روعة اليقين

 

 

سالمة بنت محمد المقرشية

مثلما ينقشع الظلام أمام ضوء الفجر، سوف ينقشع عنَّا العسر بأنوار اليسر.. كم مرة رأينا العتمة والنور، ولمسنا الكسر والجبر، وشعرنا بأننا في بطن الحوت ودُهشنا بفرج من رب السماء، فاشتد علينا الأمر، ولكن اليقين أصبح أقوى، وهنا اليقين بالله سيتحقق كيف ما كان ما تظنه آت سيأتي.

كل مافي الحياة من جمال وبهاء تواجد من أجلك، أليس هذا كافيا أن تكون مؤمناً بتواجد الوفرة وأن كل ما تنويه وتتمناه قادم إليك، وأن لا مستحيل أمامك فكل ما تريده خلق لك وبين يديك، مغناطيسيتك تزداد لما تريد وترغب به، تزداد قوة حين تكون شاكرًا وممتناً لما لديك وتتعلم إطلاق سراح ما ترغب به في آن واحد. فكل ما تنويه وتتمناه يتَّجه نحوك، فكر دائماً بإيجابية، وحدِّث نفسك بالأفكار الطيبة والأحلام والطموحات التي تود الوصول إليها لتنجز الكثير وتتشوق لإكمال البقية لتصل إلى ما تريده، وتوقع دائماً البهجة والفرح والوعي والثراء في حياتك، وأغلق عينيك وتصور ما ترغب به ينهمر عليك كالمطر.

ارفع دعواتك بالشعور الدائم بالسعادة، وأن الله معك، وكن مؤمنا ومتيقنا بأن الحياة مليئة بأشخاص جيدين، محبين، وأوفياء ومليئة بالفرص الجميلة والمدهشة. واسمح لليقين أن ينسج خيوط حياتك، ولا تعطي حياتك للخوف والريبة والظنون السيئة، اختر أن تتعلَّم تدريبات وتأملات تساعدك على الصفاء والنقاء.

لا محالة سينهمر عليك كل ما تريد: النباتات تنتظر بهدوء هطول الأمطار لتنمو وتزهر، كن مؤمناً بأنَّ الهدف قادم لك مهما كانت الطريقة ومهما كان المسار، أنت مستمر في النية والشعور والسعي ومتوكل، وهناك قوة عظمى أكبر منك ومعك وبجانبك، وقوة تعلم بحقيقة شعورك وموقفك الصعب.. هذه القوة هي قوة الله .

وإذا سعيت لهدف ما ولم تدركه، فشعرت بأغصانك ذوت، وأوراقك قد انتثرت ذابلة، تسفها رياح الهم.. وكلما اقتربت من حافة اليأس تذكر هذا السؤال الكبير: "فما ظنكم برب العالمين".

تعليق عبر الفيس بوك