حوارات مفتوحة ومثمرة تجسد عمق العلاقة وترابطها بين جلالته وأبناء الوطن

اللقاءات المباشرة بين جلالة السلطان والمواطنين.. نهجٌ سامٍ لترسيخ العلاقة بين القائد والشعب

الرؤية- ريم الحامدية

منذ تولي حضرة صاحب جلالة السلطان هيثم بن طارق المُعظم- حفظه الله ورعاه- مقاليد الحكم في 11 يناير 2020، والجهود الحثيثة تتواصل من أجل الاستماع للمواطن في كل بقعة من تراب هذا الوطن العزيز، ترجمة للرؤية السامية الحكيمة الساعية لترسيخ جسور التواصل مع شعبه الوفي، وتحقق ذلك على مدى العامين الماضيين من خلال الخطابات السامية التي حرص من خلالها جلالته- أيده الله- على توجيه الخطاب المباشر للمواطنين، وكذلك من خلال اللقاءات المباشرة لجلالته بشيوخ الولايات في المحافظات، بما يضمن تعميق التواصل الدائم بين القائد المفدى- حفظه الله- وأبناء الوطن على امتداد هذه الأرض الطيبة، وذلك "إيماناً من جلالته- أبقاه الله- بأهمية الاستماع المباشر لما يطرحونه من رؤى ومقترحات بنّاءة تصب في مصلحة الوطن والمواطنين".

وفي لقائه الأول بشيوخ محافظة ظفار الذي أقيم في قاعة الحصن بحي الشاطئ بولاية صلالة، أكد المقام السامي- أيده الله- حرصه الدائم للاطلاع على احتياجات ومتطلبات الولايات والاستماع إلى ملاحظات المواطنين ومقترحاتهم بشأن الخدمات التنموية وتعزيز دور الجهات الحكومية في إطار الخطط التنموية الشاملة والمستدامة. وعبّر ذلك اللقاء المُبارك عن حرص جلالته الدائم على الالتقاء بالمُواطنين بهدف الاطلاع على احتياجاتهم ومُتطلبات ولاياتهم عن قرب ويستمع إلى ملاحظاتهم ومُقترحاتهم بشأن الخدمات التنموية وتطويرها وتعزيز دور الجهات الحكومية في إيصالها لمختلف أرجاء البلاد في إطار الخُطط التنموية الشاملة والمُستدامة.

أما اللقاء السامي الثاني فكان مع شيوخ ولايات محافظتي الوسطى والداخلية، وأقيم في حصن الشموخ بولاية منح؛ حيث أكد حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- أن الحكومة تسعى جاهدة إلى تطبيق اللامركزية فيما يتعلق باتخاذ القرارات ذات الصلة بتنمية المحافظات، مشيرًا إلى أن الالتقاء بشيوخ ولايات محافظتي الداخلية والوسطى بين الحين والآخر أمر "مهم جدًا". وقال جلالته إن اللقاء يأتي: "نظرًا لأن الوضع أصبح يتطلب تبادل الآراء، وأن تسمعوا منِّا وأن نسمع منكم، ولتعرفوا ما هي خططنا الحكومية، وبالتالي لقاؤنا اليوم إن شاء الله يكون مثمرًا، وسنتكلم في بعض الأمور". وأضاف جلالته: "نرى أنه آن الأوان أن تُعزز هذه المشاريع لما لها من دور مهم في الحركة الاقتصادية في البلاد". ومضى جلالته- حفظه الله- قائلًا: "لدينا توجهات وخطط ربما سنعجِّل بها هذا العام، إذا كانت الحالة الاقتصادية ستستمر بنفس الوتيرة بطريقة إيجابية".

وأشار جلالته- في كلمته السامية لشيوخ محافظتي الداخلية والوسطى- إلى الحديث عن دور المحافظات في مسيرة التنمية، قائلًا: "ماضون في هذا التوجه؛ حيث آن الآوان لأن لا تكون هناك مركزية في اتخاذ القرارات المجتمعية، وقد أصبح دور المحافظين مهما جدًا، وكذلك دور المجالس البلدية مهم جدًا، وعلى الجميع التفاعل... كل محافظ.. كل مجلس بلدي.. كل المشايخ في كل محافظة". وشدد جلالته- أبقاه الله- على أن الحكومة تحاول أن لا تكون هناك مركزية فيما يخص صنع القرار وما يتعلق بالمحافظات، مضيفاً جلالته: "ربما يكون هذا التوجه جديد علينا في اتخاذ القرار في الحكومة، لكن من الضروري أن يكون للمحافظين دور في تنمية المحافظات".

