د. خالد بن عبدالوهاب البلوشي
عرف المختصون جيل "زد" بأنَّه الجيل الذي أتى بعد "جيل الألفية"، وهي الفترة ما بين مُنتصف التسعينات حتى منتصف العقد الأول من القرن 21، وهو الجيل الذي يؤمن أنَّ المعلومة لا تكون ذات فائدة إلا إذا كانت ذات صلة بالمشاعر، وأن الترفيه الرقمي يُماثل الترفيه الذي يمارسه الجيل السابق، لكنه أعمق في محتواه.
هو جيل صادق وصريح جدا كما تمثل اقتصاديات الإنترنت أهمية أكثر لديهم وأن الإنترنت وفهمها والنفوذ إليها لايحتاج إلى الحصول على شهادة جامعية كما يعتقد البعض. هو جيل يعتمد على نفسه وهو أيضًا ماهر وذو خبرة وقدرات تقنية عالية. هذا الجيل يؤمن أن تنوع منصات التواصل الاجتماعي يمثل إبداعاتهم ويمنحهم انفتاحا أكثر شفافية. وعليه فإنِّه من المهم لقطاع السياحة والمنتسبين إليه أن يعوا لهذا الجيل والأجيال التي ستليه وهي أجيال ألفا. فماذا يتوقع جيل "زد" من السياحة بكافة قطاعاتها يتوقع هذا الجيل أن تكون التجربة السياحية ذات وقع شخصي وتمنحه الاستقلالية وعدم التقييد، ويُتوقع أن تتم مشاركته في وضع اختيارات سياحية في الفنادق والطيران والمعالم والبرامج السياحية وأن تكون هناك مرونة للتغيير والإضافة.
يتوقع هذا الجيل أن يتعامل مع نفس جيله في قطاع السياحة إيمانا منه بأنَّ قنوات التواصل فيما بينهم سهلة وسلسة. يتوقع هذا الجيل أن يكون المحتوى التسويقي لأي معلم سياحي أو خدمة سياحية أياً كان نوعها ليست بنمطية.
وعلى صعيد السفر، فإنَّ هذا الجيل سيفرض شروطه على شركات الطيران من خلال التغيير الجذري في وسائل الترفيه على الطائرة وحتى أسعار التذاكر وسلاسة إنهاء إجراءات السفر وعلى الخدمات المقدمة عليها. وستكون لهم توقعات بأن تجربة السفر لابد وأن تكون مختلفة عن ما سبقها من رحلات وأن المفاضلة بين شركات الطيران لن تكون على أسعار التذاكر بل على مقدار ما تملكه شركات الطيران من تقدم تقني يساهم في تقديم الخدمات لهم.
كذلك الحال لدى المطارات والخدمات التي تقدمها وتوفرها لجيل "زد"؛ حيث إن الانتظار في طوابير إنهاء إجراءات السفر والمرور من خلال مناضد الجوازات سيصبح من الممارسات التي سيُطالب بتحديثها. والإيقاع السريع لتغيير التكنولوجيا أصبح هو جل ما يشد انتباههم. أما سلاسل الفنادق وخاصة الفنادق ذات المحتوى والإيقاع الشبابي يتوجب على إداراتها أن تجعل من تجربة الإقامة فيها إقامة مميزة.
ومسافرو وسياح جيل "زد" يهدفون إلى أن تكون عطلاتهم مغامرة استكشاف وتجارب أصيلة وفريدة من نوعها. ولذلك فإنَّ وسائل وقنوات التواصل الاجتماعي ستكون هي قنوات التواصل معهم؛ حيث أثبتت العديد من الدراسات أن جيل "زد" يعطي الأولوية في رحلاته ومغامراته للبحث عن أماكن لم يكتشفها غيرهم، وأن الرغبة في الاطلاع على ما تحتويه المنتجعات والفنادق الشبابية من خدمات تعتمد على التقنيات الحديثة.
خلاصة القول.. إن جيل "زد" سيرسم مستقبل السياحة العالمية من خلال: التكنولوجيا المتجددة، والتواجد والتطوير للمعلومة على شبكات التواصل الاجتماعي وشبكة الإنترنت، وأن التسويق والترويج السياحي يجب أن يكونا ذوي عمق وفكر متجدد، وأن من الأهمية الارتقاء بتجربة السائح لأنه جيل محب للتجارب والمغامرات والتنوع.