أصحاب السعادة المحافظين.. فليتنافس المتنافسون

 

مطر بن سالم الريامي

في اللقاءات الميمونة الأخيرة التي التقى خلالها حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم- حفظه الله ورعاه- مع مُحافظي وولاة ومشايخ وأعيان عدد من المحافظات، وتوجيهه- أيده الله- بشكل واضح إلى اعتماد اللامركزية خلال المرحلة المُقبلة من عمر النهضة المتجددة، وتعزيز هذا التوجه برفع المخصصات المالية للمحافظات وتمكين المحافظين إلى الحد الذي من خلاله سوف يؤطر بشكل مهني النواحي التشريعية والقانونية بمجالات العمل الإداري في المحافظات، يبقي كل ذلك المجال رحبًا لتنافس المتنافسين، فقط هي صدق النوايا المغلفة بحسن التخطيط والقيادة الواعية المستشرفة للمستقبل والمستبصرة لمدلولات رؤية "عُمان 2040".

إنَّ التحديات أحيانًا تقدم لنا خدمات جليلة فهي التي تجلب لنا الاحتمالات والإمكانات وتساعدنا على النمو والتطور، ففي صميم كل تحد تكمن فرصة لتحسين الأمور وتجنبها، وندرك أنَّ أصحاب السعادة المحافظين حيال ذلك سيعتمدون كثيرًا على الشباب في التعامل مع هذه التحديات، الشباب أصحاب الفكر وملاك المعرفة وعشاق الشغف بأن تكون ولاياتهم الأجمل، هي رحلة نجاح وعملية مستمرة  الأصل فيها تعزيز كل ما ينجح والتخلي عن كل ما لا ينجح، يضمن معها اتخاذ القرارات التي يتوافر بها قدر كبير من المعرفة حول تأثيرها المحتمل، والتي يبنى عليها وضع الأهداف وتقييم الأداء ودراسة النتائج عبر التغذية الراجعة المنهجية وإجراء التعديلات المستمرة حينما تتغير الظروف.

أصحاب السعادة.. الوقت سلعة جميلة وهو جزء من مقومات الحياة وما تفعله بالوقت يشكل بطرق عديدة ما تبدو عليه حياتك، عليه فإنَّ من الأهمية التعجيل- دون تسرع غير مدروس- في أن يرى المواطن الأمل المتجدد واقعا ملموسا فالتأخير ليس في صالح الوطن، فقد زادت مساحة الاستياء، وقد تتسع الفجوة بين الواقع والمأمول، وبلا شك ليس غائبًا عنكم تغليب المصلحة العامة، ونعي أن ما يقلقكم أحيانًا في فترات التطوير والتحسين بعض منغصاته التي تتمثل في تعارض نوايا الإصلاح مع رغبات الأهواء الخاصة لبعض المتنفذين الذين يفتقدون عقلية الوفرة وإن الكون يسع ويشترك فيه الجميع، لكن لهم تذكيرا أن نهضة عُمان المتجددة تسير نحو أن تكون عُمان أولًا وأخيرًا.

وتذكروا أصحاب السعادة المحافظين أن الاختبار الحقيقي للقائد ليس إن كان سيتخذ قرارات ذكية وحاسمة فحسب، ولكن إن كان سيعلم آخرين ليصبحوا قادة ويبني منظمة يستمر فيها النجاح "اجني العسل دون أن تضايق الخلية".

أصحاب السعادة.. الأمانة جلل لكنكم على قدر المسؤولية، فاختياركم كان بعناية فائقة اجتهدوا فلا يلام المرء بعد اجتهاد، وأملي أن توفقوا في البطانة الصالحة والناصحين الأمناء والمستشارين الأكفاء.

لا تغفلوا عن التغطية الإعلامية والترويج المهني لكل ما قدَّم وما سيقدم، فمن حق المواطن أن يقف من خلال الإعلام على تفاصيل مراحل التخطيط والتنفيذ وأن يترك له مساحة من حرية التعبير حول ما يأمله في ولايته.

وختامًا من رواية "الخيميائي" للروائي البرازيلي باولو كويلو أنقل لكم "السفينة آمنة على الشاطئ لكنها ليست من أجل ذلك صنعت، إذا رغبت في شيء فإنَّ العالم كله يطاوعك لتحقيق رغبتك، أشد ساعات اليوم ظلمة هي تلك التي تسبق طلوع الشمس، قل لقلبك إن الخوف من العذاب أسوأ من العذاب نفسه، ليس هناك قلب يتعذب عندما يتبع أحلامه".

تعليق عبر الفيس بوك