فكِّر خارج الصندوق

 

أحمد بن خلفان الزعابي

zaabi2006@hotmail.com

 

كثيرًا ما نسمع مصطلح "فكّر خارج الصندوق"، وكثيرًا ما تعترض طريقنا المصاعب والتحديات، وفي الغالب نحن نتفاعل معها أو نتجاهلها بنفس الطرق والأساليب التي اعتدنا على القيام بها دائمًا.

ويُعد التفكير خارج الصندوق هو الأسلوب الأمثل لتقديم حلول جديدة وإبداعية ومبتكرة، ولكن كيف نفكر خارج الصندوق؟ وما هو التعريف الأنسب له، ومن ناحيتي أرى أنَّ هذا المصطلح يطلق كمجاز على الحالة التي تعيشها أنت في زمنٍ مُحدد والتي ترافقها مجموعة من الأفكار قمت أنت بالتوصل إليها لحل مشكلة ما أو تجاوز تحدٍ كان يُعيق تقدمك، أما الصندوق فيقصد به مجازاً تلك الحاوية التي تتجمع فيها أفكارك الحالية عن المصاعب أو التحديات التي تواجهك.

ولكي تتعلم مهارة التفكير خارج الصندوق يتوجب عليك- عزيزي القارئ- الخروج من عباءة مُعتقداتك وأفكارك الحالية عن المصاعب التي تواجهها، وهنا يتطلب منك أو من فريق العمل إذا كنت تعمل ضمن مجموعة عمل، المبادرة بتغيير المكان التي تتواجدون فيه ومن الأفضل لو تخرج ومن معك إلى الشاطئ أو إلى الحديقة أو حتى إلى الصحراء؛ لأن هذه الأماكن تعتبر مفتوحة وتمنحك القدرة على التأمل والخيال بشكلٍ أكبر عن تلك الأماكن المغلقة، وعندها قم بدراسة واقعك وحلل التحدي الذي أمامك أو المشكلة التي تواجهك وأعرفها جيدًا، ثم بعد ذلك اترك كل ما توصلت إليه جانبًا وتحرر من معتقداتك الحالية وفكر في إيجاد أفكار بديلة ستوصلك للتغلب على التحدي أو المشكلة التي أمامك ولا تستزّهد الأفكار السخيفة لبساطتها بل في كثير من الأحيان تكون هي أفضل الحلول لأنها ليست منطقية ولكن تأكد بأن الإبداع يكمن في مثل هكذا أفكار وذلك لأنها سهلة بسيطة وغير مُعقدة.

وبعد أن توصلت لمجموعة أفكار قم بمناقشتها مع مسؤولك أو مع فريق العمل لديك، ولا تخف من أن تسرق فكرتك، فالأفكار لا تُسرق بل المشاريع هي وحدها هي التي تسرق، واحرص على عرض أفكارك بوضوح تام لكي يفهمها الآخرون وتلقى القبول لديهم، وحتى إن لم تحظَ فكرتك بالقبول فلا تيأس ولا تترد من إعادة عرضها مع التحسين عليها، واعلم أن الأشخاص الذين أمامك ينحصر تفكيرهم داخل الصندوق.

عزيزي القارئ الكريم.. سواء كنت طالبًا أو موظفًا أو حتى مسؤولًا، لا تقف عند أية تحديات تواجهك ولا تدر لها ظهرك بل بادر بالتفكير خارج الصندوق لكي تتولد لديك أفكار وحلول إبداعية خلاّقة واعلم أن التفكير خارج الصندوق هي مهارة قد لا يجيدها الجميع لأنهم لم يتدربوا عليها ولذلك تجد تفكيرهم في الغالب داخل الصندوق والأفكار داخل الصندوق هي إما فكرة مسؤولٍ وعلى الموظفين تنفيذها أو هي فكرة اعتاد الناس على تنفيذها لحل مشكلةٍ معينة دون أن يُكلفوا أنفسهم البحث عن الحلول الأفضل، وانتبه لما قاله مستشار ومفوض الولايات المتحدة الأمريكية للبراءات والعلامات التجارية شارلز هولاند عام 1899 "كل شيء كان من المُمكن اختراعه فقد تمَّ اختراعه"، ولقد قيلت هذه المقولة في زمنٍ كان النَّاس يتنقلون بواسطة الخيل والعربات والقطارات البخارية، انظر فهذا أكبر مثال على التفكير داخل الصندوق.

التحديات والمصاعب لا تتوقف في حياة البشر طالما أن قطار الحياة ماضٍ في طريقه والمهم كيف سيتغلب البشر على هذه التحديات هل سيأخذون بالحلول الموجودة لديهم أم سيجتهدون بالبحث والتفكير خارج الصندوق لضمان الحصول على أفكار وحلول إبداعية تقلل الكلفة وتختصر الزمن وذات نتائج تتسم بالكفاءة والفاعلية.