ميزانيات المحافظات.. هل هي موازية أم مُكمِّلة؟

 

إسماعيل بن شهاب البلوشي

واحد من أهم مرتكزات التوجه العُماني نحو التطوير هو ذلك التأني المدروس وإلى أبعد الحدود من نواحي التخطيط وكذلك الفترات الزمنية.

منذُ أمدٍ بعيد تحلم المحافظات والولايات أن يكون لها حيز من التخطيط والتنفيذ في جانب المشاريع والتنمية المبني على تخصيص أموال معينة يتم إدارتها من داخل المحافظة لمعرفة الضروريات والجوانب الملحّة وعن قرب ورضا الأهالي المعنيين أخيرًا بالتنمية، وهنا تكمن جوانب أبعد بكثير من مسألة المال وحتى جانب التخطيط.

فإذا كانت الرؤية للمستقبل تحّتم تفعيل دور المحافظين والولاة والمجالس البلدية وغيرها فإنَّ هذا التوجه يعتبر تتويجاً وتنويعاً فاعلاً لمستقبلٍ واعدٍ من العمل والعطاء وأن تفعيل تلك الأدوار انطلاقاً من حقائق وأرقام مالية فإنَّ فرصة ذلك تعتبر تاريخية للقيام بتجارب موازية لما تقوم به الوزارات الخدمية والتي كانت تدار من مسقط وبذلك ستكتمل حلقة العمل ومن زوايا مختلفة، مؤكداً أنه سيكون لها نتاج إيجابي مهم في مسيرة التنمية المنشودة. وهنا أضع بعض الآمال التي أتمنى أن يكون لها النصيب الأوفر ولأسباب جوهرية، وهي المشاركة الوطنية الفاعلة في حل مسألة الباحثين عن عمل، وذلك من خلال تطويع القانون بتمكين أبناء المحافظات من تملك أسباب الرزق الوفيرة التي ينعم بها الوطن، وهي اليوم تدار بطرق قد يكون هناك ماهو أفضل منها بكثير.

هنا يأتي دور مختلف المؤسسات وبتوجيه من المحافظ في تسخير كل السبل لجعل العُماني محمياً قانوناً ومدعوماً مالياً، حتى يتمكن من المنافسة ويُترك قويًا في ميدان العمل، وقد أصبح على قدر كبير من الخبرات والمعارف المناسبة التي تؤهله للمنافسة داخل وخارج الوطن وأن يكون الطموح والعمل مبنياً على تخطيط ودراسات سليمة وواضحة من جميع الاتجاهات وهنا أضع تساؤلاً يحتاج إلى توضيح وفهم دقيق وهو هل هذا المال إضافة أو تحديد لن يكون للمحافظات أموال لمشاريع رئيسية من الوزارات غيره  أو أن المهام ستحدد بدقة كيف يتم استخدامه.

إنني دومًا أركزُ على أن الاستماع إلى وجهات النظر من مختلف الفئات وخاصةً الشباب الذين لديهم وجهات نظر مهمة جداً في المرحلة المقبلة، وسيكون نتاج ذلك أيضًا غير عادي، فعندما يطرح الشباب أفكارهم وتطبق على أرض الواقع فعلى الأقل سيكون الاقتناع كافٍ من الجميع أن وجهات نظرهم مقدّرة وأصبحت واقعاً ملموساً أمام أعينهم وهنا ستكون المشاركة الوطنية أكثر وضوحاً وجديةً وقرباً بين الحكومة والشعب وهذا ما تطمح له أكبر دول العالم.

وأخيرًا.. فإنني أتمنى ألا نعود إلى المثلث السابق من التفكير في مراكز الولايات وترك القرى والتي هي واحدة من أهم أولويات جلالته حفظه الله لينعم الجميع بخيرات الوطن وكذلك أن يكون لهم ممثلون في مراكز صنع القرار وأن يُعطى الجميع فرصة إبداء الرأي وبكل أريحية.