد من الأفكار حول التفضيلات على قنوات التسوق من منظور المستهلكين الشباب، ومعرفة العوامل التي تحفز المستهلكين على اختيار التسوق عبر الإنترنت كجودة المنتج وضمان الخدمة والحزمة المضمونة وعملية التسليم، إضافة إلى تحديد المحركات الرئيسة للمستهلكين العمانيين الشباب للتسوق عبر الإنترنت، ومعرفة أبرز المخاطر والتحديات التي يواجهها هذا الجيل أثناء التسوق الإلكتروني على سبيل المثال نقص الإطار التنظيمي، والقضايا الأمنية، وضعف البنية التحتية، والعقبات الثقافية".
وأضافت أن الدراسة تسعى إلى تحقيق تأثير اقتصادي واجتماعي على سلطنة عمان، ونظرا للدور الذي تلعبه التجارة الإلكترونية في النمو الاقتصادي فمن المتوقع أن توفر هذه الدراسة مؤشرًا للشركات لاستكشاف المزيد من الفرص على المنصات التي يفضلها المستهلكون وتفضيلات المنتجات والمواقع والمبالغ التي يتم إنفاقها، إضافة إلى معرفة أبرز فوائد تحديد المستهلكين الشباب عند قيامهم بعملية التسوق والشراء أو البيع عبر الإنترنت. وذكرت أن البحث يستهدف دراسة سلوك الاستهلاك خلال جائحة كورونا، والتي ساهمت بشكل كبير في نمو أعداد المستوقين عبر الإنترنت.
وعن أبرز نتائج وتوصيات الدراسة البحثية، قالت المغيرية إن هذه الدراسة أوضحت تزايد عدد معاملات التجارة الإلكترونية، وتجار التجزئة الإلكترونيين، وعدد مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، كما قدّمت الدراسة مقترحات تطويرية تساعد الجهات المختصة وأصحاب الأعمال والمستهلكين الشباب للتعامل مع التسوق الإلكتروني.
واستهدف البحث فئة الشباب من مختلف محافظات السلطنة، وبلغ عدد المستجيبين 785 مستجيبًا، ووصل عدد الذكور منهم إلى 504 والإناث 280، وأظهرت النتائج أن تطبيق "أي شيء" هو الأكثر تفضيلا من قبل الإناث، بينما يفضل الشباب تطبيق "علي إكسبرس" عوضًا عن التطبيقات الأخرى. وكشفت الدراسة أن تطبيق إنستجرام هو الأكثر استخداما من بين وسائل التواصل الاجتماعي؛ حيث تبين أن 432 أنثى وذكرًا من أصل 784 مستخدمًا يرون أنه التطبيق الأمثل لتلبية احتياجاتهم أثناء القيام بعمليتي البيع والشراء.
وفيما يخص المتاجر الإلكترونية، أوضحت الدراسة أن متجر اللولو يحتل المرتبة الأولى؛ حيث بلغ عدد المستجيبين الذين يفضلون التسوق عبر اللولو 362 مستجيبًا، وينفق 685 شخصًا من إجمالي المستجيبين أقل من 100 ريال عماني للتسوق الإلكتروني على مدار سنة كاملة، بينما هناك فئة قليله جداً تقدر بـ35 مستجيبًا وصل إنفاقهم لأكثر من 500 ريال عماني على مدار السنة. أما عن المنتجات الأكثر طلبا عبر الإنترنت لدى الإناث، فكانت الحقائب والأحذية بعدد 409 مستجيبين من إجمالي العينة، بينما توجه الذكور إلى الإلكترونيات عند الشراء والطلب بعدد 204 مستجيبين.
وأوصت الدراسة بأهمية دعم وتطوير التجارة الإلكترونية وتحسينها في سلطنة عمان، وتعزيز البنية التحتية للتجارة الإلكترونية، وأيضا تحسين سرعة شبكات الإنترنت وتطوير كفاءتها في أماكن مختلفة لتسهيل البيع والشراء عبر الإنترنت، وضرورة تنوع ووفرة شركات التوصيل، وتوفير تطبيقات سهلة لمساعدة معظم الناس في طلب أسعار المنتج والبحث عنها، وإنشاء تصاريح لرجال الأعمال. كما أوصت بتشريع الحماية والأمان عند وصول المنتج، وإعداد منصة أو موقع يسجل فيه جميع أصحاب المشاريع الإلكترونية ومتابعتهم من قبل جهات موثوقة مثل وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار، والقيام بحملات توعوية للناس تتعلق بالتسوق الإلكتروني الصحيح وتجنب الاستغلال والاحتيال والمشاكل التي قد تحدث عند التسوق إلكترونياً، وتوفير عدد كبير من التطبيقات التي تتيح للمتسوق تسهيل التسوق عبر الإنترنت، بالإضافة إلى فرض ضوابط وإجراءات للتحقق من موثوقية البائعين عبر الإنترنت، وزيادة عدد المتاجر الإلكترونية، وتسهيل عملية الدفع وتسهيل استخدام البرامج وضمان التسليم في الوقت المناسب.
وأعربت الباحثة عن أملها في مساعدة رواد الأعمال في دخول سوق العمل بمنتجات وخدمات لها قدرة كبيرة على جذب الفئة المستهدفة من خلال معرفة سلوك وتصورات المستهلكين الشباب، ومعرفة القنوات المفضلة لدى المستهلكين الشباب سواء من خلال التطبيقات أو المواقع أو حتى برامج التواصل الاجتماعي.