اللقاء السامي الثالث، كان مع شيوخ ولايات محافظة جنوب الشرقية، في حصن الشموخ العامر بولاية منح؛ إذ تفضَّل جلالته واستعرض جملة من الموضوعات التي تهم الشأن المحلي، مؤكدًا- أيده الله- في حديثه السامي أن سلطنة عُمان ماضية بعون الله في تنفيذ خططها وبرامجها بمختلف المجالات رغم التحديات؛ لتحقيق أهداف التنمية المستدامة المنشودة، وبناء حاضر زاهر، ومستقبل مشرق لكل أبناء الوطن أينما كانوا على هذه الأرض الطيبة، وأن على المحافظات والمجالس البلدية القيام بأدوارها التنموية الوطنية اللازمة في هذه المرحلة كما أُريد لها أن تكون، ومضاعفة الجهود للنهوض بالمجتمع في كل ولاية.

وفي ظل الاهتمام السامي لجلالة السُّلطان المعظم- حفظه الله- بريادة الأعمال والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، ودورها في تنشيط الحركة الاقتصادية، وتوفير فرص عمل في المحافظات، وذلك بالاستفادة من الميزة النسبية لكل محافظة، وتشجيعًا من لدن جلالته لأبنائه رواد ورائدات الأعمال لتأسيس مشاريعهم الخاصة؛ فقد تفضل- أبقاه الله- وأسدى توجيهاته السامية الكريمة للجهات المعنية، وهي: (وزارة المالية، وهيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وبنك التنمية العماني) بتمويل البرامج الخاصة التي تُعنى بهذا الجانب، وسوف توفر الحكومة الحوافز اللازمة لضمان نجاحها .

ثم تفضل جلالته- أعزه الله- واستمع في حوار مفتوح إلى مشايخ المحافظة؛ حيث طرحوا العديد من الطلبات والاحتياجات المتعلقة بولاياتهم كالمشاريع والخدمات ذات الصلة بالجوانب التنموية، موجهًا- رعاه الله- بضرورة العمل بمبدأ التكاملية بين الحكومة والمواطنين لتنفيذ المشاريع الهادفة التي تخدم الصالح العام، وتذليل كافة الصعوبات التي من شأنها أن تعوق مسيرة التنمية الشاملة.

وكان أحدث هذه اللقاءات المباشرة، بالأمس، مع مشايخ محافظة شمال الشرقية، وذلك بحصن الشموخ العامر بولاية منح أيضًا؛ حيث تفضل جلالته في حديثه السامي بالتطرق إلى عدد من المواضيع ذات الأبعاد التنموية والاقتصادية والاجتماعية التي تمس تطلعات المواطنين، مشيرًا- أبقاه الله- إلى أن الحكومة ماضية قدمًا في كل ما من شأنه الارتقاء بالمواطن في كافة ربوع الوطن، وتحقيق الاستقرار الاقتصادي؛ لينعم- بمشيئة الله تعالى- بحياة أكثر هناء ورخاء، منوّها- أعزه الله- إلى أن الوصول بعُمان إلى المكانة المرموقة التي تستحقها واجب وطني ينبغي أن يسهم فيه كل فرد من أبناء الوطن.

ثم تفضل جلالته وأفسح المجال لمشايخ المحافظة لإبداء الطلبات والاحتياجات المتعلقة بولاياتهم من المشاريع والخدمات التنموية في حوار مثمر جسد بحق عمق العلاقة وترابطها بين القائد وشعبه، مؤكدا- حفظه الله- أن الحكومة لن تألو جهدا في القيام بمسؤولياتها لتنفيذ مشاريعها الاستراتيجية بعزيمة وصبر وإصرار؛ لتشق النهضة العصرية المتجددة طريقها برسوخ وثبات؛ لتبلغ- بعون الله- الأهداف والغايات الوطنية المأمولة.

تعليق عبر الفيس بوك