"التنمية" تؤكد مواصلة تلبية احتياجاتهم بتوفير الدعم والتأهيل والتوجيه والتوعية

1117 حالة "متلازمة داون" مستفيدة من برامج وخدمات المراكز التأهيلية الحكومية والخاصة والأهلية

...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...

مسقط- الرؤية

تشارك السلطنة اليوم الإثنين، دول العالم الاحتفال بـ"اليوم العالمي لمتلازمة داون"، والذي يوافق 21 مارس من كل عام؛ وفقًا لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 149/66 الصادر في ديسمبر 2011، والذي ينص على "إعلان 21 مارس يومًا دوليًا لمتلازمة داون يحتفل به سنويًا اعتبارًا من عام 2012"؛ للتوعية بمتلازمة الداون، وبالإسهامات القيّمة لأفراد هذه الفئة في مدارسهم، ومراكزهم التأهيلية، وفي أعمالهم، ومجتمعاتهم، والحياة العامة بجوانبها المتعددة.

ومع بدء العام التأهيلي (2021- 2022) الحالي بلغ إجمالي حالات "متلازمة داون" المستفيدة من منظومة البرامج والخدمات التي تقدمها المراكز التأهيلية التابعة لوزارة التنمية الاجتماعية والخاصة والأهلية 1117 حالة؛ منها 638 ذكرًا و479 أنثى. وبتوزيع إجمالي هذه الحالات على مختلف المراكز التأهيلية، فإن مراكز الوفاء لتأهيل الأشخاص ذوي الإعاقة التابعة لوزارة التنمية الاجتماعية والمنتشرة في مختلف محافظات سلطنة عُمان تقدم برامجها وخدماتها التأهيلية ل 635 حالة (376 ذكر و259 أنثى)، وأيضا مركز الأمان للتأهيل يضم 62 حالة (35 ذكر و27 أنثى)، ومركز التقييم والتأهيل المهني 29 حالة (12 ذكر و17 أنثى)، كما تخدم مراكز التأهيل الخاصة 117 حالة (63 ذكر و54 أنثى)، إلى جانب الجهود التأهيلية التي تقدمها الجمعيات الأهلية لعدد 274 حالة ( 152 ذكر و122 أنثى)، والمتمثلة هذه الجمعيات في: الجمعية العمانية لمتلازمة داون، وجمعية الأطفال ذوي الإعاقة، وجمعية التدخل المبكر للأطفال ذوي الإعاقة. 

وقالت هالة بنت موسى الوهيبية مديرة مركز الأمان للتأهيل بوزارة التنمية الاجتماعية إن الوزارة تولي اهتمامًا بالغًا بالأشخاص "ذوي متلازمة داون"، من خلال التطوير المستمر في الخدمات والبرامج المقدمة للأشخاص من متلازمة داون لتحسين نوعية الحياة، وتلبية احتياجاتهم بتوفير خدمات التأهيل والدعم والتوجيه والتمكين في مختلف مجالات الحياة من خلال المراكز التأهيلية المهيأة بالتجهيزات الملائمة التي تساعد على استقبال وإلحاق عدد من حالات متلازمة داون وتلقيهم للخدمات المناسبة من قبل المختصين في مختلف المجالات وفق إمكانيات مناسبة تساعدهم على تحقيق ذواتهم وتنمية مهاراتهم الاجتماعية والادراكية والحركية وغيرها من المهارات.

وأضافت مديرة مركز الأمان للتأهيل أن وزارة التنمية الاجتماعية تعمل جاهدة بمشاركة جميع الشركاء على تنفيذ بنود "اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة"، والتي تنص على ضرورة أن ينعم الأشخاص ذوي الإعاقة بحياة كريمة هادفة في ظل ظروف تكفل لهم الكرامة، وتشجع الاعتماد على النفس وتيسّر مشاركتهم في المجتمع المحلي على نحو فعّال، وتمتعهم الكامل بجميع حقوق الأنسان والحريات الأساسية على قدم المساواة مع الأشخاص الآخرين، وانسجامًا مع رؤية " عمان2040" وخطة العمل التنفيذية لمحور الأشخاص ذوي الإعاقة في "استراتيجية العمل الاجتماعي 2016- 2025"، والتي تهدف إلى النهوض بالأشخاص ذوي الإعاقة في مختلف جوانب الحياة العامة، وإشراكهم في الجوانب الاجتماعية والاقتصادية.

