"جائزة بلعرب بن هيثم".. توجه نحو عمران حديث

 

 

فاطمة بنت محمد الحبسية **

من السماء تترآءى لك أمهات المُدن العُمانية وقد توشحت البياض، حلة تسر الناظرين، أبهة من حضارة حديثة تكتب، فالطراز الذي سارت عليه سلطنة عُمان هو توجه أصبح يضرب به المثل معماريًا، كما أن لون الطين في شموخ حصونها وقلاعها أعطى رونقاً خاصًا، أضفى جمالا لنمطها المعماري المتفرد.

الواضح للعيان أن النمط العمراني برز في معالم وطنية كثيرة، كدار الأوبرا السلطانية مسقط وعدد من المباني الحكومية، ومساجد السلطان قابوس، كما أن الكثير من المؤسسات البنكية استطاعت أن توجد نمطاً معمارياً فخماً غير مفاهيم الأنماط التقليدية.

لا اختلاف على أن السنوات الماضية التي حدثت فيها طفرة معمارية متسارعة، شابها نوع من الأخطاء الفنية الهندسية في بعض المناطق كما يؤكد المعماريون، حيث إن التخطيط العشوائي، والتشابه في بعض المباني إلى حد بعيد، والألوان التي أسقطت على بعض المساكن أدى إلى تشويه المنظر العام، وهو الأمر الذي أدى إلى أن تقف عليه الدولة بحزم لإعادة رسم الخارطة العمانية الصرفة، التي تمزج بين الحداثة والعراقة في آن واحد.

ولكل ذلك، رسمت الحكومة الاستراتيجية الوطنية للتنمية العمرانية، تنظر إلى المستقبل المعماري بصورة مختلفة، تراعي التوسع المعماري، وتحد من الأخطاء الفنية الهندسية التي قد تحدث، وتستجيب للمتغيرات المناخية، بل توجه بوصلتها نحو طريق الاستثمار المعماري، لينعكس ذلك على الجوانب الاجتماعية والاقتصادية بتوازن وتناغم.

وفي ذات الطريق، جاءت جائزة بلعرب بن هيثم للتصميم المعماري، لتسهم في تطوير أبرز المعالم في سلطنة عمان، عبر إيجاد مشهد معماري يصنع فارقًا حقيقيًا في التنمية العمرانية المنشودة، حيث من المؤمل أن ترسم ملامحا في التوجه المعماري المنتظر.

لا ريب أنَّ الجائزة ستعمل على إيجاد بيئة حاضنة للمبدعين، وستخطو نحو التنافس المحمود الذي سيصب في مصلحة عمان في المقام الأول.

** متخصصة في تقنيات التصميم الداخلي والديكور

تعليق عبر الفيس بوك