من الأرشيف المدرسي (5)

 

علي الحوسني **

"تربية الأبناء لا تتم عبر شبكات التواصل الاجتماعي.. تربية الأبناء هي جزء من أصل المجتمع العماني فعندما يتشرب أبناؤنا بعاداتنا وتقاليدنا ويتمسك بالأسرة والمجتمع  سيكون نجاح المجتمع".. كلمات تفضل بها حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- في لقائه بشيوخ ولايات محافظة الداخلية في حصن الشموخ العامر بولاية منح، وهدفت إلى تسليط الضوء على قضية تربية الأبناء التربية السليمة، ودعوة جلالته الكريمة إلى المحافظة على الإرث والترابط الأسري في المجتمع.

هذا الحديث يقودنا للحديث عن أحد البرامج المدرسية الذي حمل عنوان "مسابقة تأصيل عادات المجالس العمانية في المجتمع المدرسي"، وهذا البرنامج كان من اختصاصات جماعات النشاط الاجتماعي "الرحلات المدرسية".

وجاءت فكرة البرنامج إيمانًا من المدرسة والقائمين على البرامج والأنشطة ومجلس الآباء والمعلمين ممثلة في اللجنة الاجتماعية بأهمية غرس مفهوم العادات والتقاليد العمانية الحميدة في نفوس الطلاب وتأصيلها في نفوس الناشئة من أبنائنا الطلاب وترجمة الموروث العماني إلى واقع عملي ملموس ومشاهد في المجتمع المدرسي والمحلي، إضافة إلى أنها تعد مجالا واسعاً للتعارف واكتساب عدد من الخبرات والعلاقات الاجتماعية والسمات القيادية للنهوض بالمجتمع وأفراده في المستقبل على أسس من العادات والقيم العمانية الأصيلة التي توارثها الآباء عن الأجداد على مر السنين بعيدا عن المشتات الغريبة والحديثة لتلك العادات.

تعددت أهداف المسابقة أذكر منها في هذا الموضع الجو التنافسي الشريف بين الطلبة المشاركين في البرنامج علاوة على المهارات القيادية الشخصية التي يكتسبها الطلاب من مشاركتهم في هذا البرنامج.

واستهدف البرنامج الاجتماعي طلاب الصف العاشر في عامه الأول من التطبيق وبعدها تم تنفيذه على طلاب الصف التاسع طبق البرنامج لأول مرة في المدرسة (مدرسة الحسن بن علي بولاية السويق) في تاريخ 14 أبريل 2013 من العام الدراسي 2012/ 2013.

وتم تصميم استمارة خاصة بتقييم الفرق التي تمثل الصفوف المشاركة في المسابقة اشتملت على عدد من البنود التي تترجم مضامين البرنامج . بالطبع أن العمل في هذا البرنامج جاء من خلال العمل بروح الفريق الواحد الإشراف العام من قبل الأستاذ الفاضل/ أحمد الخروصي مدير المدرسة ولجنة مكونة من بعض المعلمين المشرفين على الأنشطة والبرامج المدرسية ولجنة شؤون الطلاب.

في ختام هذا المقال، أوجه كلمة شكر وتقدير لإذاعة سلطنة عمان لاستضافتهم لي للحديث عن هذا البرنامج الاجتماعي الوطني الهادف، كما أشكر كلاً من الأستاذ حسن الكيومي معلم أول دراسات اجتماعية على إشرافه السنوي على هذا البرنامج وجعله ترجمة واقعية وعملية لمنهج الدراسات الاجتماعية وكذلك الأستاذ راشد المقبالي وهذه دعوة في هذا المقال للبحث والتقصي عن الأساليب الرائدة في تربية الأبناء للبعد بهم عن تلك الوسائل التي شتت وتشتت العادات والتقاليد في مجتمعنا العماني والإسلامي وكذلك إعادة النظر في التخطيط في البرامج المدرسية الاجتماعية لجعلها هادفة وتسخيرها لخدمة هذا الجانب عن طريق انتقائها والبعد عن البرامج التي أكل عليها الزمن وشرب.

وللحديث بقية..

** معلم مهارات حياتية

تعليمية شمال الباطنة

مدرسة ثابت بن كعب (5- 9)

تعليق عبر الفيس بوك