أحمد بن خلفان الزعابي
من المعروف أنَّ السلامة لا تقتصر على مجتمع الأعمال بل إنما تتعدى ذلك لتشمل جميع مناحي الحياة من حولنا، ولابد لأي فردٍ منِّا من الاطلاع على اشتراطات السلامة داخل المنزل وذلك من خلال الموقع الإلكتروني لهيئة الدفاع المدني والإسعاف، والعديد من المواقع الإلكترونية وحسابات التواصل الاجتماعي للمؤسسات المتخصصة.
ولأنَّ الحكمة تقول درهم وقاية خير من قنطار علاج، فلا بد لمن سيشرع في بناء منزل جديد أخذ احتياطات السلامة ضمن متطلبات تنفيذ مشروع البناء، أما من يعيش في منزله القائم فلا بد له من توفير طفايات الحريق المناسبة وفقاً لنوع مصدر الحريق وأجهزة استشعار الغاز والدخان وحقيبة الإسعافات الأولية وبطانية الحريق للمطبخ وهذه الأدوات ليست مكلفة نظراً لفائدتها الكبيرة وقت الحاجة، كما لابد من حفظ مواد التنظيف والمبيدات بعيدًا عن متناول الأطفال لكون الطفل بطبيعته يتطلع للاستكشاف ولابد من ارتداء قفازات اليدين والكمامات عند استخدام المبيدات والمنظفات التي تدخل في تركيبها المواد الكيماوية حيث إن وسائل السلامة الشخصية هذه توفر الحد الأدنى لمتطلبات السلامة للأفراد.
وللعلم فإنَّ مختصي السلامة والصحة المهنية لديهم القدرة على تحديد مصادر الخطر في المنشآت حيث إنهم يقومون بإجراء تقييم للمخاطر في بيئة العمل Risk Assessment، وكذلك نحن كأفراد يمكننا التعرف على مصادر الخطر داخل المنزل من خلال التعرف على المخاطر الموجودة في المنزل وما حوله كالمخاطر داخل المطبخ وهي عديدة كتسرب الغاز حيث لابد لنا من فحص الأنبوب التوصيلات بين الأسطوانة والموقد أو فرن الطبخ كما يتوجب علينا إغلاق مصدر الغاز بعد الانتهاء من عملية الطبخ وخاصة عند خروج العائلة من المنزل أو قبل الذهاب للنوم ليلاً، كما لابد من وضع أسطوانة الغاز خارج غرفة المطبخ، وفي حال أنه وجد تسرب يتوجب على من اكتشف التسرب إغلاق مصدر الغاز ثم فتح النوافذ لتهوية المكان وعدم تشغيل أية مفاتيح كهربائية حتى لا يحدث حريق، وهناك أيضا مخاطر السكاكين والأرضيات المبللة ومراوح الشفط التي يجب إيقاف تشغيلها بعد الانتهاء من الطبخ، كما لا بد من حفظ القداحات وأعواد الثقاب ومصادر إشعال النار بعيدا عن متناول يد الأطفال.
أما دورات المياه فيوجد بها عدد من الأخطار كالأرضية المبللة التي قد تسبب الإنزلاق والسقوط خاصة بين كبار السن والذي يتوجب تثبيت مقابض لكي تساعدهم على التمسك بها، وكذلك شفرات الحلاقة التي يجب التعامل معها بحذر وصابون الاستحمام الذي لابد من حفظه فوق أرفف مرتفعة عن متناول الأطفال ومن الضروري جدًا إيقاف تشغيل مروحة الشفط حتى لا تتسبب في حدوث حريق، ولا تخلو أيضًا غرف النوم من المخاطر حيث لابد من تثبيت الستائر والدواليب والأثاث الخفيف الوزن جيدا حتى لا يتسلق عليه الأطفال وتسقط عليهم وتتسبب لهم بالأذى، وأغلب المنازل تجد السلم المؤدي إلى السطح أو إلى الطابق العلوي ضمن فِناء صالة المنزل، ويتوجب علينا هنا وضع أيدينا على حواجز السلالم (الدرابزين) عند الصعود أو النزول حيث إن هذه الحواجز تساعدنا على البقاء في حالة توازن لكي لا نتعرض للسقوط لا سمح الله.
ولأننا نستخدم الكثير من الأجهزة الكهربائية داخل المنزل فلابد لنا من إيقاف تشغيل الأجهزة بعد الانتهاء من استخدامها كالسخانات والأفران والغسالات وآلات صنع القهوة وتسخين الخبز وأجهزة تجفيف الشعر، وفي هذا المقام لابد لنا من عدم السماح للأطفال باللعب بالأسلاك الكهربائية خاصة أسلاك شحن الهواتف والأجهزة اللوحية كما لابد لنا من استخدام أسلاك شحن أصلية لضمان عدم تسببها بحريق نظراً للمخاطر العالية للأسلاك الرديئة الصنع، كما لا بد من إيقاف تشغيل المكواة الكهربائية بعد الانتهاء من كي الملابس ولابد من وضعها في مكان آمن وبعيدا عن متناول يد الأطفال حفاظاً على سلامتهم وسلامة ساكني المنزل، ولابد لنا بين الفترة والأخرى من التحقق من سلامة القاطع الكهربائي الموجود في لوحة المفاتيح الكهربائية حيث إن مهمته فصل الكهرباء في حال مرور شحنة كهربائية زائدة أو حدوث ماس كهربائي ولابد لرب المنزل من الاستعانة بفني كهربائي متخصص للفحص والاستبدال في حال تعطله عن العمل لما لذلك من أهمية بالغة، ولأن بعضنا لديه حمامات سباحة داخل حديقة المنزل فلابد من أخذ الاحتياطات لضمان سلامة الأطفال بوضع حواجز تضمن عدم السماح لهم بالدخول إلى حمام السباحة إلا بإشراف الوالدين.
إنَّ تطبيق الأسرة لإجراءات السلامة داخل المنزل يمكنهم من العيش بسلام وأمان وطمأنينة وهذا الأمر يستوجب من رب الأسرة الكشف عن مصادر الخطر والعمل على إيجاد الحلول التي تعمل على إزالة هذه المخاطر والحفاظ على التقييم المستمر لضمان إقامة آمنة بالمنزل.
