من هم مستحقو الدعم؟

 

خلفان الطوقي

 

مُعظم الحكومات في العالم لديها برامج اجتماعية لدعم الفئات المجتمعية الأقل دخلا، أو الفئات التي تحتاج إلى الأخذ بيدها ودعمها ليشتد عودها مثل المؤسسات فائقة الصغر أو الصغيرة، وتبقى لكل دولة قائمة أو أولوية لمن يستحق الدعم بشكل مباشر أو من خلال أدوات أو برامج تحفيزية.

الدعم الحكومي لفئات المجتمع- الأكثر حاجة وإلحاحًا- يظهر في أشكال عديدة منها المادي المباشر كدفع راتب مالي شهري لأسر الضمان الاجتماعي، أو إقراض المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بقرض مدعوم وبنسبة فائدة أقل من فوائد البنوك ومؤسسات التمويل الربحية، ودعم آخر يظهر في تقديم دورات تدريبية واستشارات إدارية ومالية وفنية، ودعم يظهر في الإعفاء من دفع رسوم لعدد من الخدمات الحكومية، ودعم في إسقاط المتبقي من قروض إسكانية مرت عليها فترة زمنية معينة، ودعم للسلع الأساسية، ودعم للإسكان وبعض السلع والخدمات مثل الكهرباء والماء ومشتقات النفط للأفراد والمؤسسات التجارية، وعُمان تلامس هذه الفئات بصورة أو بأخرى.

بالرغم من إعلان الحكومة عن منظومة الحماية الاجتماعية، إلا أن الصورة لم تصل بشكل واضح إلى المواطن العادي، يشوبها الكثير من الغموض، فإلى هذه اللحظة كثير من المواطنين يعتبرون أنفسهم مستحقين للدعم، ولم يدعمهم أحد، وهناك فئة أخرى لا تدري إن كانت مستحقة للدعم من عدمه، وهناك فئة لا تدري كيف تتقدم لهذا الدعم، وما هي شروطه؟ وما هي الجهات الداعمة؟ وبكل تأكيد هناك فئة تعلم وتقتنص كل أوجه الدعم، لكنها ترى أنَّ ما تحصل عليه غير كافٍ، وتطالب بالمزيد، وترى أن ذلك حق أصيل ومكتسب، وهناك فئة غير واضح لها مفهوم منظومة الحماية الاجتماعية، وهناك الفئات المقتدرة التي شعرت أنها لن تكون من ضمن فئات الدعم عند أي تنظيم، فمن خلال هذا التقسيم يمكن فهم وتفهم حالة الاستياء المجتمعي لفئات منوعة من المجتمع، فما الحل المقترح للحكومة؟

الحل يكمن في عدة نقاط أهمها:

  • التوضيح؛ أي أن توضح الحكومة من هي الفئات المُستحقة بالضبط من حيث الدخل ونوعية النشاط وأي معايير أخرى أو شروط للاستحقاق لإزالة أي لبس أو غموض.
  • الترويج: وهو أن تقوم الحكومة بالترويج المجتمعي بشكل مستمر والإعلان عن المستحقين للدعم، بهدف تعريف المجتمع بأن الحكومة مستمرة في الدعم بكافة أنواعه، وإزالة أو تخفيض حالات الاستياء المجتمعي.
  • التسهيل: الوصول إليهم والبحث عنهم وتسهيل الإجراءات على المستحقين ومنحهم المرونة التي يستحقونها وذلك لأنهم الفئة الأكثر حاجة للدعم والمساندة.
  • وأخيرًا.. التنويع: والبناء على ما سبق وما هو موجود في منظومة الحماية الاجتماعية من مبادرات وحزم تحفيزية.