تضم مشتلين من غابات أشجار القرم وتوفر عدد 24000 شتلة سنويًا

محمية القرم الطبيعية.. أكبر مناطق غابات في الصحراء العربية والإقليم الإيكولوجي البحري العماني

...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...

مسقط- إشراق بنت سيف السليمانية

تصوير/ عمر بن سعيد الحجري

تعد محمية القرم الطبيعية واحدة من أكبر مناطق غابات أشجار القرم الطبيعية في الصحراء العربية والإقليم الإيكولوجي البحري العُماني؛ حيث تتمتع المنطقة بأهمية هيدرولوجية عالية وتمثل منطقة أشجار القرم الوحيدة في العاصمة مسقط التي توفر سيطرة طبيعية ضد العواصف الإستوائية والأعاصير التي أثرت بشكل منتظم على مسقط (إعصار جونو 2007 ، إعصار فيت 2010). وتم تعين محمية القرم الطبيعية كموقع رامسار (الأراضي الرطبة ذات الأهمية الدولية) منذ عام 2013.

وتضم محمية القُرم الطبيعية مشتلين من غابات أشجار القرم يمكنها توفير 24000 شتلة من أشجار القرم سنويًا، وقد لعبت دورا رئيسيا في جهود إعادة التأهيل التي قامت بها هيئة البيئة لإعادة أشجار القرم في السلطنة منذ عام 2000 من خلال البرنامج الوطني لاستزراع أشجار القرم. وتقع المحمية في وسط المنطقة الحضرية المواجهة للشاطئ ويقوم العديد من السكان والسائحين بزيارة هذه المنطقة للاستمتاع، ويقدم الموقع منظراً ساحراً للزوار. وتقع محمية القرم الطبيعية في حي القرم في قلب العاصمة مسقط مواجهة لبحر عمان ومحاطة بجبال الحجر. يقع خور القرم على الرواسب الطميية عند مصب وادي عدي، وتعد محمية القرم الطبيعية جزءًا من منطقة تجمُّع وادي عدي. وهي واحدة من عدد قليل من المناطق التى يوجد بها أشجار القرم العمانية. وتم إعلانها كمحمية طبيعية في عام 1975 (بموجب المرسوم السلطاني رقم 38/ 75) وتم تصنيفها كموقع من مواقع رامسار ذات الأهمية الدولية في عام 2013؛ حيث تقع في السهل الساحلي لوادي عدي وهي منطقة مهمة جدًا للعديد من الأنواع الساحلية المحلية والبرية والمائية. وتبلغ المساحة الإجمالية للمحمية 104.5775 هكتار، كما تعد أشجارالقرم بمحمية القرم الطبيعية عبارة عن غابات طبيعية تتكون من نوع واحد من أشجار القرم البحري مثل بقية غابات القرم الطبيعية الموجودة في عمان. وتبلغ مساحة غابات القرم حوالي 60 هكتارًا. وتنمو أشجار القرم الطويلة والسليمة على السواحل على طول قنوات المياه الشرقية والغربية. وتنمو بعض الشتلات الطبيعية على الشاطئ بالقرب من مصب قناة المياه الغربية؛ حيث يصل طول الأشجار الشاهقة لحوالي 7-8 أمتار، وإضافة إلى أهميتها في توفير مأوى وحضانة وموئل للتكاثر وفي تعزيزالتنوع البيولوجي وفي توفير إمدادات الغذاء، فإن غابات القرم تعمل أيضًا كمنطقة عازلة بين المحيط المفتوح واليابسة. وهذا لا يحمي الشواطئ من التدهور فحسب؛ بل يحمي أيضًا العديد من سكانها، بما في ذلك البشر. وتعمل أشجار القرم على حماية المناطق البرية الساحلية من مشاكل التآكل وتراكم الطمي التي تهدد الحياة وتفادي حدوث تضرر للممتلكات وخسائر في الأرواح.

والهدف من إنشاء محمية القرم الطبيعية يتمثل في الحفاظ على الحالة الفريدة والنقية للتنوع الأحيائي العالمي والعمليات الإيكولوجية المهمة في المحمية، ولإدارة المنطقة المحيطة على أساس مستدام وسليم بيئيًا. وهذا يشمل: تزويد الزوار بفرص للاستجمام غير الاستهلاكي وتشجيع السياحة البيئية التي يمكن أن توفر منافع اقتصادية مباشرة وغير مباشرة للمجتمعات المحلية، والسماح باستخدام الموارد على نحو محدود ورشيد.

وتتمثل رؤية السياحة البيئية في محمية القرم الطبيعية في إتاحة الفرصة لزوار المحمية التعرف على بيئات الأراضي الرطبة وتحديدًا بيئات أشجار القرم ومشاهدة الطيور والحياة البحرية. كما ستتاح لهم فرصة القيام برحلات المشي وركوب القوارب بوجود ﻣرﺷدﯾن سياحيين (التجديف بالقوراب والتجديف وقوفا) في المحمية الطبيعية مع مرشد ناطق بالعربية والإنجليزية.

تعليق عبر الفيس بوك