رحيمة المسافر تسافر عن الدنيا

آلاء سالم الغزالي

مسيرة حافلة بالعطاء طوت صفحتها الأخيرة يوم الأربعاء، بعدما رحلت عن دنيانا رحيمة المسافر بعد سنوات مليئة بالعطاء ورحلة مثرية في العمل الخيري طالت مختلف ولايات السلطنة، ومئات الأسر المتعففة وآلاف الأيتام، كانت كالغيمة الممتلئة أينما حلت أمطرت وروت.

"رحيمة الخير" هكذا دونت اسمها في هاتفي منذ لقائنا الأول قبل سنين.. ومنذ ذلك الحين وهي نافذتي للخير.. إذ كانت ترشدني وتوجهني لأوجه الخير والعطاء أينما وجدت ...كلماتها العذبة ورسائلها الصوتية الحانية تصلني كتوجيهات أم حنونة صادقة في عطائها .. فلا أستطيع إلا أن أكون لها تلك البنت البارة المطيعة لكلمات أمها.

أمي الغالية.... اليوم وقد صعدت روحك النقية إلى بارئها وجسدك الطاهر سيوارى الثرى، أكتب هذه الأحرف ودموعي تسبق كلماتي لأقول لأمة بأسرها إنك مدرسة في العطاء سيخلدها التاريخ. كنتِ دائمًا ما تتجنبين الإعلام وتسليط الضوء على عطائك، كنتِ دائمًا ما تعملين بصمت، وتتركين أفعالك تتحدث عنك.. ربما يعرفك العالم بأنك رئيسة لجمعية خيرية فحسب، ونعرفك نحن أنك الأم والأخت والصديقة والمعلمة، وروعتك في الخفاء أشد من روعتك في العلن.

ما إن تشتد الظروف وما أن يحل على الوطن ظلام إعصار أو وباء، إلا وتشرق شمس مبادراتك الرائعة، لتخفف الألم وتضمد الجراح وتعيد بسمات الأمل من جديد.

بالأمس مسحتِ دمعة الأرامل وآويتِ الأيتام وساندتِ الضعفاء وأبهجتِ الفقراء، واليوم وطن بأكمله يبكيك، وألسنة الأيتام تلهج بالدعاء لك.

نعم.. إن رحل جسدك عنَّا، سنظل نعمل بكلماتك، وسنحول تلك الأحلام إلى واقع، كما اتفقنا، وسنكمل المسير على خطاك إلى أن نلقاك في جنات الخلد..

رحمك المولى رحمة واسعة وأسكنك فسيح جناته.

تعليق عبر الفيس بوك