طلبتنا والامتحانات

 

أحمد بن خلفان الزعابي

zaabi2006@hotmail.com

تُعد الامتحانات إحدى الوسائل المهمة المستخدمة في قياس وتقويم مستوى وقدرات الطلبة لأجل الوقوف على مستواهم التحصيلي والمعرفي، كما تساعد القائمين على العملية التربوية في معرفة مدى تحقق الأهداف المرجوة من العملية التعليمية.

وخلال هذه الفترة يؤدي أبناؤنا طلبة الثاني عشر امتحانات الفصل الدراسي الأول وسمعنا خلال الأسبوع الفائت من خلال أولياء الأمور والطلبة ذاتهم عبر منصات التواصل الاجتماعي عن شكاوى مُتعلقة بصعوبة بعض الامتحانات، وهذه نتيجة طبيعية جدًا لا لشيء إنما للوضع الوبائي الذي فرضته علينا جائحة كورونا (كوفيد-19) ومتحوراتها المتتابعة المختلفة وما تخلفه الجائحة من آثار نفسية عامة لدى المجتمع بشكل عام، إضافة إلى التحول في العملية التعليمية نحو التعليم الإلكتروني عبر المنصات التعليمية والذي طبقته وزارة التربية والتعليم مشكورة استجابة للوضع الطارئ ولخطة التحول الرقمي الحكومي.

نحن جميعًا على دراية ولا يخفى على أحد، التحديات الكبيرة التي صاحبت التعليم عن بُعد، كانعدام شبكة الاتصال في بعض القرى وضعفها في أماكن أخرى والنقص الشديد في توفر أجهزة الحاسب الآلي بسبب ارتفاع الطلب العالمي عليها نظرًا لتحول أغلب دول العالم نحو التعليم الإلكتروني، كل تلك الظروف جعلت من وزارة التربية والتعليم التعامل مع الوضع باحترافية؛ حيث تم وبشكل سريع اتخاذ العديد من الإجراءات لتسريع التحول نحو التعليم عن بُعد، وبذلت الوزارة جهودًا في تدريب الكادر التربوي على المنصات التعليمية وطرق الاستفادة منها وكذلك تقليص المقررات لمختلف المراحل الدراسية، وكل ما تم يُعتبر إنجازا بحد ذاته، إلّا أنَّ كل ما سبق قد أثر على دفعة هذا العام من طلبة دبلوم التعليم العام بشكل خاص؛ لأنها الدفعة التي توقفت عن الدراسة حضوريًا عند نهاية الفصل الأول ودرست النصف الثاني للصف العاشر عن بعد، وكذلك طلاب الصف الحادي عشر الذين درسوا عن بعد ودخلوا الصف الثاني عشر وهم في الأصل لديهم فجوة وفاقد في التحصيل الدراسي، نظرًا للتقليص الزمني والتحول في العملية التعليمية نحو البيئة الافتراضية وتقليص بعض المقررات؛ الأمر الذي شكل تحديًا للطلبة ومدرسيهم وأولياء الأمور، فكل تلك الظروف- إضافة إلى الحالة النفسية للطالب- كان من الواجب أن يفرض على لجان وضع الامتحانات مُراعاتها وتقديرها عند إعدادهم للامتحانات، ويأتي أحد أشكال المراعاة في عدم رفع سقف تطلعات أعضاء لجان وضع الامتحانات؛ حيث إنِّه من الضروري أن تكون هناك أسئلة مباشرة من المنهج الذي درسه الطلبة، وإن كان الهدف من بعض الأسئلة قياس مدى فهم الطلبة لتطبيق مُعادلة ما ولكن الأمر يتطلب التوازن في هذا الجانب نظرًا لتفاوت مستوى الطلبة بشكلٍ عام.

وأخيرًا.. نقول إنَّ مستقبل أبنائنا الطلبة أمانة لدى القائمين على العملية التعليمية برمتها ومُستقبل عُمان بين أيديكم التي لا نشكك أبدًا في أمانتها وطلبتنا اليوم يتطلعون لعبور هذه المرحلة والانتقال نحو التعليم الأكاديمي ليكونوا سواعد بناء متحصنين بالعلم والمعرفة وصدق المعلم الأول رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال "طلب العلم فريضة على كل مسلم" رواه ابن ماجة والطبراني عن أنس بن مالك رضي الله عنه وعنهم أجمعين.