ثمار النهضة المتجددة

 

 

مدرين المكتومية

 

تُشرق على بلادنا اليوم شمس الاحتفاء بالأمل العماني المتجدد، ذكرى تولي مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -أبقاه الله- مقاليد الحكم بالبلاد، بآمال كبرى بالانتقال بعُمان إلى مستوى طموحاتنا وآمالنا في شتى المجالات، بحكمة ورؤية ثاقبة تتطلع لأن لا تتوقف مسيرة التطور والتقدم عند حدود، وتؤمن بأنَّ لكل مرحلة طموحاتها ولكل جيل رغباته، فصيغت وفق ذلك المرتكزات لبدء انطلاقة جديدة نحو مصاف الدول المتقدمة.

وما حصاد العامين الماضيين إلا برهان على أن جلالته -أعزه الله -عازم على نقل عمان إلى مزيد من التطوير الذي ينسجم مع رغبات الجيل الحالي، بشهادة مصادقة عملية على الأهمية التنموية لرؤية "عمان 2040"؛ باعتبارها بوابة العبور نحو الأمل الكبير، مستقبل تواكب فيه بلادنا المتغيرات الإقليمية والعالمية، وتستثمر الفرص المتاحة؛ فتتعزز معها مستويات التنافسية، ويتحقق النماء والرفاه للإنسان العماني.

فما شهدناه عيانًا من توجيهات سامية وجهود وطنية غالية لتقوية الموقف المالي وتقليص حجم العجز المالي والمديونية، والمساعي الجادة لإيجاد اقتصاد قوي قائم على تنويع مصادر الدخل، وتحفيز كافة قطاعات التنمية وتوسيع قاعدة الإنتاج المحلي، كلها تصب في صالح استقرار الوضع التنموي؛ بما يُحقق الرفاه والحياة الكريمة، مع إيجاد حلول سريعة لانشغالات الشباب، واحتواء هواجسهم المتعلقة بالفرص الوظيفية الملائمة في القطاعين العام والخاص، مع لقاءات أبوية تعزز مشاعر الولاء والارتباط بين القائد وأبناء شعبه الأوفياء.

مظهر من مظاهر نهضة عمان المتجددة، يتجسد في تفعيل الرقابة والمحاسبة لكل من يحاول استغلال منصبه أو موقعه لتحقيق مآرب شخصية أو التعدي على حقوق الغير في الانتفاع بما بني لهم؛ أخذًا بأرقى أساليب الإدارة وأحدثها، مع تقييم دقيق لمؤشرات الأداء وتكريم المجيدين. وجنبًا إلى جنب، تمضي وتيرة تطوير منظومة التعليم باتجاه صعودي، بمزيد من العناية التي يوليها جلالته -أيده الله- من أجل تحقيق التطوير المأمول؛ انطلاقًا من وعد سامٍ بأن "الاهتمام بقطاع التعليم بمختلف أنواعه ومستوياته وتوفير البيئة الداعمة والمحفزة للبحث العلمي والابتكار سوف يكون في سلم أولوياتنا الوطنية".

قديمًا علمونا أنَّ طريق الألف ميل يبدأ بخطوة، ولكن هنا في عمان المجد، يظل لسان الحال يُردد: إن طريق الألف ميل عامرٌ بعزائم رجال ونساء وأبناء عمان، لإحداث نقلة نوعية في مختلف جوانب العمل والبناء، مسترشدين بإرادة سياسية سامية، بثت الأمل في مرحلة متجددة من الإنجاز. ولا شك، أن النجاحات المتحققة خلال العامين الماضيين في السير وفقًا لهذه الإرادة والعمل على إنجاز هذه الجملة من التطلعات في فترة زمنية قصيرة، لهو مدعاة لبث الروح الإيجابية لدى الجميع، ينفتح معها المجال لتحقيق أحلامنا وطموحاتنا المختلفة بإذن الله.