في رحاب مجلس الشيخ.. رباط

 

 

‏راشد بن حميد الراشدي

عضو مجلس إدارة جمعية الصحفيين العمانية

 

زيارة كريمة من سعادة سفير المملكة العربية السعودية الأستاذ عبدالله بن سعود العنزي إلى الشيخ حمود بن حميد الصوافي ذلك الشيخ الكريم من مشائخ عُمان الأجلاء وكرم كبير من سفير المملكة بتجشمه عناء السفر لنيابة سناو التي تبعد أكثر من 180 كم من مسقط العامرة ونهج خير يختطه سعادته في زرع وصال المحبة بين أبناء الخليج الواحد ضاربًا أروع الأمثال في ذلك.

فبتواضعه الجم يحكي قصته العفوية الصادقة ووفائه في زيارة الشيخ الجليل ولي شخصيا في صدق وعده والذي جعلني أخجل منه كثيرًا.

تشريفه لي.. بزيارة بيتي المتواضع وجلوسه بين أهله ووداده للجميع زاد من ألق المكان وزان تلك الدقائق من يوم الجمعة عظم الأجر عند الله له فهو المحسن في ذاك الموقف السعيد.

صورتان للنشر على الموقع وسط المقال (1).jpeg
 

وقوفنا جميعًا بين يدي الله في جامع سناو وخطبة الجمعة المباركة التي ألقاها الشيخ المربي زانت من رسالته السامية التي قصد بها وجه الله تعالى. زيارتنا للشيخ في داره وتناول وجبة الغداء عنده وذلك الاستبشار الكبير الذي كان على وجه الشيخ وهو يستقبل الضيوف بفرح المُحب وسعادة المزار الكريم.

في مجلس الشيخ العامر وبعد ترحابه بالضيف وجميع الحاضرين فاجأ الشيخ ضيفه ومن حضر بمجلسه باستماعه لسعادة السفير في إحدى المقابلات وهو يبدأ بالسلام بعد أن حياه المذيع بمساء الخير ليُعطي الشيخ درساً أمام طلابه نموذجه سعادة السفير ولينقطع هناك أي رباط من الخجل بين الشيخ وسعادته ليستمر ذلك الوداد سيلاً يجري بينهم في ذلك المجلس وقد اعتاد الشيخ استقبال الجميع في مجلسه العامر فمن سؤال في العقيدة أو الفقه أو الإعراب ومع هاتف به قضاء مسألة أو خلاف مضى الوقت سريعاً بنا ليتبارى بعد ذلك الشعراء في إلقاء قصائدهم الجميلة ويسدل الستار بتلك القصائد ويطلب الشيخ من ضيفه الكبير البقاء ثلاثة أيام حق الضيف ومع استئذان المضيف بأدب جم من شيخنا ملتزما بعهد آخر قطعه في مسقط مساء يوم الجمعة انتهى اللقاء.

كان الوداع كعادة الشيخ يشيع ضيوفه إلى حيث تقف مركباتهم وكان المضيف ومن حضر من الضيوف مع موعد الوداع بشكر المضيف وتمنى لقاءه مرات ومرات فمن يزور الشيخ لا يستسيغ وداعه بل العودة إليه والوفاء له.

شملت زيارة الضيف مآثر وشواهد الماضي العريق في نيابة سناو من حاراتها القديمة إلى المسجد الجامع القديم بحارة البراشد إلى السوق القديم إلى مكتبة أبي الخليل التي تضم جزءًا من نقود كنز سناو الأثري قبل الإسلام وعدد من المخطوطات والأدوات القديمة إلى سناو الحديثة بتفاصيلها من أسواق ومنجزات وشواهد حديثة.

صورتان للنشر على الموقع وسط المقال (2).jpeg
 

كان ختام تلك الزيارة السعيدة زيارة خالي الشيخ القاضي حمود بن عبدالله الراشدي معلم الشيخ حمود بن حميد الصوافي وأحد علماء عُمان الأجلاء المصلحين فكان ختامها مسك بتلك الحيوية والفرحة والسعادة التي أبداها القاضي وهو يستقبل ضيفه ويحكي له حكايات زيارته للمملكة منذ أكثر من نصف قرن ويزيد.

زيارة كريمة من سعادة سفير المملكة أطرتها معاني المحبة التي يحملها الأشقاء والإخوة بينهم وغلفتها أخلاق وصفات سعادة السفير الكريمة في نهج رسول الله صلى الله عليه وسلم قدوتنا في فعاله ونهج آبائنا الذين التزموا بسيرته العطرة.

كانت زيارة حملت الكثير من المعاني لسعادة السفير ولنا جميعاً في ذلك الوصال الجميل الذي ندعو الله أن يرزقنا جميعاً فضله وأجره.

زيارة في رحاب مجلس الشيخ لن تكون إلا قبساً من نور الخير نستذكرها جميعا فشكرا لسعادته هذا الفضل منه علينا وسيستمر نهر المحبة دافقاً في الله ممتدا في الدنيا وعمان والمملكة العربية السعودية في خير ووفاق وأمان ومع بشائر الخير والعهود المجيدة التي يعيشها بلدانا الشقيقان سوف يستمر العطاء والتعاضد بين الدولتين وفي مختلف المجالات فسعادة السفير مهتم بكل تلك التفاصيل لنجاح تلك اللحمة الكبيرة.

حفظ الله عُمان والمملكة وأسبغ عليهما واسع فضله وجعلهما واحتين للخير والنماء.