الخابورة بلا وحدة لغسيل الكلى

 

د. خالد بن علي الخوالدي

Khalid1330@hotmail.com

يدور حديث مُتكرر ومُعاد في المجالس والتجمعات التي تجمع أبناء ولاية الخابورة بأنَّ الولاية من الولايات التي ما زالت تحتاج إلى مزيد من التنمية والخدمات، ويضربون أمثلة بولايات قريبة في محافظة شمال الباطنة توجد بها أغلب الخدمات التي يحتاجها المُواطن، بينما ولايتهم محرومة من هذه الخدمات.. والسؤال الذي يطرح نفسه عند أبناء الولاية: لماذا الخابورة فقط؟

حقيقة الأمر أن لا أحد يوضح الأسباب لهم ويلقون باللوم تارة على الجهات التنفيذية في الولاية وتارة على الشيوخ وتارة على أصحاب السعادة أعضاء مجلس الشورى وأعضاء المجلس البلدي ويستقر بهم الحال بأنَّ هناك سرًا لم يكتشف بعد!

يتحدثون عن وصلة الطريق السريع التي نُفذت في أغلب ولايات المحافظة، بينما في ولاية الخابورة محلك سر؛ بل إن وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات تحدثت في آخر لقاء عن تأهيل وتصليح للشارع المتهالك وردم الحفر التي شوهت محياه، وطبعًا هذا الحديث سبقه قبل سنوات طويلة مناقصة لازدواجية الطريق مثله مثل بقية الوصلات بطريق الباطنة الجنوبي السريع، ونفذت هذه الوصلات في تلك الولايات ولم تُنفذ في الخابورة! تحدثت وزارة النقل عن جسر دوار الخابورة قبل أكثر من 10 سنوات لكنه لم يرَ النور، ونفذت في ولايات قريبة جسور التفافية بشكل رائع وكانت الخابورة خارجة عن هذه الحسابات وبعد ضغط من الأهالي وتذمر كبير تمَّ تنفيذ نفق القصبية الذي نفذ في الموقع الخطأ ولم يقدم تلك الخدمة المطلوبة، أنشأت أسواق حديثة للأسماك في ولايات عدة بالمحافظة بينما سوق الأسماك بالخابورة كما هو لا يسر صديقا ولا يغيظ عدوا، ويوجد بالولاية حديقة واحدة إذا وقفت عند الباب ترى كل شيء فيها من صغرها وقالوا سوف تقام حديقة كبيرة جدًا ولكن لا جديد يُقال ولا قديم يعاد في الموضوع.

 وحتى نجعل القارئ الكريم في الصورة كاملة، فإنَّ ولاية الخابورة لا يوجد بها غرفة عمليات للولادة، فكل المواليد يولدون في ولاية صحم وصحار وقريبًا ربما في ولاية السويق بعد أن يُجهز المستشفى الكبير هناك. وأغلب قرى الولاية لم تصلها خدمات الطرق والإنارة ويتحدث النَّاس أن نصيبها السابق من الطرق والإنارة وزع بطريقة غير عادلة، بينما لم يتم النظر إلى أن هناك بشرًا بحاجة ماسة لمن يخفف عنهم آثار الغبار وآثار الأمطار بعد سقوطها. الولاية لا يوجد بها مستشفى مرجعي كبير، سوى مستشفى وادي الحواسنة ومستشفى وادي الصرمي وهما بمثابة مراكز صحية؛ إذ لا يقدمان سوى خدمات صحية يسيرة، كما إن المجمع الصحي الوحيد هناك مزدحم ويعاني من ضغط كبير نتيجة خدمته لأكثر من 80 ألف نسمة! أيضا الولاية بها مدرسة ثانوية واحدة للذكور (مدرسة الفاروق) والكثافة الطلابية بها وصلت حدها، وقبل سنوات قليلة تم فتح المجال لصفوف الثاني عشر في مدرسة محمد بن المعلا، بينما ما زالت مدرسة صفية بنت عبدالمطلب تقف شامخة ووحيدة. أما المدرسة الثانية للإناث فتراوح مكانها، ولم تُفتتح رغم جاهزيتها، ومن يرغب في التأكد من أنَّ الولاية تعاني من ضعف الخدمات، فلينظر إلى واقع الولاية بعد إعصار شاهين، ولينظر إلى حال الطرق وحال الطريق الواصل بين القصبيات، فرغم أهميته الكبيرة إلا أنني لم أرَ العمل فيه منذ شهور، وربما يظل كذلك لسنوات!

اليوم نتحدث عن موضوع قديم وجديد في نفس الوقت إنها "وحدة غسيل الكلى"، والتي بدأ الحديث عنها قبل أكثر من 5 سنوات ولم ترَ النور حتى الآن، المسؤولون في المجلس البلدي تحدثوا عن ضرورة وجود هذه الوحدة، لكن لم يتعدَ الأمر الوعود ولم نرَ أي شيء، واليوم أسجل مطالبتي مع أصوات من طالبوا بأهمية إنشاء هذه الوحدة في الولاية، حيث إنَّ من يعاني من الفشل الكلوي لا يستحمل الذهاب والعودة بين ولاية صحار والخابورة ولا زحمة الانتظار. فارحموا هذه الفئة من المرضى التي أتعبها الغسيل الكلوي وأتعبها الطريق الطويل، وأعلموا أنَّ هذه العملية مستمرة، فبعضهم يجري غسيل الكلى بشكل يومي، وبعضهم مرتين في الأسبوع، وعدد منهم لا يوجد لديهم عائل يتكفل بتوصيلهم وعودتهم، فسارعوا لإنشاء وحدة غسيل الكلى في الخابورة.

إن أهالي الخابورة يناشدون سعادة محافظ شمال الباطنة النظر في أمور الولاية والعمل على تطويرها بما يليق وتاريخها، وضرورة الإسراع في تنفيذ تخطيط حديث للولاية في مجال الطرق والإنارة والصرف الصحي والأسواق والتشجير والتجميل والحدائق والطريق البحري، فالولاية وأهلها يستحقون المزيد من الاهتمام.. ودمتم ودامت عمان بخير.