رسالة إلى معالي الوزير

 

مريم الشكيلية

 

مهرجان مسقط السنوي، هو مهرجان يُقام سنوياً في سلطنة عُمان وأقيم للمرة الأولى في عام 1998 وهو مهرجان شامل يُسلط الضوء على المهن التقليدية القديمة والتراث العُماني ويحيي الحياة الثقافية والفكرية في السلطنة ويُعد نافذة من نوافذ السياحة في الداخل والخارج.

وتعد المهرجانات السنوية أو شبه السنوية لكل بلد وقطر من العوامل المهمة ليس فقط بسبب تنشيط السياحة أو المردود الاقتصادي لكل دولة وإنما تُقام المهرجانات عبر العالم بإلاضافة إلى ما أشرت إليه أيضًا للتعريف بالدولة لدى شعوب العالم الخارجي، فهي تعتبر رسالة أو للتوضيح أكثر تعد كسفيرة لدى الخارج للتعريف بكل جوانب الدولة من ماضيها من خلال الحرف القديمة التي كان يعمل بها أفراد تلك الدولة مرورا إلى حاضرها ومنجزاتها وتبرز في هذه المهرجانات ثقافة وطن من خلال إحياء الحفلات والمحاضرات والمؤتمرات الأدبية والموسيقية والدينية وأيضاً إبراز الهوية الوطنية من خلال ما يعرض ويقدم طوال فترة المهرجان.

وتحرص كل دولة على أن تقيم هذه المهرجانات في فترة معينة ومحددة تكون مناسبة فيما يخص الطقس والمناخ فمثلاً نحن في سلطنة عُمان يقام مهرجان مسقط في الفترة بين شهري (يناير _ وفبراير) وذلك لاعتدال الطقس في هذه الفترة من العام وأيضاً في باقي دول العالم تحرص كل دولة على إحياء مهرجاناتها في فترة تتناسب مع طبيعتها المناخية وهناك مهرجانات متصلة بالفصول ولها علاقة بها. كما إن هذه المهرجانات تشمل أنشطة مختلفة ومتنوعة منها الرياضية والفنية والاجتماعية والثقافية وتشهد حراكا وزخما بكل هذه الأنشطة وغيرها مما يعد مدخولا جيدا للدولة وتسويق حضارة وفكر وهوية للداخل والخارج، وتعد هذه المهرجانات مركزا وركيزة تحرص كل دولة على تطويرها وإدخال كل ما يميزها.

وعبر هذه السطور لدي أمنية وتطلع إلى أن يظهر مهرجان مسقط بحلة جديدة وإضافة متجددة تضاف إلى باقي الفعاليات والأنشطة ورسالتي إلى معالي الوزير أن يتم تطوير هذه الفعالية السنوية لما لها من أهمية على الصعيد الداخلي والخارجي وإيجاد أفكار جديدة تواكب المرحلة وتماشياً مع رؤية "عُمان 2040" التي ترسم مسار عُمان للسنوات القادمة مع الإبقاء على مورث عُمان الحضاري. ومن وجهة نظري أعتقد أنه من خلال هذه المهرجانات نستطيع أن نفتح أبوابا جديدة سواء للجانب الاقتصادي أو السياحي واستغلال طاقات الشباب الهادفة إلى طرح رؤيتهم وأفكارهم ليكون لهم دور ملموس في وضع الخطط لإخراج هذه الفعالية بما يليق بعُمان وتاريخها وحضارتها ومستقبلها كما وإن اليوم هناك التقنيات الحديثة ومنصات التواصل ومختلف البرامج التي يمكن أن تخدم المهرجانات من تسويق وغيرها ونسلط الضوء بالأدوات الحديثة والتقنيات المتطورة ولنا في جناح عمان في (إكسبو دبي 2020) أنموذج ناجح وهو ما لاقى رواجا واسعا وصل صداه إلى القاصي والداني وهذا ما لاحظناه من خلال العدد الكبير لرواده.

إنني أتمنى أن تتخذ هذه الخطوة من معالي الوزير والمسؤولين لتطوير مهرجان مسقط ليكون مهرجانا عالمياً شاملا وموسعا يخدم الوطن والمواطن على حد سواء بأفكار متوازنة بين الماضي والحاضر يبرز الهوية الوطنية العمانية الأصيلة وحاضرها الحديث المشرق والمتجدد.

تعليق عبر الفيس بوك