وقالت هويدا جويني أخصائية علاج وظيفي بوزارة التنمية الاجتماعية إنه يتم خلال جلسات العلاج الوظيفي تقييم أطفال متلازمة داون في مركز الأمان للتأهيل، ووضع خطة علاجية لكل حالة وفقًا للعمر والقدرات العقلية المختلفة، والتركيز على بناء المهارات الحسية، ومهارات الحركة التي تشمل الوقوف والتوازن والمشي السريع، وكذلك المهارات الإدراكية التي تشمل الفهم والاستجابة والتعرف على الألوان، ومطابقة الصورة المتشابهة، والاعتماد على الذات في التغذية.

وتذكر نجاح بيّازة أخصائية علاج طبيعي بمركز الأمان للتأهيل بوزارة التنمية الاجتماعية أن العلاج الطبيعي يقدم لحالات الأشخاص ذوي الإعاقة الحركية كحالة الشلل الدماغي وضعف حركة الأطراف، وكذلك حالات متلازمة داون لإعادة الحركة والتأهيل.

وقال ياسر بن محمد سعيد أخصائي علاج النطق بمركز الأمان للتأهيل إن لكل طفل خطة علاجية فصلية فردية تتوافق وقدراته العقلية ويتم تقييمه وفق جدول زمني محدد، ويوضح أن لكل طفل خطة مختلفة عن غيره من الأطفال ينفذها فريق عمل متكامل يتكون من أخصائي نطق وأخصائي تربية خاصة وأخصائي علاج طبيعي وأخصائي اجتماعي.

وتعمل فدوى بنت عبيد الخربوشية أخصائية تربية خاصة في مركز الأمان للتأهيل على تقديم الجلسات التأهيلية لأطفال متلازمة داون من تتراوح أعمارهم من ثلاث سنوات إلى خمس سنوات بعد أن يتم تقييهم من قبل فريق التشخيص وفق خطة عمل تتحد بناء على المرحلة التقييمية لكل حالة.  

وتحدث ناصر بن مبارك الضامري من "الجمعية العمانية لمتلازمة داون" عن إشهار الجمعية ومقرها الرئيسي في محافظة مسقط وفقًا للقرار الوزاري رقم 241/ 2014م وهي جمعية خيرية تطوعية غير ربحية بالتأكيد على أن أسر أطفال هذه الفئة هي البيئة الداعمة الأولى للطفل؛ فالآباء أكثر تأثيرًا في نمو أطفالهم خاصة في سنوات الطفولة المبكرة، إذ يتفاعل الأباء تفاعلَا أكبر مع أبنائهم مقارنة بالمختصين، فيكتسب الطفل مهارات مختلفة يتشارك بها مع أهله.

وتُعرّف "متلازمة داون" بأنها اضطراب جيني يحدث تقريبًا بنسبة طفل واحد لكل 700 ولادة طبيعية، ويعد من أكثر الحالات الصبغية شيوعًا يسببه الانقسام غير الطبيعي في الخلايا، مما يؤدي إلى زيادة النسخ الكلي أو الجزئي في الكروموسوم 21، وبالتالي تحتوي خلايا الجسم على 47 كروموسومًا بدلًا من 46 كروموسومًا، وتسبب هذه المادة الوراثية الزائدة تغييرًا في النمو والملامح الجسدية والمشاكل الصحية التي تتسم بها "متلازمة داون". وأصبحت حالات "متلازمة داون" قابلة للتشخيص أثناء فترة الحمل، وتزيد نسبة هذه المتلازمة كلما تقدم عمر الأم عند الإنجاب، وتتفاوت حدتها بين المصابين بها مما يسبب إعاقة ذهنية تتراوح بين الخفيفة والمتوسطة والشديدة وتأخرًا في النمو مدى الحياة.

ويتصف الأشخاص من "ذوي متلازمة داون" بمظاهر جسمية فارقة تجعلهم يشبهون بعضهم بعضا، كالوجه المسطح، والرأس صغير، والرقبة قصيرة، ولسان بارز، والجفون مائلة إلى الأعلى، وأذنان صغيرتان، ويدان عريضتان قصيرتان بتجعيد واحد في كف اليد، وأصابع قصيرة نسبيًا، ومرونة مفرطة، وقصر الطول. ومن الناحية الإدراكية يعانون من ضعف ادراكي معتدل إلى متوسط، وتأخر في اللغة والكلام، ومن الناحية الصحية يعانون من العيوب في جهاز القلب، والجهاز الهضمي، وتشوهات الأمعاء والقصبة الهوائية، والسمنة، وخلل في بعض هرمونات الغدة الدرقية.

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة

z